قصص إنسانية "مروعة" يخلفها تفجير مطار اسطنبول

قصص إنسانية "مروعة" يخلفها تفجير مطار اسطنبول
رام الله - دنيا الوطن-وكالات

مع مرور الوقت تتكشف مزيد من التفاصيل المروعة حول كيفية وصول المسلحين وتنفيذ الهجوم الإرهابي الانتحاري الثلاثي في مطار أتاتورك الدولي بمدينة إسطنبول التركية، مساء الثلاثاء، فيما يحتفي الأتراك ببسالة ضابط شرطة منع وقوع كارثة وزيادة أعداد القتلى بعد أن تمكن من السيطرة على أحد الانتحاريين.

المطار الذي يقع في الشق الأوروبي من مدينة اسطنبول ويعتبر من أكثر المطارات في العالم ازدحاماً وصل إليه ثلاثة مهاجمين عبر سيارة أجرة «تاكسي» تجاري، وهم يحملون أحزمة ناسفة وثلاثة قطع أسلحة نارية من طراز «كلاشنكوف» روسية الصنع ونزلوا من السيارة أمام بوابة المغادرة للخطوط الخارجية بعد دقائق من آذان المغرب ووقت الافطار في رمضان. 

وعاينت المكان، وكان الوصول بسيارات التاكسي إلى البوابة الخارجية لصالة المغادرة بلا إجراءات أمنية أو تفتيش للسيارات والحقائب وهو الأمر الذي سهل وصول المهاجمين إلى هذه النقطة دون الخوف من اكتشافهم قبل وصولهم للنقطة قبل الأخيرة التي ينوون مهاجمتها. 

وفي مخطط كان الهدف الأول منه التمكن من الدخول أكبر قدر ممكن إلى عمق المطار وايقاع أكبر عدد من الضحايا، دخل أحد المسلحين من البوابة الرئيسية لصالة المغادرين على الخطوط الخارجية ومن ثم بدأ بإطلاق النار من السلاح الذي كان بحوزته نحو المئات من المسافرين الذين اصطفوا بازدحام أمام بوابات الفحص الإلكتروني، حيث تفرض السلطات التركية وكباقي مطارات العالم إجراءات أمنية مشددة وتقوم بتفتيش المســافرين وأمتعتهم من خلال أجهزة إلكترونية متقدمة قبـــل السماح لهم بالدخول إلى الصالات الداخلية للمطار. 

وخلال هذه الثواني وبعد أن أدى إطلاق النار إلى انهيار الإجراءات الأمنية على البوابات الإلكترونية وهروب المسافرين إلى الداخل من دون إجراء الفحص الأمني تمكن أحد الانتحاريين من الانخراط بينهم والعبور إلى الصالة الداخلية للمطار وتنفيذ المرحلة الثالثة من المخطط القاتل. 

وبحسب صحيفة القدس العربي فإن شهود عيان ومصادر أمنية عمد الانتحاري الذي تسلل للداخل إلى الصراخ على المسافرين وتحذيرهم من وجود انتحاري في الطرف الآخر، الأمر الذي دفع مئات المسافرين بالهرب إلى الاتجاه الذي يريده، وبعد ان تجمع أكبر قدر منهم قام بتفجير نفسه في وسطهم، بينما فجر المهاجم الأول نفسه في نقطة أخرى. أما الانتحاري الثالث وفور دخوله بوابة القادمين من الخطوط الخارجية أثار شكوك أحد ضباط شرطة الجمارك في المطار ويدعى «اوموت ساكار أوغلو« الذي بادر بالاقتراب منه ومحاولة منع تقدمه ومن ثم أطلق النار عليه وإصابه الأمر الذي دفع الانتحاري إلى سرعة تفجير الحزام الناسف الذي كان يلفه حول جسده وهو ماظهر في بعض مقاطع الفيديو التي اطلعت عليها «القدس العربي». 

التفجير أدى إلى إصابة الضابط وعدد من أفرد الشرطة والجمارك في المكان، إلا ان «ساكار أوغلو« توفي في وقت لاحق من الأربعاء متأثراً بالجراح الخطيرة التي أصيب فيها، في حين أجمعت مصادر أمنية ووسائل الإعلام التركية التي احتفت ببسالة الضابط أنه لولا تصرف الشرطي لكانت الكارثة أكبر ولارتفعت أعداد الضحايا بشكل أكبر بكثير، كونه كان متوجهاً إلى مكان مكتظ جداً بمئات القادمين من الخارج.  

وعلى الرغم من الحظر الذي فرضــته السلطات التركية على عمليات النشر وخاصة الصـــور، غضـــت مواقع التواصل الاجتماعي التركية بصـــور الشرطي وعبارات الشكر والتمجيد له، وسط مطـــالبات بمنـــحه أعلى وسام للشجاعة في الدولة، ومن المقرر أن تقام له جنازة رسمية في مطار أتاتورك الخميس، قبل نقله إلى مسقط رأسه في مدينة هاتاي جنوبي البلاد. وخلال الهجوم سادت حالة غير مسبوقة من الخوف والرعب آلاف المسافرين من الأتراك والعرب والأجانب وعمد المسافرون إلى محاولة الهرب خارج المطار، بينما اختبأ آخرون في الصالات الداخلية والمحلات التجارية في المنطقة الحرة، وسط حالة من الإرباك الشديد. 

وأدت قوة أحد الانفجارات إلى اختراق السقف المكون من الباطون والحديد المسلح واحداث فتحة كاملة فيه في إشارة إلى قوة ونوع المتفجرات التي استخدمها المهاجمون. ولم تتبين حتى الآن جنسيات المهاجمين، ورجحت مصادر مقربة من الطب العدلي الذي يشرف على فحص الجثث أن يكون المهاجمون أجانب ولا يحملون الجنسية التركية، موضحةً أن المهاجمين الثلاثة تشوهت جثثهم بشكل كبير جداً ولم يتبقى منها سوى بعض الأشلاء الأمر الذي سيصعب عملية التعرف عليهم. 

ولفت رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إلى أن كافة المؤشرات ترجح وقوف تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» خلف الهجوم على المطار. 

إلى ذلك، قال مسؤولون أمنيون، الأربعاء، إن طبيباً عسكرياً تونسياً كان بين قتلى الهجوم الانتحاري على مطار #أتاتورك في اسطنبول بعدما سافر سعيا لإعادة ابنه الذي التحق بتنظيم داعش في سوريا قبل أشهر. وفتح ثلاثة انتحاريين تشتبه السلطات التركية في انتمائهم لتنظيم #داعش النار ثم فجروا أنفسهم في #مطار_اسطنبول الرئيسي فقتل 41 وأصيب نحو 239 شخصا الثلاثاء. 

والهجوم على ثالث أكثر المطارات ازدحاما في أوروبا هو أحد أكثر الهجمات دموية في سلسلة هجمات انتحارية وقعت في #تركيا المشاركة في تحالف تقوده الولايات المتحدة ضد داعش، والتي تسعى جاهدة لاحتواء امتداد الحرب الأهلية في سوريا المجاورة. وقالت وزارة الخارجية التونسية إن العميد بالجيش #التونسي فتحي بيوض، وهو طبيب بالمستشفى العسكري، كان من بين القتلى في تفجير استهدف مطار أتاتورك. 

وأوضح مسؤول أمني رفيع أن بيوض سافر لتركيا سعيا للقاء ابنه الذي سافر إلى سوريا قبل أشهر وانضم لتنظيم داعش هناك. 

وأضاف أن ابن الطبيب العسكري وهو طالب طب سافر برفقة صديقته قبل أشهر إلى #سوريا وانضما إلى داعش قبل أن يعبرا من جديد لتركيا حيث اعتقلا في مركز أمني حدودي تركي. وذكر أن الطبيب العسكري سافر للقاء ابنه هناك ضمن محاولاته لإعادته. وهذا الشاب- المنحدر من عائلة ميسورة ويدرس في كلية الطب- هو واحد من بين آلاف #التونسيين الذين انضموا إلى تنظيمات متطرفة تقاتل في سوريا. 

أما ركان المالكي فلم يكن يجول بباله أنّ وداعه لخاله طاهر (43 عاماً) هو الأخير، تماماً كما لم تتوقع هذه العائلة السعودية أنّ اختيارهم لأول مرة قضاء إجازة في تركيا سيتحول إلى مأساة يخسرون بسببها شخصان من هذه العائلة الأب وأحد أبنائه. وجهزت عائلة المالكي، الثلاثاء 28 يونيو/ حزيران، حقائب السفر وانطلقوا من مكة إلى إسطنبول وتحديداً مطار أتاتورك، فالأب طاهر الذي يعمل مدرّساً في إحدى مدارس مكة كان يريد أن يقضي عطلة عيد مميزة مع زوجته وأبنائه الأربعة، بحسب ما أشار إليه ابن أخته راكان. 

ويتابع راكان لـ"هافينغتون بوست عربي" أنه "ما إن وردت الأخبار عن هجوم انتحارييين في مطار أتاتورك توجهت أنظارنا لعقارب الساعة فالتفجير تزامن مع موعد وصول طائرة خالي". كانت التفاصيل تتوالى عن حادث الهجوم الذي ضرب مطار أتاتورك الدولي بإسطنبول، وبدأت الشبكات الاجتماعية تتداول صور وأخبار الضحايا الذين لقوا حتفهم في تفجيرات المطار، حيث كانت المكان الوحيد الذي بحث راكان فيه عن أي أمر يصله بأخبار عائلة خاله. 

بعد مرور 4 ساعات تمكّن الشاب السعودي من الوصول إلى ابنة خاله البالغة من العمر 19 عاماً، حيث تم نقلها إلى أحد مستشفيات إسطنبول وكانت إصابتها خفيفة، وبعدها وصلته أخبار عن الأم التي أشارت إلى أن حالتها حرجة نتيجة إصابتها بشظايا في البطن وخضعت لعملية على إثرها. 

"لم يلتفت خالي للتحذيرات حول السفر إلى إسطنبول من أصدقائه، خاصة أنه أتم الحجوزات منذ أكثر من شهرين"، يقول راكان: "اختار قضاء إجازة العيد هناك لما سمعه عن هذه المدينة التي لم يزرها أبداً". 

إن إصابات أفراد العائلة التي صادف وجودها بالقرب بالتفجير أدى إلى إسعافها على عجل على عدد من المشافي، ما صعّب على راكان كما يشير الاطمئنان عليهم جميعاً ساعة التفجير، ليستيقظ صباح الأربعاء 29 يونيو/حزيران، حيث أبلغته السفارة السعودية في تركيا بأن خاله وُجد متوفياً. ما إن مرّت ساعات على خبر وفاة الأب حتى تلاه خبر وفاة ابنه أيضاً الذي لم يتجاوز ال 17 من عمره. 

"نجت زوجة خالي وابنتها ريناد البالغة من العمر 19 عاماً وبتال 5 سنوات وجواد 12 عاماً، خسرنا أكبر وأصغر أفراد هذه العائلة"، يقول راكان. 

بدايات جديدة 

وبالعودة إلى حساب الأب السعودي على تويتر كانت آخر تغريدة نشرها بتاريخ 27 يونيو/ حزيران يقول فيها "لا يستطيع أحدٌ أن يعود للوراء لكي يُغير من البدايات، ولكن أيٌ كان يستطيع أن يبدأ اليوم لكي يصنع نهايات جديدة ". 

يُذكر أن سفير المملكة لدى تركيا، قد صرّح في وقت سابق بأن هناك تنسيقاً مع القنصلية في إسطنبول لمتابعة الوضع الصحي للمصابين وتقديم كل أنواع الرعاية لهم، مع العلم أن ضحايا التفجير من الجنسيىة السعودية بلغت حتى هذه اللحظة 3.

التعليقات