ندوات تركي بن طلال الرمضانية تطرح قضايا السياسية والفكرية

رام الله - دنيا الوطن
اختتم " لقاء تركي بن طلال بن عبد العزيز آل سعود  الثقافي" برنامج الندوات  الرمضانية السنوية  أمسية الأربعاء  العاشر من رمضان 1437  وشارك  في الندوات  التي  عقدت في”البستان ” بالفاخرية ، مجموعة من العلماء ومفكرون  من داخل المملكة ومن خارجها . و تهدف الندوات  إلى  نشر  العلم والثقافة ، وتعزيز الحوار والمناقشة الجادة في شتى المجالات الفكرية والاجتماعية والسياسية ، في   وسط تسوده روح الحوار المنطلق من أسس علمية وفكرية رصينة  للوصول إلى الفائدة المرجوة في القضايا التي تطرح، والرقي بالفكر والخلق والسلوك من خلال إعمال التفكير السوي. وقد أدار الندوات الدكتور خميس الغامدي. واستهل برامج الندوات الشيخ  د. صالح بن فوزان الفوزان ، عضو هيئة كبار العلماء في المملكة ، وقدم  ندوته بعنوان " ضرورة  وحدة الأمة "ـ أشار فيها إلى المشتركات العقدية والثقافية والجغرافيا الممتدة ، التي تعزز وحدة الأمة ، مؤكداً أن الظروف الراهنة المحيطة بالمجتمعات الإسلامية والعربية ، والمخاطر الداهمة تلح بالاجتماع حول " كلمة سواء" ، ونبذ الفرقة، عدم الانسياق وراء اللافتات الخادعة التي تضمر تفريق الأمة.

وتمت استضافة الشيخ علي الأمين ، عضو مجلس حكماء المسلمين ، وأحد علماء المذهب الشيعي " ، الذي تحدث عن  " خطر ولاية الفقيه "، مؤكداً أن " ولاية الفقيه " نظرية سياسية ، وهي ضيقة حتى في إطارها المذهبي ، وأخذت البعد السياسي بعد الثورة الإيرانية  وتم إعلانها على أنها من العقيدة ، ولكنها في الحقيقة ليست جزءا من المعتقد الديني للشيعة، وهي باطلة بمنظور معظم الفقهاء. وأكد الشيخ علي الأمين رفضه لمفهوم " ولاية الفقيه " العابرة للحدود ، مشيراً إلى أن الولاية التي تثبت للفقيه في إيران هي داخلية ،  في حدود دولتهم ويجب أن لا يكون لها امتداد في الخارج .

وأعرب عن اعتقاده أن " ولاية الفقيه " لن يكتب لها الاستمرار  كونها نظرية ضيقة. مؤكداً : " قلنا لإيران أهل مكة أدرى بشعابها  ورفضنا تصدير مفهوم ولاية الفقيه" . وهو بذلك يتبنى  مبدأ " لا تكون روابط الأديان والمذاهب على حساب الأوطان " ، مشيراً إلى أن الشيعة في أي بلد هم مواطنوان في هذا البلد قبل أن يكونوا شيعة ، وولاؤهم لوطنهم وليس لأحد في الخارج.

وعتب الشيخ علي الأمين على فقهاء المذهب الشيعي الذين  يقولون إنهم ضد ولاية الفقيه ولكن لايعلنون مواقفهم  الواضحة من السياسة الإيرانية القائمة على ولاية الفقيه، وقال إن رفض ولاية الفقيه وقبول سياساتها نوع من التناقض .

وحول مدى تأثر الشيعة بالإخوان المسلمين ، وما إذا كان هناك تشابه بين  ولاية المرشد وولاية الفقيه ، قال الشيخ علي الأمين : " ولاية الفقيه وولاية المرشد تشربان من منبع واحد" . وبشأن ما طرح في المداخلات عن  دور سعودي ومبادرة لتأسيس مركز يجمع عقلاء السنة والشيعة، أيد الشيخ علي الأمين الفكرة ، مشيراً إلى أصل دعوة الحوار بين الأديان التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز، رحمه الله.

ثم أتى دور ندوة " العرب أمام  الخطر المتجدد " والتي شارك  بها المحامي فايز قزي ، محدداً  (3) مخاطر : ولاية  الفقيه والإرهاب والصهيونية، ومؤكداً أن " ولاية الفقيه أخطرها" ، حيث  ادخلها الخميني  في الدستور الإيراني والصلاحيات التي وضعها للولي الفقيه قد لا تكون للأنبياء ،  الأمر  الذي جعل   ديباجة الدستور  الإيراني التي تشرح هذه الصلاحيات  قنبلة نووية، وقال إن أتباع إيران في الخارج ليسوا أحزابا بل خلايا عسكرية،  و الصورة الحقيقية لحزب الله منذ صدور " وثيقة المستضعفين " أنه  فرقة عسكرية إيرانية ، وقال لقد  أحسنت السعودية ودول الخليج أن اكتشفوا أن هذه أجسام إيرانية ويجب مقاومتها، مشيراً إلى أن السلاح بأيدي غير السلطة هو إما ثورة أو احتلال ... و بهذا المعنى  فإن حزب الله في لبنان هو قوة احتلال، وهذا ما  يجعل الدور الفارسي العنصر الأخطر في لبنان ، وهذا الدور عملياً أنهى الجمهورية اللبنانية، ولذلك فلبنان في ربكة . وذكر أن متابعاته أكدت له  أن الخميني لم يبدأ حروبه من أجل فلسطين ولا غيرها بل من اجل الإمبراطورية الفارسية، وأن أتباع الخميني قبل الثورة وخلالها كانوا يحملون جوازات السفر الأمريكية بتفاهم من  الاستخبارات٠

وقال قزي إن  الأمل الجديد الذي تفتحه السعودية بقيادة الملك سلمان  يتعمق بمثل البرامج التي تتم في     " لقاء  تركي بن طلال الثقافي " .

الأمير تركي  بن طلال علق  على وصف المحاضر دعوته له بـ  المفاجأة "  وقال إن مد الجسور نهج سعودي قديم بدأه الملك المؤسس وسار عليه أبناؤه ، والمملكة معروفها بتوازنها السياسي الذي مكنها من الخروج بأمان من حربين عالميتين... كما تساءل الأمير تركي : لماذا خاصم  اليسار العربي تجربة الوحدة التي قادها الملك عبد العزيز ؟  فأجاب قزي بما نقله عن بعثيين عراقيين : كنا مسيرين . وعن الواقع العراقي قال قزي ما لا شك فيه هو الهيمنة الإيرانية  " والواقع العراقي كله إيراني " ، وحزب الدعوة متشيع منذ البداية وتكوينه فارسي .

وبرزت في الندوة ومن خلال المداخلات آراء تدعو لصياغة مشروع عربي يناهض المشروع الإيراني المستند إلى ولاية الفقيه، وأكد المحامي فايز قزي أهمية قيام مثل هذا الحراك وأن السعودية مؤهلة لقيادته.

ثم حلّ موعد الضيف الدكتور محمد العلي ، الأكاديمي والمفكر الإسلامي والكاتب ،  محاضرة بعنوان              " جذور النصرانية الصهيونية "، متتبعاً نشأة المفهوم أو " المذهب " ، والتطبيقات السياسية الخطيرة المترتبة عليه، وامتدت المداخلات إلى إيضاح العلاقة بين الصهيونية ودولة إيران.وبدأ العلي  بالحديث عن  منطلق عداء اليهود للإسلام والمسلمين ، والإشارات الواضحة لذلك في القرآن الكريم " ولن ترضى عنك اليهود ولا  النصارى حتى تتبع ملتهم  "

وأشار أن  المسيحية الصهيونية نشأت لدى الأرثوذكس لدعم اليهود، ومن جذور المصطلح فكرة الألفية الجديدة لخروج المسيح بعد قيام دولة إسرائيل ، ولذلك هم يؤيدون قيام الدولة العبرية تأييداً معتقدياً.

وفي الندوة أثيرت نقاط  عن أسباب اعتبار المسيحية الصهيونية  خطرا ، وعن تفسيرها  على أنها دينية مع أن فكرتها جاءت مع بدء مع الحركة التصحيحية في الكنيسة الكاثوليكية وبروز البروتستانتية الأقرب إلى العلمانية.  وقال العلي إن  السبب في ذلك  أن المسيحيين الصهاينة يطالبون بأكثر من ما يطالب به اليهود ، ويتشددون فيه، وأن أحد أساسيات الفكر الصهيوني الاعتقاد بعودة المسيح في ارض إسرائيل الكبرى.

و تم  في الندوة عرض  تقرير  مصور عن طائفة حارس المدينة وهي طائفة في إسرائيل  لا  تؤيد  الصهيونية ، ويتعرضون لمضايقات بسبب مواقفهم الرافضة للسياسة التوسعية الإسرائيلية  . وأكد العلي  أنه ليس كل يهودي صهيوني وليس كل صهيوني يهودي ، وقال  :  المسلمون في حاجة إلى مجامع ومراكز بحثية وأمسيات  وندوات مثل التي تعقد في " لقاء تركي بن طلال الثقافي "  لتدارس  مثل هذه القضية  وغيرها. وفي إجابة عن مداخلة  تشير عن جدوى تناول القضايا التي تثير الكراهية  قال المحاضر : نحن أولى الناس بالبعد عن إثارة الكراهية ، فدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم  رحمة للعالمين .

وسأل أحد المتداخلين : إذا كان اليهود أذكياء في الاستفادة من التناقضات فلماذا نحن نرى فقط اللونين الأبيض والأسود ، فقال د.  العلي : اليهود قوم يجب أن  لا نستهين بهم ، و الذي سيبطل كيدهم هم  المسلمون المتمسكون بالإسلام الصحيح . واختتم د. خميس الغامدي  الندوة  معلقاً عن السؤال :  إن اليهود  لم ينتصروا بذكائهم بل بضعفنا المتمثل في فرقتنا .

وفي ندوة مميزة كان الضيف د. طارق متري ، السياسي والأكاديمي يطرح من زاوية أخرى عن " القوى المسيحية المتصهينة" . وبدأ  بقوله إن الفئة الأكبر في هذه  القوى هم  ( الانجيليون المحافظون ) في الولايات المتحدة ،  المناوؤون  لليبرالية،و يعتقدون إن للولايات المتحدة  رسالة كونية ،وأمريكا أمة مسيحية، وهم من مناصري الدعوات التي ظهرت مطلع القرن العشرين للعودة للتدين ، ولذلك أطلق عليهم " الأصوليون"، أي أن الحركة المحافظة نشأت ردة فعل على الليبرالية والخوف على المسيحية من الحداثة فارتدوا إلى أصولهم،   ولذلك فهم  يتمسكون بالتفسير الحرفي لكتابهم المقدس ، ويتصدون لكل تفسير حديث ، ومن هؤلاء  يتفرع المسيحيون الصهاينة الذي يؤيدون إسرائيل واليهود بقوة، ويرون أنهم من المالكين الرمزيين للأرض المقدسة ( فلسطين ) لأن أمريكا لديها مصالح فيها، وبعضهم يقرأ الكتاب المقدس على انه مجموعة نبوءات خاصة بالأرض المقدسة ( فلسطين ). ولفت  المحاضر إلى أن  المجموعات المسيحية الهاربة من أوروبا هي التي أسست المسيحية في أمريكا متأثرين باضطهادهم.

وبعد شرح العديد من معتقدات هذه القوى  قال د. متري إن الحركة الصهيونية استفادت من المناخ الذي هيأه بعض المسيحيين، لأنهم يقدمون العون لإسرائيل بلا كلفة ، ومنهم " الحقباتيون " الذين يقسمون الحركة البشرية والتاريخ  إلى حقب ويفسرونها لصالح الحركة اليهودية ، ويرسمون خريطة إسرائيل وفق قراءتهم الحرفية للكتاب المقدس. وأشار إلى أن ( 40 ) في المائة من ناخبي الحزب الجمهوري في الثمانينيات والتسعينيات  كانوا من اليمين المسيحي، وذلك  لأنهم نظموا أنفسهم وجيشوا أنصارهم وأصبح لهم نفوذ سياسي، والرئيس ريجان مدين لهم بفوزه وكذلك جورج بوش ،  غير أن بعض الباحثين يشكك في أنهم ما يزالون  يشكلون نفس القوة ، ويرون أن  حماس اليهود تجاههم قد فتر.

وإجابة عن بعض المداخلات حول التطرف قال د. متري إن  التطرف يستدعي تطرفا مماثلاً  و يعطي ذريعة لمن له حسابات أخرى،  مؤكداً أن  الشباب البائس هم الطريدة السهلة للمتطرفين ، مشيراً إلى أنه عندما تطرف المرشح الجمهوري ترمب استقطب مزيدا من الانجيليين الذين كانوا صرفوا النظر عنه. وأشار إلى " أوجه شبه بين داعش والانجيليين في الأدبيات".

وتحدث بعض المتداخلين عن " التفخيخ الفكري الذي مارسه  اليهود و أنتج المسيحية الصهيونية"، وأشار د. متري إلى أن ربع  الأمريكيين يتأثرون بأفكار المسيحيين الصهاينة، لأن لديهم نفوذ،  ولكن  نفوذهم  لم يعد كبيرا ، ويخسرون معارك عديدة في  المجتمع الأمريكي.

ومجيباً عن مداخلة  حول  توسع  إسرائيل  المستمر ، وعدم وضع حدود نهائية  للدولة ، وما إذا  كانت عودة  اليهود الى فلسطين بالوضع الحالي حققت النبوءة ام تمتد الى اكثر من الحدود الحالية، أشار إلى أن نبواءتهم تتحدث عن " الأرض المقدسة " دون تحديد،  ولقد بات التفسير مفتوحاً  كما يشاءون.

وذهب  د. متري إلى تبرئة  ساحة المسيحيين العرب ، والشرقيين من تبني " المسيحية الصهيونية" ،  وقال المسيحيون الشرقيون مختلفون عما يقوم به بعض المسيحيين في الغرب. واستطرد مضيفاً  أن الغرب  يعمل على  خلق أعداء يخدمون مصالحهم ،  وضرب مثالا بإيران ، ومشيراً إلى ما وصفه بـ " موقف أمريكا  الملتبس " تجاه داعش" ،  قال  إن تقريراً  أمريكياً  صدر  في عام ٢٠٠٥ توقع ظهور تنظيم "داعش" كما هو الآن،  ، وأشار إلى أن  الغرب يعمل على توظيف  " الربيع العربي"  لأغراضه.

في ختام برنامج الندوات قدم الدكتور عادل عبد الله ، المفكر والسياسي ، عضو الإئتلاف البحريني ، محاضرة بعنوان " مادية ولاية الفقيه وعلمانيتها"، وبدأ  مشيداً بـ " لقاء تركي بن طلال الثقافي " والقضايا التي يطرحها ، مشيراً إلى أن  المحاضن الاجتماعية التي تكون تحت رعاية دوائر صناعة القرار  لها تأثير ايجابي كبير.

وقال إن الشعور في المنطقة غير مريح وفق مفهوم الأمن الاجتماعي، وقراءة التحرك الإيراني والثورات العربية تشير إلى تحول دراماتيكي لتوجهات إيران، ومشكلاتنا معها أصبحت يومية ودموية ، بعد أن أصبحت توجهاتها  سافرة عن ما كانت من قبل ، واعتمادها البعد العقائدي والتاريخي لإعادة صياغة العقل الجمعي ، وقال إنهم متقدمون في هذين المجالين ، وأكد ضرورة تخصيص أقسام في  الجامعات اقساما لفهم ايديلوجيا ايران ، "يجب أن نعرف كيف يفكرون لنعرف كيفية التعامل معهم"، مشيراً إلى أن  ايران لديها اختراقات ، بل اصبح الاعلام العربي مخترقا من قبلهم.

ولدى التعمق في موضوع الندوة أوضح د. عادل  أن إيران دولة ثيوقراطية ( دينية ) تتبع الحوزة ، وولاية الفقيه مبنية على خارطة أعلاها الله ، حسب زعمهم ، و ولكن قاعدتها الشيطان. وقال  تحليل ايران وعقلية المرشد  يؤكد  أنهم  ليسوا أهل الله، ورجال الدين هناك يسبقون رجال السياسة إلى المادية والعلمانية، مشيراً إلى أن ولاية الفقيه تقوم  على  خمسة اصول، هي :  التوحيد والعدل والنبوة والإمامة والمعاد. والاصول الخمسة انقلبت مادية ولذلك فمادية ولاية الفقية تثبتها نصوصهم،  بما لديهم من تفسيرات باطنية تجعل للولي الفقيه صفات خارقة وربانية، وهو أعلى من الدستور ، ويصورون أن رسالته الهية مستمرة،وله الحق في تعطيل العبادات ، وقولهم إن الرد على الولي الفقيه رد على الله.. فالدين في مسألة  ولاية  الفقيه  ليس إلا مقعداً خلفياً.

وقال د. عادل  إنه على الرغم من الأصل المعتقدي لولاية الفقيه  إلا أن هناك خلافات واسعة حولها تحكمها" المصالح"، وأضاف : اذا سمعتم الهذيان بالمهدي يزداد في إيران فذلك مؤشر لخلافات. وأوضح أن خارطة الولي الفقيه تشتمل على  " المحافظون "، وهم يتشكلون من الحرس الثوري والباسيج  الذين يضربون أطواقاً حول " مجالهم الحيوي ، وهم حراس الايديلوجيا،  يرفعون لواء الدين بينما هم علمانيون دورهم صناعة أرضية التمهيد.

ومتناولاً مرتكزات السياسة الإيرانية  قال د. عادل : عندهم الأمة الإسلامية هي أمة الولي الفقيه، ونقطة الارتكاز في العقلية السياسية الإيرانية هي  المملكة العربية السعودية،وعندما يقولون "غيرنا " فهم  أكثر ما يعنون  المملكة ، و إيران قسمت إستراتيجيتها إلى دوائر والسعودية في قلب مجالها الحيوي ، وذلك يعكس حقدهم عليها لأن إيران فاقدة الشرعية الوجودية لقيادة العالم الإسلامي، وهي الشرعية التي يعززها الحرمان الشريفان، وهم يعلمون أنه ليس بمقدورهم  الوصول إلى الحرمين إلا على " جثة السعودية".

وتداخل الدكتور فايز الشهري ، عضو مجلس الشورى ،  بالقول  إن  إيران  "حبست نفسها  في ثلاثة سجون : إثبات الوجود ، والقومية، وسجن المذهب. وتم طرح تساؤل عما يمكن فعله مع إيران وما إذا كانت مواصلة الصدام تحقق مكاسب،  وقال  الأمير تركي بن طلال إن سياسة إيران الحالية عدوانية ولكنها جار أبدي ، وأشار إلى  أن العداوات لا  تستمر  مستشهداً  ببريطانيا وفرنسا اللتان شهدتا أطول حرب في التاريخ  ( حرب المائة عام ) وأخير أصبح بينها تواصل لا مثيل له ، وكذلك قدم نماذج أخرى في تحويل العداوات إلى تواصل مصالح . 

ومشيراً إلى وجود مشتركات يمكن أن تحقق " التواصل " في حال تخلت عن مشروعها المريب ،  قال   د. عادل  إن المشكلة الأساسية في الخليج  هي التعبئة، وأكد ضرورة وجود  تعبئة علمية وثقافية موازية  للتعبئة الأمنية والعسكرية . وأشار إلى أن إيران  لديها مراكز بحثية متخصصة في الأقليات،  لأنها نفسها أقليه مذهبية في بحر من السنة ، ولديها عقدة من أقليتها، ولذلك تصنع القلاقل  ولها مراكز عسكرية  متقدمة  تصنع أحداثاً ذرائعية  لتحقيق أهدافهم ، مثل حزب الله  في لبنان والحوثيون في اليمن. ويقولون إن حدود أمنهم  هو البحر المتوسط غرباً ، ونفس المفهوم في اليمن، فهم يعملون بسياسة الإحلال والإبدال.
 وقال إن " توازن الرعب مسألة مهمة في التعامل مع إيران ، لأن " الفاصل بين أن تكون أسداً أو حملا ً هو قوتك "، مشيراً إلى أن الخليج كان يفتقد المايسترو الذي يضبط الإيقاع في المواجهة مع إيران التي لا تؤمن بغير القوة .

وقال المحاضر إن المملكة قد أحسنت أن كشفت كل الأوراق في إشكالاتها مع إيران ما جعل طهران في موقف الدفاع، مثلما أربكت السعودية  المشهد الإيراني   بقرار " الحزم " في اليمن. مؤكداً أن المملكة قادرة على قيادة رؤية خليجية راكزة لمواجهة إيران.

إلى ذلك عقد "  " لقاء تركي بن طلال بن عبد العزيز آل سعود  الثقافي"  ،في برنامج  الندوات الرمضانية ، عقد ما يزيد عن 132 ندوة في المجالات الفكرية والاجتماعية والسياسية والتاريخية وغيرها .، شاركت بها نخبة من العلماء والمفكرين ، الذين يتميزون بمكانة علمية ودور وتأثير في مجتمعاتهم ، يتم اختيارهم واستضافتهم بعناية ، وفق أسس علمية وفكرية ومعايير دقيقة من كافة دول العالم  .