لا .. تعتذر

لا .. تعتذر
عمر حلمي الغول

لا يوجد مراقب متابع غير مختص لمركبات دولة التطهير العرقي الاسرائيلية، وتعاليم وبرامج ومخططات قادتها وفتاوي حاخاماتها وبرامجها التربوية وقوانينها وقضاءها وتشريعاتها إلآ ويعلم انها دولة مارقة وخارجة على القانون. وكما اعلن العديد من قادتها: إيهود باراك، ويعلون وهيرتسوغ وليفني ونائب رئيس الاركان ولبيد .. وغيرهم، انها دلفت نحو الفاشية.

ومع ان المرء، يدعو للتدقيق في اي إستشهاد يتضمنه اي خطاب سياسي او بحث وفي اي حوار ضمن ورشة عمل او ندوة سياسية او ثقافية، لتفادي الاستشهادات غير الصحيحة. غير ان حدوث التباس هنا او هناك، لا يعني إسقاط السمات العامة عن دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلي، ولا يجوز السماح لنتنياهو او غيره من ابواقها الديماغوجية إبتزاز اي قائد سياسي وخاصة الرئيس محمود عباس باسم "مهاجمة الديانة اليهودية". لان هناك الاف الفتاوي الدينية اليهودية لحاخام صفد وكريات اربع وكهانا وليفنغر ولعوفاديا يوسف وابنه اسحق، الحاخام الاكبر لليهود الشرقيين الان، الذي دعا قبل فترة وجيزة لطرد الفلسطينيين العرب الى السعودية، وهناك حاخامات على مدار تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي أفتوا بقتل وذبح وطرد ابناء الشعب العربي الفلسطيني من ديارهم.

اضف إلى ان القيادات الفلسطينية لا تهاجم، ولم تهاجم في اي زمن الديانة اليهودية، لانه يوجد اي موقف سلبي من الديانة اليهودية كديانة، ولكن الموقف ممن يستعملوا الديانة لاغراض وغايات سياسية ويسيئوا لها. الموقف من قادة الحركة الصهيونية التاريخيين والحاليين ومن الحاخامات الموتورين والمؤصلين للجريمة والقتل وتسميم الحياة، المحرضين لمجموعات "شباب التلال" و"تدفيع الثمن" و"لهياه" وقطعان المستعمرين على ارتكاب المجازر والمذابح ضد "الاغيار" الفلسطينيين اصحاب الارض الاصليين. ومن يعود للقرآن الكريم فضلا عن العهد الجديد"الانجيل"، يعرف ان اتباع الديانات السماوية يقروا ويعترفوا بالديانة  اليهودية وبالرسول موسى، عليه السلام. ولكن زج موضوع الديانة اليهودية من قبل نتنياهو، انما هو زج مفضوح ومكشوف، ولا يوجد احد في العالم بإستثناء المتساوقين مع المشروع الاستعماري الصهيوني، يمكن ان تُّمرر عليه وقاحة وخفة رئيس الوزراء الاسرائيلي.

وإذا كان نتنياهو معنيا بالديانة اليهودية والدفاع عن السامية، عليه ان يفصل الدين عن الدولة، وان يكف عن الاستخدام الممجوج لكذبة "معاداة السامية" لاننا نحن الساميين، ولا ننكر على الاخرين ساميتهم، ولا يتاجر ببضاعة فاسدة، امست مفضوحة جدا، وغير مستساغة في اوساط الرأي العام العالمي. وان يلاحق كل حاخام وكل قائد عسكري او سياسي او عضو كنيست يحرض على تسميم حياة الفلسطينيين، وعليه ان يفكك إئتلافه اليميني المتطرف، إئتلاف الموت والفاشية والعنصرية المغرقة في الوحل، وان يعيد النظر في البرامج التربوية والثقافية والدينية وقوانين الكنيست العنصرية، وان يوقف شاكيد وريغف وبينت واريئيل وكل جوقة اعداء السلام والتعايش والتسامح. وان يمتلك الشجاعة للاقدام على الالتزام باستحقاقات خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين على اساس القرار الدولي 194.

اما مواصلة الخطاب الديماغوجي والسياسة الذرائعية الواهية للتحريض على الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية، فهذا يؤكد بما لا يدع مجال للشك، انه غارق حتى اذنية في متاهة العنصرية والفاشية ورفض خيار السلام والتسوية السياسية. وبالتالي ليس مطلوبا من احد الاعتذار، فقائمة الفتاوي القاتلة والمحرضة على القتل والحرق تبدأ ولا تنتهي. وعلى جهات الاختصاص الفلسطينية ان تتماسك جيدا لمواجهة الابتزازات الرخيصة او اية اخطاء يمكن حدوثها هنا او هناك، لان  لديها فائض من اسلحة التعرية لاسرائيل وخطابها الايديولوجي السياسي والديني والثقافي والاعلامي والتربوي والرياضي والعسكري. ومع ذلك على المعنيين التدقيق والتريث قبل الاقتباس من هذا المصدر او ذاك لحماية الذات والرؤية الوطنية.

[email protected]

[email protected]