سيادة المطران عطاالله حنا في مؤتمر صحفي بمناسبة اختتام زيارته للنرويج: "كنيسة فلسطين هي كنيسة الارض والانسان في الامه واحزانه ومعاناته"

رام الله - دنيا الوطن
بمناسبة انتهاء زيارة سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة
سبسطية للروم الارثوذكس للعاصمة النرويجية اوسلو اقيم صباح اليوم مؤتمر صحفي حضره عدد من ممثلي وسائل الاعلام النرويجية المسموعة والمقروءة والمرئية، كما وعدد من
ممثلي وسائل الاعلام الاجنبية والصحافة العربية المقيمين في العاصمة اوسلو.

وقد شكر سيادة المطران في مستهل كلمته كافة الذين عملوا من اجل انجاح هذه الزيارة وقاموا بالإعداد لها وترتيب برنامجها وخص بالذكر الكنائس النرويجية الانجيلية والكاثوليكية والارثوذكسية ومؤسسات المجتمع المدني النرويجي والهيئات
الحقوقية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني، كما شكر سيادته الجالية العربية والفلسطينية، كما شكر السفراء العرب الذين حضر بعضا منهم هذه النشاطات وكان لهم اسهام مباشر بإنجاح هذه الزيارة التي هدفت الى ابراز عدالة القضية الفلسطينية في
المجتمع النرويجي، كما وشكر جميع الذين كان لهم دور مباشر وغير مباشر في انجاح هذه الزيارة التي استغرقت اربعة ايام كانت حافلة بالنشاطات والفعاليات والرسائل التي اردنا ان نوصلها للشعب النرويجي الصديق.

قال سيادته في كلمته: باننا نود من خلال وسائل الاعلام النرويجية ان نبعث برسالة سلام ومحبة واخوة الى اصدقائنا النرويجيين هذا الشعب المثقف والمبدع والذي يؤمن بقيم الدفاع عن حقوق الانسان ونصرة المظلومين.

باسم شعبنا الفلسطيني وقدسنا نرسل رسالة تقدير وشكر ووفاء لكافة اصدقائنا في النرويج وهم اصدقاء فلسطين ومناصري القضية الفلسطينية الذين يرفعون راية فلسطين وشعار الحرية لفلسطين في كل الساحات والفعاليات والنشاطات التي تقام في هذه
المدينة.

نحن اوفياء لأصدقائنا ومن قال كلمة حق بحق الشعب الفلسطيني يستحق منا كل الثناء والتقدير والمحبة والاحترام.

نحن نعلم مدى التحريض والديماغوغيا التي يتم بثها عبر بعض وسائل الاعلام المشبوهة والمدفوعة والتي لها اجندات سياسية تخدمها وتروج لها، ولكن الشعب النرويجي المثقف يتحلى بالوعي والحكمة وهو قادر على معرفة الحقيقة وقادر على ادراك
من هو الارهابي الحقيقي ومن الذي يتخذ من انتهاكات حقوق الانسان سياسة رسمية له.

ان الاحتلال الاسرائيلي هو وصمة عار في جبين الانسانية ولا يمكننا ان نستسلم امام اي ضغوطات او ممارسات تريدنا ان نتخلى عن حقنا في الدفاع عن حرية شعبنا.

قضية فلسطين جمعتنا جميعا خلال هذه الايام التي تواجدنا فيها في النرويج فالمسيحيون والمسلمون واليهود وقفوا معا يطالبون بالحرية للشعب الفلسطيني، تعددت ادياننا ومذاهبنا ولكن محبتنا لفلسطين وحدتنا جميعا وجمعتنا في مكان واحد لكي ننادي بالحرية لهذا الشعب المظلوم ولكي نطالب بإنهاء الاحتلال وتحقيق أمنيات وتطلعات شعبنا الفلسطيني الذي يحق له ان يعيش بحرية في وطنه مثل باقي شعوب العالم.

نحن جماعة تؤمن بالسلام وتصلي من اجل سلام مبني على العدالة ونصرة المظلومين والمقهورين والمعذبين، حيثما هنالك انسان متألم نكون معه، وحيثما يكون الاضطهاد واستهداف الكرامة الانسانية نكون منحازين للإنسان في حريته وكرامته
والدفاع عن حقوقه.

اتينا من مدينة القدس حاملين اليكم رسالة هذه المدينة المقدسة التي لها نكهة خاصة وهي عاصمتنا الروحية والوطنية وحاضنة مقدساتنا وتراثنا الروحي والانساني، انها المدينة الرسالة ورسالتها دوما هي رسالة سلام واخوة ومحبة، فالقدس
مدينة السلام والصلاة والعودة الى الاحضان الالهية، القدس مدينة يلتقي فيها الموحدون لكي يمجدوا الله تعالى كل بطريقته، القدس مدينة يقدسها ابناء الديانات التوحيدية الثلاث، والاحتلال بسياساته وممارساته يحولها الى مدينة صراع وتنافر وخوف وكراهية، انه احتلال اقصائي عنصري يشوه صورة القدس ويسيء لتاريخها وهويتها وطابعها ورسالتها.

فبدل من ان تكون مدينة سلام وتلاق بين الاديان يريد الاحتلال ادخالنا في حروب وصراعات دينية ويسعى الى تشويه صورة القدس واضعاف الوجود العربي الفلسطيني فيها.

سيبقى المسيحيون والمسلمون في القدس متمسكين برسالة القدس وهي رسالة سلام ومحبة واخوة، ولكنهم في نفس الوقت لن يستسلموا لأولئك الذين يريدون ابتلاع القدس وطمس معالمها وتشويه صورتها وتحويلها الى ساحة صراعات دينية ومذهبية.

سيبقى الفلسطينيون في القدس ولن يتخلوا عن حقهم في الثبات والصمود والبقاء في هذه البقعة المقدسة من العالم.

رسالتنا اليوم الى شعب النرويج الصديق والى كل الشعوب الصديقة في عالمنا: معا وسويا نسعى من اجل حرية الشعب الفلسطيني وتحقيق امنياته وتطلعاته الوطنية، معا وسويا نزيل الاسوار والحواجز العنصرية، ومعا وسويا نسعى من اجل تحقيق العدالة في فلسطين ونصرة المظلومين والمتألمين، ومعا وسويا نواجه ظاهرة التطرف والتخلف والكراهية بكافة مسمياتها والقابها.

لا نراهن على الحكومات في الغرب التي اجندتها سياسية واقتصادية حتى وان كان هذا على حساب الشعوب المظلومة والمستهدفة والمضطهدة، لا نراهن على حكومات تتغنى
بحقوق الانسان ولكنها تغض الطرف عما يحدث في فلسطين وفي القدس بشكل خاص، نحن نراهن على الشعوب، ونراهن على شريحة المثقفين المؤمنين بقيم العدالة والدفاع عن حقوق
الانسان، هؤلاء هم اصدقائنا الحقيقيون ووقوفهم الى جانب الشعب الفلسطيني هو وقوف مع العدالة ومع القيم الاخلاقية والانسانية والحضارية التي تنادي بها ادياننا.

اكد سيادته في كلمته بان شعبنا الفلسطيني يرفض الارهاب وهو ضحية الارهاب الممارس بحقه ولكنه يحق لهذا الشعب ان يناضل من اجل حريته، فالحرية لا تقدم على طبق من ذهب للذين يسعون اليها وانما هنالك التضحيات التي تقدم على مذبح الحرية ونحن
متأكدون ان نهاية مسيرة الام شعبنا هي الانتصار والحرية واستعادة الحقوق السليبة.

اما كنائس فلسطين فستبقى منحازة للشعب الفلسطيني، فكنيسة فلسطين هي كنيسة الارض والانسان في الامه واحزانه ومعاناته، نحن كنيسة شاهدة على معاناة الشعب الفلسطيني منذ النكبة وسنبقى ندافع عن هذه القضية في كافة المنابر العالمية،
وسيبقى صوت الكنيسة في فلسطين صوتا منحازا للشعب الفلسطيني فنحن جزء من هذا الشعب الذي قضيته هي قضيتنا وحريته هي حريتنا.

اجاب سيادته على عدد من الاسئلة والاستفسارات