توافق بالرأي لحل مشكلة ثانوية دير ياسين في مخيم البص

رام الله - دنيا الوطن
برز الاسبوع المنصرم أشكال خلع قفل ثانوية دير ياسين من قبل عدد من الشبان والدخول لملعبها لممارسة الرياضة مما اعتبر أعتداء على حرمة الثانوية وتفاعل الموضوع ليأخذ بُعد تنظيمي وخلق حالة من التوتر داخل المخيم وبين شبابه. وفتح ملف استخدام باحات مدارس الانروا التي تعتبر متنفس مهم لشباب المخيم وسكانه رياضيًا واجتماعيًا، وصدر عدد من البيانات والرد عليها من جهات متعددة معنية بالأمر.

تحركنا كموقع مخيم الرشيدية من منطلقنا الاعلامي لاستبيان حقيقة الامر وتشعباته وأجرينا لقاءات واتصالات مع الاطراف المعنية من أجل أبراز حقيقة الامر ووضع الاشكال في أطاره الصحيح وسبل معالجته وكان تحركنا على الشكل التالي:

لقاء مطول مع سيادة اللواء ابو احمد زيداني القيادي البارز في حركة فتح حيث اوضح الامر وكان بدأ الحديث برفض وأدانة تصرف الشباب بخلع قفل مدخل الثانوية وأردف، مباشرةً عند علمه بالامر اتصل فورًا بالشباب وطلب منهم مغادرة باحة الثانوية وهو ما تم فعليًا. وأكد على حرصه الكامل على حماية مؤسسات الانروا لانها ملك عام للشعب الفلسطيني ومن الواجب علي وعلى جميع الاطراف المحافظة عليها. كما استنكر التهجم عليه وعلى الشباب من بعض الاطراف دون النظر لخلفية الامر، وخاصة صدور البيانات الشاجبة لحدث معين وغيابها عن احداث مماثلة حدثت في مدرستي الشجرة ونمرين المجاورتين لمبنى الثانوية. وتفرد بعض الاطراف التنظيمية بأستخدام مرافقها لأنشطة رياضية واجتماعية وكشفية. وأضاف انه من غير المقبول استمرار ذلك ورغم حاجتنا في مخيم البص لهذه المرافق لتعزيز الانشطة لما لها من منفعة عامة على سكان المخيم وشبابه ويجب ان توضع شروط وقوانين تتيح للجميع أستخدامها ودون التمييز بين أحد. لعدم تكرر مثل هذه الامور وتوتير الوضع الامني في المخيم.

كما قمنا بالاتصال مع المهندس فوزي كساب رئيس منطقة صور في الانروا حول نفس القضية وأكد رفض الأنروا لما حدث من الاعتداء على حرم ثانوية دير ياسين ودون الرجوع للأنروا قبل دخول حرم الثانوية. ورغم علم الانروا ان المجتمع المحلي في مخيم البص بحاجة لأستخدام بعض مرافق مؤسسات الانروا لما فيه من منفعة عامة عليه وتعزيز العلاقات الاجتماعية بين اطرافه وهذا الامر تأخذه الانروا بعين الاعتبار وتساهم به فعلياً عبر وضع بعض مرافقها تحت تصرف المجتمع المحلي. واكد ان الحدث الاخير ولمنع تفاقم المشاكل بين بعض الاطراف في المخيم قررت الانروا منذ صباح يوم الاثنين منع أي جهة بشكل مؤقت من استخدام اي مرفق من مرافقها لحين أعادة صياغة وثيقة تفاهم جديدة مع مؤسسات المجتمع المحلي واللجان الشعبية والاهلية تحدد المرافق التي يجب ان تستخدم والشروط الخاصة بهذا الاستخدام الذي يجب ان يكون في اطار تعزيز الألفة بين جميع مكونات المجتمع المحلي وتحافظ على سلامة هذه المرافق وعدم الاضرار بها.

وكان اتصالنا الاخير مع السيد جهاد طه عضو القيادة السياسية لحركة حماس في لبنان. الذي أكد في بداية حديثه أن حركة حماس غير معنية بالأمر بالبعد التنظيمي وهي مشكلة بين الانروا والطرف الذي اعتدى على حرمة ثانوية دير ياسين. وأضاف ان حركة حماس تدين الاعتداء على هذا الصرح التربوي الذي يفتخر به كل الشعب الفلسطيني لانجازاته التعليمية المهمة. وأكد على أهمية بقاء مرافق الانروا مفتوحة أمام أهالي مخيم البص لدورها في تعزيز العلاقات الاجتماعية بينهم وكمتنفس لشبابه يصعب  الاستغناء عنه بسبب بعض التصرفات غير المقبولة. وأكد على اهمية وضع آليات جديدة لأستخدام هذه المرافق تضمن الاستخدام الأسلم لها ودون التمييز بين فئات المجتمع.

وبعد مناقشة الامر مع الأطراف المعنية في المخيم تبين لنا ان هناك أجماع على رفض ما حدث في ثانوية دير ياسين وأيضًا أقرار بأهمية بقاء المرافق مفتوحة امام المجتمع بشروط عادلة تضمن للجميع استخدامها دون التمييز بينهم. كما أكدوا على رفض توتير الوضع الامني للمخيم بسبب هذا الحادث الذي يجب ان يعالج كتصرف فردي من قبل بعض الشباب دون ربطه ببعد تنظيمي و سياسي.

ومن هنا نرى من الواجب على الانروا التحرك لمعالجة الامر بأقرب وقت وتجاوز ما حدث من اجل الصالح العام والتواصل مع مؤسسات المجتمع المحلي واللجان الشعبية والاهلية لاعادة فتح هذه المرافق بعد تقييم الفترة السابقة ووضع الآليات الأنجح لضمان عدم تكرر مثل هذا الحدث وضمان المحافظة على مؤسسات الانروا الذي يصب في النهاية في الصالح العام لقاطني مخيم البص.   

التعليقات