سلاح العائلات في الضفة وزيارة وزير الخارجية المصري لرام الله

سلاح العائلات في الضفة وزيارة وزير الخارجية المصري لرام الله
كتب غازي مرتجى

*
دلالة كبيرة تحملها زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى رام الله ولقائه الرئيس أبو مازن ورئيس الوزراء حاملاً رسالة من الرئيس عبدالفتاح السيسي .

الحديث يدور عن مُجمل القضايا الفلسطينية وأن تأتي الزيارة في هذا التوقيت الحساس لها من المعاني ومفردات الفهم الديبلوماسي الكثير , بحث وزير الخارجية المصالحة الفلسطينية وعملية السلام وتطورات المبادرة الفرنسية وتوجه القيادة الفلسطينية الى مجلس الأمن بدعم عربي .

زيارة شكري تزامنت مع قرار رئاسي من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بفتح معبر رفح - جاء ذلك بعد يوم واحد من توقيع الاتفاق التركي - الاسرائيلي .

يبدو أننا أمام انفتاح مصري كبير على الداخل الفلسطيني لحل مشاكله الداخلية بدءاً من الانقسام مروراً باستمرار الوضع الراهن في الضفة بما يخص تجاوزات الاحتلال وازدياد عمليات الاستيطان وتهويد القدس .. بعد شهر رمضان من المتوقع أن يكون هنك جلسات متبادلة ولقاءات هامة في القاهرة وقد بدأت باستضافة غالبية التنظيمات الفلسطينية وستُتوجها القاهرة باستضافة طرفي الانقسام .. عسى أن يكون قريباً .

**
فُجعت الضفة الفلسطينية بخمسة ضحايا سقط ثلاثة منهم نتيجة لخلافات عائلية وفي حادثة نابلس قام مشبوهون باغتيال ضابطي أمن فلسطينيين بدم بارد .

السلطة وأجهزة الامن مُطالبة بوقف مهزلة سلاح العائلات ووقف عمليات العربدة بأسماء وصفات مُختلفة تدعّي ما تدعّيه .

في غزة دار اشتباك بين افراد عائلة واحدة واستُخدمت فيه أسلحة أيضاً - تم تطويق الاشتباك وجمع سلاح المواطنين ومعاقبتهم .
في الضفة يجب أن تقوم الأجهزة الأمنية بحملة موسعة لجمع كل سلاح العائلات وحتى تفرُعات الزعران والبلطجية ممن باتوا يعتاشون على عمليات إطلاق النار والعربدة دون رقيب .

إهانة الأمن الفلسطيني بتصفية عُنصرين من أبنائه يجب أن يُشكّل دافعاً قوياً لوقف هذه المهزلة وعمليات التجييش المختلفة لأطراف فلسطينية داخلية معروفة - لا تُبنى دولة وسلاح "الغاب" مُنتشر بين أيدي مراهقين أو مأجورين دُخلاء .

***

تحدث عدد من قيادات حماس بوضوح عن الاتفاق التركي الاسرائيلي وفُهم ضمناً من أحاديثهم وتعليقاتهم أن حركتهم "مصدومة" من الاتفاق الذي لم يتضمن إقامة ميناء في قطاع غزة كما كان مُتوافق عليه .

لتركيا الحق الكامل في إبرام أي اتفاق فهي سياستها ومصالحها الداخلية - أما التلاعُب بعواطف المواطنين وأهالي قطاع غزة فهو مرفوض تماماً .

الإعلان الأردوغاني عن إرسال أطنان من الغذاء لقطاع غزة إهانة لصمود ونضال الشعب الفلسطيني , فعدا عن دخوله من ميناء إسرائيلي وعبر معبر كرم أبو سالم  فان التعامل مع مواطني القطاع   وكأنهم مجموعة من الجياع أمر غير مقبول - كنت أتوقع رداً شافياً من طرفي ما تبقّى من الوطن إلاّ أنّ وزارة الخارجية طالبت أن تمر تلك المساعدات من خلال السلطة في رام الله أما حماس بغزة فقد شكرت أردوغان !.

بارك  (بعض حماس) الاتفاق التركي الاسرائيلي  , وأثنت السلطة والرئاسة على الخطوة التركية .. لماذا لا نتعلّم من أردوغان ونُطبق أبجدياته السياسية على الشعب الفلسطيني ؟ فحُكام تركيا يعتمدون بالأساس على مصالح دولتهم ومواطنيهم .. ليتنا نقتنع بهذا القانون .