المطران عطاالله حنا في لقاء اذاعي بمناسبة زيارته للنرويج: "المسيحيون في فلسطين وفي المشرق العربي هم جزء اساسي من مكونات منطقتنا تاريخيا وحضاريا وانسانيا وروحيا"

رام الله - دنيا الوطن
اجرت الاذاعة النرويجية في العاصمة اوسلو صباح اليوم لقاء اذاعيا مطولا وعلى الهواء مباشرة مع سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس الذي يزور العاصمة النرويجية اوسلو في هذه الايام.
وقد تمحور النقاش والحديث الاذاعي حول جملة من القضايا الهامة.
حيث تم الحديث عن الحضور المسيحي في الاراضي الفلسطينية ودور المسيحيين الفلسطينيين في الحياة الثقافية والادبية والاجتماعية والوطنية، كما تم الحديث عن الحضور المسيحي في منطقة الشرق الاوسط في ظل الاوضاع الراهنة مؤكدا بان المسيحيين في مشرقنا العربي لن يتخلوا عن انتمائهم لهذه البقعة المقدسة من العالم وهم جزء اساسي من مكونات هذه المنطقة تاريخيا وحضاريا وانسانيا وروحيا.
اكد سيادته بان المسيحيين في المشرق العربي هم ليسوا طوائف منعزلة عن المحيط العربي الذي يعيشون فيه وهم ليسوا اقليات في اوطانهم كما يحلو للبعض ان يصفهم.
المسيحيون ليسوا اقلية ويرفضون ان ينظر اليهم كأقلية سواء كان هذا في فلسطين او في اي بلد عربي اخر.
المسيحيون هم دعاة سلام ومحبة واخوة وهم يتبنون الدفاع عن القضية الفلسطينية باعتبارها قضيتهم كما انها قضية كافة ابناء مشرقنا العربي وكافة احرار العالم.
المسيحيون الفلسطينيون هم مسيحيون 100% وفلسطينيون 100% وانطلاقا من انتمائنا الوطني نحن منحازون لعدالة القضية الفلسطينية وانطلاقا من قيمنا الايمانية الروحية والاخلاقية نحن ندافع عن هذا الشعب المظلوم الذي يناضل من اجل الحرية والكرامة واستعادة الحقوق ومن حقه ان يعيش حرا في وطنه مثل باقي شعوب العالم.
تحدث سيادته عن الاوضاع في مدينة القدس وفي باقي الاراضي الفلسطينية المحتلة وناشد سيادته الشعب النرويجي وهو شعب مثقف وراق، انه شعب يؤمن بقيم حقوق الانسان والدفاع عن الكرامة الانسانية، نتمنى من هذا الشعب الصديق ان يكون الى جانب شعبنا وان يؤازر ويساند قضيته العادلة وصولا الى الحرية المنشودة.
لا يعقل ان نكون في القرن الحادي والعشرين وان تكون هنالك اسوار عنصرية وممارسات ظالمة واستهداف لكافة مفاصل حياة الشعب الفلسطيني.
الفلسطينيون لن يستسلموا للاحتلال مهما كان الثمن ومهما اشتدت حدة المؤامرات والضغوطات الممارسة على شعبنا.
مخطئ من يظن بان الفلسطينيين سينسون قضيتهم مع مرور الزمان وسيتنازلون عن حقوقهم وثوابتهم الوطنية وهذا خطأ فادح يرتكبه البعض وخاصة المظللين بفعل الديماغوغيا المشوهة للحقائق والوقائع والتي تبرز القاتل على انه ضحية والمقتول على انه ارهابي.
اقول لمن يجب ان يعرف بان شبابنا الفلسطيني وابنائنا واطفالنا ليسوا اقل حماسة وانتماء لفلسطين عن ابائهم واجدادهم.
من قال بان الاباء يموتون والابناء ينسون فقد اثبتت الوقائع ان هذا تحليل خاطئ الابناء هم وطنيون بامتياز ويدافعون عن قضية شعبهم وهم ليسوا اقل حماسة من ابائهم واجدادهم.
فلسطين هي قضيتنا  جميعا وانا شخصيا اجوب العالم من اجل هذه القضية.
نحن لم نأتي الى النرويج ولا نذهب الى اي مكان في هذا العالم من اجل الاستجمام بل نحن نحمل معنا الام وجراح شعبنا.
ان النرويج جميلة كما ان كل دول العالم لها جمالها وبهائها ولكن اسمحوا لي ان اقول لكم بكل محبة واحترام بانني لم اجد مكانا اجمل من فلسطين في عالمنا، فلسطين الارض المقدسة الجميلة بطبيعتها وتضاريسها وتاريخها  وهويتها واصالتها.
نحن منفتحون على كافة دول وشعوب وثقافات العالم، نحن لسنا جماعة متقوقعة ونحن نؤمن بالتلاقي والحوار والتفاهم والمودة والمحبة بين كافة ابناء الاديان والشعوب والاثنيات والثقافات المتعددة في عالمنا.
نحن نتمنى من شعب النرويج الصديق ان يتفهم قضيتنا ونتمنى من كل شعوب العالم ان تتعرف على معاناة شعبنا.
تحدث سيادته عن وثيقة الكايروس الفلسطينية كما تحدث بشكل خاص عن دور المسيحيين الفلسطينيين في الحياة الثقافية والوطنية، كما اجاب سيادته على عدد من الاسئلة التي تمحورت حول القضية الفلسطينية ومدينة القدس بشكل خاص.
اختتم سيادته اللقاء الاذاعي بدعوة ممثلي الكنائس المسيحية في النرويج لزيارة فلسطين والتعرف على معاناة شعبنا عن كثب. كما دعا سيادته الى تكثيف الزيارات التي يقوم بها نشطاء المؤسسات النرويجية بهدف تكريس وتدعيم الصداقة والمحبة والمودة بين الشعبين الفلسطيني والنرويجي.