"رائحة الحرب تفوح" من الفلوجة بعد تنظيم الدولة الإسلامية

"رائحة الحرب تفوح" من الفلوجة بعد تنظيم الدولة الإسلامية
رام الله - دنيا الوطن - وكالات 
تفوح رائحة الحرب من هواء مدينة الفلوجة العراقية وتشتعل النيران في أنحاء في مركز المدينة.

يقول حسن، ضابط مخابرات عراقي برتبة ملازم أول في الموقع، إن القوات العراقية أشعلت بعض هذه الحرائق.

ويضيف أن هذه القوات تلقي قنابل يدوية على المباني المشبوهة. وقد سمعت صوت انفجار الذخيرة أثناء إلقاء إحدى القنابل في احدها.

وتعد الفلوجة مدينة مهجورة تقريبا، باستثناء بعض المجموعات المتنقلة من القوات العراقية المبتهجة بدخول المدينة.

ويبدو أن جميع المدنيين قد تركوا المدينة. ورأيت جثث مقاتلين من تنظيم ما يسمى "الدولة الإسلامية"، وقد تُركت في المكان الذي لقت فيه حتفها.

وأراني الملازم حسن ما حدث لإنفاذ القانون في الفلوجة تحت حكم تنظيم "الدولة الإسلامية".

فقد شكل التنظيم محكمة للشريعة الإسلامية في فيلا فسيحة بأحد الشوارع الراقية. وقال الملازم إن التنظيم وضع طوابع رسمية وأوراقا في المبنى تثبت أنه قد استخدم كمحكمة.

وفي فيلا مماثلة مجاورة، تضررت الآن بشدة من جراء الحريق، كان ثمة سجن من بين ستة سجون أخرى أنشأها التنظيم في الفلوجة.

وفيما يبدو أنه كان غرفة جلوس لشخص ما، رصفت ستة أقفاص حديدية، وكان ارتفاع اثنين منهالا يصل الى الخصر فقط.

ومن المؤلم لشخص بالغ أن يقضي أكثر من بضع دقائق داخل أحد هذه الأقفاص. ويفترض أن الأحكام كانت أطول من ذلك بالطبع.

لم تتضرر جميع المباني، لكن كان هناك الكثير من الدمار. وبدت جميع الضواحي كما لو كانت قد هجرت منذ استيلاء تنظيم الدولة الإسلامية على الفلوجة في وقت مبكر من عام 2014.

يمكنك رؤية العشب الذي بدأ ينمو في الشوارع، وبدت صفوف المنازل كما لو كانت قد هجرت منذ وقت طويل. وفر كثير من السكان عندما سقطت المدينة في أيدي تنظيم الدولة الإسلامية.

حقق الجيش العراقي انتصارا كبيرا في الفلوجة، التي تقع على بعد أقل من ساعة بالسيارة من العاصمة بغداد في الظروف العادية بعيدا عن الحرب.

وكانت المدينة معقلا للجهاديين منذ صعود تنظيم القاعدة في العراق خلال السنوات الأولى للاحتلال بقيادة الولايات المتحدة بعد غزو العراق عام 2003.

خرج تنظيم الدولة الإسلامية من عباءة تنظيم القاعدة في العراق، ومنذ استيلائه على الفلوجة ظلت المدينة حصنا لقواته في المنطقة القريبة من بغداد.

الموصل في مرمى ابصارهم

وعلى الرغم من هزيمتهم في الفلوجة، لا يزال الجهاديون المنتمين لما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية يشكلون قوة لا يجب أن يستهان بها في العراق.

إذ ما زالوا يسيطرون على الموصل، التي تعد ثاني أكبر المدن العراقية.

وتشكل الموصل الهدف الكبير القادم للجيش العراقي - وحلفائهم في الميليشيات الشيعية، على الأرجح.

ويتلقي بعض الميليشيات الأكثر إثارة للخوف، دعما وتوجيها، في الغالب، من إيران.

وفي الفلوجة، لم تشارك الميليشيات في القتال بوسط المدينة، لكنها تسيطر على معظم أنحاء المناطق الريفية القريبة.

وإذا قرر تنظيم الدولة الإسلامية الصمود والقتال في الموصل، فسيواجه الجيش العراقي مهمة أصعب بكثير من تلك التي واجهها في الفلوجة.

لكن معنويات الجيش مرتفعة، ويشعر القادة والجنود بالسعادة بسبب النصر الذي حققوه والذي يعد جزءا من الطريق نحو تعويض الاستسلام السريع لتنظيم الدولة الإسلامية عام 2014.

 

التعليقات