حكاوي اليورو (17): غرينتا الطليان تطيح بحامل اللقب .. وبركان آيسلندي ينفجر في وجه إنكلترا

حكاوي اليورو (17): غرينتا الطليان تطيح بحامل اللقب .. وبركان آيسلندي ينفجر في وجه إنكلترا
وليد جودة

ليلة كبيرة عاشها عشاق كرة القدم وإثارتها في هذا اليورو، ليلة القبض على حامل اللقب المنتخب الإسباني و إرساله إلى بلاده يجر أذيال الهزيمة على يد المحاربين الزرق الذين يمثلون إيطاليا، وإنكلترا تعرضت لإذلال تاريخي من محاربين زرق يمثلون بلد صغير من ناحية التعداد السكاني والتاريخ الكروي ... آيسلندا !

إيطاليا VS إسبانيا ... الجماعية والقتال والتكتيك أمام ثور إسباني متهالك

رائعة هذه النسخة الإيطالية التي صنعها المدرب أنتونيو كونتي بمجموعة من الجنود الذين قيل عنهم بأنهم الجيل الأسوء في تاريخ إيطاليا، عمل جماعي فذ و قتالية عالية و انضباط تكتيكي غير عادي، جلها أمور وقفت أمامها إسبانيا عاجزة عن فعل أي شيء في سبيل الدفاع عن لقبها، فخرجت المواجهة بثنائية نظيفة للغرينتا الإيطالية في شباك الماتادور الإسباني.

نقطة القوة الرئيسية في إيطاليا دائماً وأبداً تتمثل في ثلاثي الدفاع المكون من كيلليني وبونوتشي و بارزالي ومن خلفهم العنكبوت العملاق جيانلويجي بوفون، وأمامهم مجموعة منضبطة من المحاربين في خط الوسط والهجوم، ثقة كبيرة تحلى بها الطليان واستغلوا نقطة الضعف الواضحة في المنتخب الإسباني المتمثلة في المساحة الشاغرة بين بوسكيتس في الارتكاز وقلبي الدفاع، دور كبير لعبه المهاجم العملاق غراتزيانو بيلليه في استغلال هذه المنطقة مقدماً تضحيات بدنية كبيرة رفقة زميله في الهجوم، المحصلة في النهاية كانت أداء إيطالي مسيطر تماماً على كل مفاتيح اللقاء من خلال إغلاق محكم للمناطق الدفاعية و هجمات مرتدة بالغة الخطورة، لدرجة جعلت الحارس الإسباني دي خيا مجبراً على التدخل أكثر من مرة لحفظ ماء وجه بلاده، والفضل في كل ذلك يعود إلى القراءة والتحضير الكبير للمدرب الإيطالي أنتونيو كونتي.

إسبانيا لم تجد الحلول، وظهر ديلبوسكي عاجزاً عن تصحيح الأوضاع أمام هذا الجدار الإيطالي الصلب، فتجرع مرارة الهزيمة مرغماً، وكاتباً نهاية جيل إسباني رائع فعل كل شيء في كرة القدم، وشكل بعبعاً كروياً لفترة من الزمن، لكن النهاية بدأت في مونديال البرازيل واكتملت الليلة على يد المنتخب الإيطالي.

إيطاليا التي بدأت البطولة بعيدة عن الترشيحات، باتت الآن واحدة من أبرز المرشحين لخطف اللقب، في الحقيقة أن الفائز من مواجهة إيطاليا وألمانيا المقبلة في ربع النهائي سيكون مرشحاً فوق العادة للتتويج بلقب يورو 2016.

إنكلترا VS آيسلندا .. براكين آيسلندا أحرقت تاريخ الإنكليز

هزيمة نكراء، مذلة و غير قابلة للتصديق تلك التي تعرض لها المنتخب الإنكليزي بنجومه الكبار أمام منتخب صغير تاريخياً اسمه آيسلندا، لكن هذا الصغير ظهر عملاقاً في أرض الميدان فارضاً نفسه على الإنكليز وخاطفاً الانتصار المستحق بهدفين مقابل هدف واحد.

من جديد كانت للجماعية الكلمة العليا في هذه البطولة، لا الأسماء ولا التاريخ يمكن أن يصنعان فريقاً فائزاً، بل أن الروح والقتال من أجل الوطن وقميص المنتخب هو الأهم، كان هذا هو الدرس الذي قدمه الآيسلنديون وجمهورهم طوال 90 دقيقة، مقدمين ملحمة كروية ستبقى خالدة في تاريخ هذا البلد الذي يكتب حكاية جميلة في هذا اليورو.

إنكلترا بدت في طريق مفتوح قبل اللقاء نحو لقاء فرنسا في ربع النهائي، وصبت كل الترشيحات لمصلحتها على حساب منتخب كان يعتقد الجميع أنه قد حقق أقصى طموحاته بعبور دور المجموعات في مشاركته الأولى، وجاء هدف التقدم الإنكليزي المبكر ليعزز هذه الانطباعات، إلا أن العودة السريعة للآيسلنديين قلبت الأمور رأساً على عقب، ولم يستفق روي هودسون ولاعبوه من ذلك إلا على الهدف الثاني الذي سكن شباكهم، ليجدوا أنفسهم مطالبين بالعودة في نتيجة اللقاء عقب تقدمهم في البداية، كل ذلك في ثلث ساعة.

نجوم من ورق، وأسماء بلا أداء، كان هذا هو حال المنتخب الإنكليزي الذي استحق أن يخرج بهذه الطريقة المهينة، والأكيد أن خيبة الأمل في الشارع الكروي الإنكليزي ستكون غير مسبوقة، فالخروج هذه المرة لم يكن على يد فرنسا أو إيطاليا أو ألمانيا أو إسبانيا، بل كان على يد منتخب كان يدك بالستة والسبعة قبل سنوات أمام منتخب الأسود الثلاثة.

نقطة نظام:

- إيطاليا المبهرة بهذه القوة الدفاعية والكرة المباشرة قادرة على تهديد أي منتخب، فريق بشخصية البطل ولد من رحم البطولة، ومعركة الألمان ستكون نقطة فاصلة، وسيعول الآزوري على العقدة التاريخية التي تصب في صالحهم أمام المانشافت الذي يعد بدوره واحداً من أقوى منتخبات البطولة، نهائي مبكر !

- إسبانيا عليها أن تبحث أولاً على مدرب جديد ليبدء البحث عن أسماء جديدة لرفع لواء اللاروخا مجدداً.

- إنكلترا ... إلى متى ؟!

- آيسلندا ... حلم اليونان 2004 بات يراود هذا المنتخب المجتهد .. المحطة القادمة أمام صاحبة الأرض والجمهور .. فرنسا


نجم الليلة:

لا يمكن لأحد أن يفكر بأي اسم سوى أنتونيو كونتي، المدرب الإيطالي للمرة الثانية في هذه البطولة يبدع في رسم المخططات لإسقاط الخصوم، أول مرة أمام بلجيكا والآن أمام إسبانيا، هو بالفعل الرجل الأهم في هذه التشكيلة الإيطالية التي تعتمد على أحجار من الشطرنج بلا نجوم، ويحركهم قائد محنك، برافو كونتي !

التعليقات