سيادة المطران عطاالله حنا في محاضرة في جامعة اوسلو النرويجية: "من يتحدثون عن السلام في عالمنا عليهم ان يتحدثوا اولا عن رفع المظالم عن شعبنا وانهاء الاحتلال"

رام الله - دنيا الوطن
استقبلت جامعة اوسلو بعد ظهر امس سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس الذي القى محاضرة في قاعتها الرئيسية حول وثيقة الكايروس الفلسطينية.

وقد تقدم الحضور عدد من اعضاء السلك الدبلوماسي العربي في العاصمة النرويجية اوسلو، كما وممثلين عن السفارة الروسية واليونانية وعدد من ممثلي الكنائس النرويجية.

كما حضر المحاضرة عدد من اساتذة جامعة اوسلو وطلابها وعدد من المدعوين من
ممثلي المجتمع المدني والهيئات المناصرة للقضية الفلسطينية.

استهل سيادة المطران حديثه بإبراز اهمية هذه الوثيقة التي كتبها رجال دين مسيحيون فلسطينيون من كافة الكنائس كما وشخصيات مسيحية فلسطينية ناشطة في الحقل الوطني.

اردنا ان تكون هذه الوثيقة نداء ورسالة موجهة الى الضمير العالمي حول عدالة القضية الفلسطينية وضرورة السعي من اجل ان ينال شعبنا حريته التي يناضل من اجل تحقيقها وفي سبيلها يقدم التضحيات الجسام.

وهنالك رسائل كثيرة حملتها هذه الوثيقة:

ولعل اهمها اننا نرفض سياسة الابرتهايد (التمييز العنصري) الممارس بحق شعبنا الفلسطيني، فنحن جماعة ترفض العنصرية ونعتقد بان البشر كافة وان تعددت اديانهم ومذاهبهم واثنياتهم فهم
ينتمون الى اسرة بشرية واحدة خلقها الله، فلا يجوز ان يضطهد او ان يستهدف اي انسان بسبب انتمائه الديني او القومي. وما يحدث في فلسطين اليوم هو استهداف للفلسطينيين لانهم فلسطينيون. في هذه الوثيقة نؤكد بان قضية الشعب الفلسطيني هي قضية شعب مظلوم ويجب ان يزول هذا الظلم الذي تعرض له، ان القضية الفلسطينية هي قضية شعب يعيش القهر والظلم والاستهداف في كافة مفاصل حياته. 

ولا بد لهذه الممارسات الظالمة ان تزول وان ينعم شعبنا الفلسطيني بما يستحقه من حياة كريمة في وطنه وارضه المقدسة.

في هذه الوثيقة اكدنا انفتاحنا  على كافة اصحاب الديانات
التوحيدية في عالمنا وانفتاحنا على كافة الشعوب والقوميات والاثنيات والثقافات المتعددة، فنحن لسنا  جماعة متقوقعة تعيش
في بقعة منعزلة عن العالم، فنحن جزء من هذا العالم ويحق لنا ان نُسمع صوتنا في كل مكان وايادينا ممدودة وقلوبنا مفتوحة لكي نتعاطى بإيجابية ومحبة واحترام مع كل انسان يريد ان يعرف الحقيقة ويعبر عن انسانيته وقيمه من خلال تضامنه مع شعبنا
الفلسطيني، في هذه الوثيقة اكدنا انتماء المسيحيين الفلسطينيين لقضية شعبهم، فالمسيحيون الفلسطينيون ليسوا طائفة منعزلة عن محيطهم الفلسطيني وليسوا جماعة متقوقعة بعيدة عن الواقع وعن معاناة واحزان ومظالم شعبنا. 

فمعاناة الشعب الفلسطيني هي معاناة المسيحيين والمسلمين على السواء، هي معاناة كل انسان في هذه الارض المقدسة في ظل هذه الممارسات العنصرية التي تستهدف شعبنا في كافة مفاصل حياته.

في هذه الوثيقة اكدنا اننا لا نريد دولة دينية، فالدولة الدينية هي دولة يستغل ويوظف الدين فيها للأغراض لا دينية، الدولة الدينية يساء فيها للدين باسم الدين فلا نريد دولة تحمل طابعا دينيا معينا ومحددا لان هذا يسيء ويشوه صورة وطبيعة هذه البقعة المقدسة من العالم