التقارب الروسي ـ التركي: هل هو بوادر لتحالف يضم إسرائيل؟

التقارب الروسي ـ التركي: هل هو بوادر لتحالف يضم إسرائيل؟
رام الله - دنيا الوطن - وكالات 
تشهد العلاقات الروسية ـ التركية تحسنا في الأيام الأخيرة إثر أزمة سياسية اندلعت عند إسقاط تركيا لطائرة سوخوي 24 روسية قرب الحدود التركية ـ السورية في تشرين الثاني ـ نوفمبر 2015، بعد أن حذرها الجيش التركي 10 مرات لاختراقها الأجواء التركية حسب الادعاء التركي الذي رفضه الروس.

الأزمة السياسية بين البلدين والتي استمرت أشهراً، ترجع بالأساس إلى اختلاف البلدين في موقفيهما النظام السوري، فتركيا تندرج في المعسكر الداعي إلى إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، وتدعم فصائل في المعارضة السورية، في حين تدعم روسيا بشكل مطلق النظام السوري وتندرج بفعالية كبيرة في العمليات العسكرية في سوريا ضد الفصائل والتنظيمات المختلفة المعارضة لبشار الأسد.

لكن التطور المفاجئ للمعارضين السوريين ـ وخصوصا الائتلاف السوري ـ من جهة، وللولايات المتحدة الحليفة لتركيا في الملف السوري، والتي تستخدم قواعد جوية تركية في "حربها" على تنظيم "الدولة الإسلامية"، إضافة إلى حلفاء آخرين، والمتمثل في إعلان الكرملين الاثنين 28 حزيران ـ يونيو 2016، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قدم اعتذارا لنظيره الروسي فلاديمير بوتين عن قيام الطيران التركي بإسقاط المقاتلة روسية، داعيا إلى إصلاح العلاقات الثنائية. وكذلك التأكيد الصادر عن ابراهيم كالين الناطق باسم الرئيس التركي في بيان نقلته وكالة أنباء الأناضول. إضافة إلى مؤشر آخر على النية بتحسين العلاقات، من خلال تصريح الناطق باسم وزارة الخارجية التركية أن وزير الخارجية مولود جاوش أوغلو قبل دعوة روسية للمشاركة في منتدى التعاون الاقتصادي للبحر الأسود المرتقب انعقاده في الأول من تموز ـ يوليو في سوتشي. هذه الدعوة وقبولها يشيران إلى احتمال أن يتجاوز البلدين الأزمة التي استمرت أشهرا، ليس لعودة العلاقات إلى سابق عهدها فقط بل حتى تجاوز خلافاتهما حول الموضوع السوري أو تنحيتها على الأقل وصولا إلى بناء علاقات أوثق مما كانت عليه من قبل.

ويتوافق هذا التغيير في العلاقات الروسية ـ التركية، مع تحسن مشابه في العلاقات التركية ـ الإسرائيلية التي وقعت اتفاقية تطبيع مع إسرائيل، التي تستعد لمناورات عسكرية مع قوات روسية تنطلق من موانئ سوريا، وتشير تصريحات الحكومة الإسرائيلية على لسان رئيسها بنيامين نتنياهو، إلى أن البلدين يتوقعان أن تكون الفترة القادمة فترة حافلة بالمنافع المتبادلة، تحت مظلة علاقات وثيقة.

التغييرات في المواقف التركية ـ الروسية من جهة، والروسية ـ الإسرائيلية من جهة أخرى، والتركية ـ الإسرائيلية من جهة ثالثة، تدفع للتساؤل عن الهدف منها، وهل ستنتهي هذه التقاربات إلى وجود حلف ثلاثي روسي تركي إسرائيلي في المنطقة؟ وكيف ستكون آثار هذا الحلف على المنطقة بالعموم والمسألة السورية خصوصا؟

وكيف ستكون ردود أفعال الدول الأخرى في المنطقة على هذ المؤشرات إلى إمكانية نشوء قطب محلي في منطقة الشرق الأوسط؟ وهل يدفع هذا دول أخرى في المنطقة إلى التمحور حول قطب مناوئ؟ وخصوصا وأن هناك بوادر لحلحلة الخلاف المصري السعودي وهما أكثر بلدين مرشحين لخلق وقيادة هذا القطب. 

 

التعليقات