لو كان الحظ رجلاً لقتلته .. فماذا لو كان اسمه ‫‏هيغواين يا ‫‏ميسي ؟!

لو كان الحظ رجلاً لقتلته .. فماذا لو كان اسمه ‫‏هيغواين يا ‫‏ميسي ؟!
وليد جودة

دائماً ما نقول في بلادنا العربية بأن الثالثة ثابتة، ونقصد بذلك أن المحاولة الثالثة ستنجح بعد محاولتين فاشلتين، أما الفرنسيون فنظرتهم مختلفة، إذ يقولون بأنه لا توجد اثنتين بلا ثالثة، ويبدو أن ميسي قد اختار مقولة الفرنسيين، رغم أن الخير كان في مقولتنا نحن ! 

خيبة الأمل تستمر لليو رفقة التانغو الأرجنتيني بعد الخسارة في نهائي كوبا أمريكا المئوية بفارق ركلات الترجيح أمام تشيلي، نفس الأمر تكرر العام الماضي، والنهائي الأكبر قبل ذلك كان في البرازيل، نهائي المونديال الذي سرق فيه غوتزه أحلام ميسي بمعانقة المجد الوطني. 

أرقام وحكايات وقصص ليونيل ميسي ليست بحاجة إلى من يرويها أو يعددها، فالجميع بات يعرف من هو ميسي وما هي إمكانياته، والجميع يؤمن بأن هذا الأرجنتيني الصغير يستحق أن يوضع في مصاف عجائب الدنيا السبع كثامنها، ويعلم أنه قد نصب نفسه في مكانة تاريخية خالدة لن تقل عن مكانة مواطنه مارادونا أو غريمه الأزلي بيليه. 

ميسي فعل كل شيء ممكن، بل ربما فعل ما هو غير ممكن مع برشلونة، لكن مشكلته الدائمة تمثلت في نقل هذا المخزون الإبداعي إلى خدمة منتخب بلاده وقيادتها إلى الألقاب مجدداً بعد غياب طويل، في كل مرة يكون ميسي مرشحاً لحصد الذهب لكنه يفشل في النهاية، وبعد 3 نهائيات في 3 سنوات متتالية رفقة التانغو، الأرجنتين تخسر النهائي، وميسي يخسر الحلم، وفي المرات الثلاث عامل مشترك اسمه غونزالو هيغواين !

هيغواين الذي قد حطم رقماً تاريخياً الموسم المنقضي بعدد الأهداف المسجلة في الكالتشيو الإيطالي وكتابته لاسمه بحروف من ذهب، لا خلاف بأنه واحد من أفضل مهاجمي المعمورة، لكن الأمر بات أشبه بأنه نحس، أو دعونا نقول سوء حظ وقلة توفيق، من أيامه مع ريال مدريد مروراً بلقطات مؤثرة مع الأرجنتين، هيغواين يفشل في اللحظات الحاسمة، ثلاث لقطات منها كانت كفيلة بأن تحصد الذهب لميسي ورفاقه، ويكون الصراع حينها بين بيليه ومارادونا عن الأحق منهما بالوصافة لا الزعامة !

اللقطة الأولى .. نهائي مونديال البرازيل في الدقائق ال20 الأولى، إنفراد صريح لهيغواين بمانويل نوير بلا رقيب، تسديدة هزيلة خارج الخشبات الثلاث، لو كانت في المرمى لقلبت الأمور، لكن الأمور في النهاية حسمت بأقدام ماريو غوتزه للألمان.

اللقطة الثانية .. نهائي كوبا أمريكا 2015، الدقيقة 90 ميسي يمرر الكرة عند لافيتزي الذي يرسلها عرضية على طبق من ذهب لهيغواين الخالي من الرقابة، يفقد غونزالو توازنه ويطيح بالكرة في الشباك الخارجية، ومن ثم يطيح بركلة ترجيحية أطاحت بأحلام ميسي مجدداً وتشيلي خطفت اللقب.

اللقطة الثالثة .. نهائي كوبا أمريكا 2016، الدقائق الأولى من عمر اللقاء هيغواين يستقبل هدية من دفاع تشيلي ويتوجه نحو المرمى، وكعادته أطاح بها خارج المرمى، تخيلوا في ظل الحالة الفنية العالية للتانغو طوال البطولة ما كان يمكن أن يحصل لو سجلها غونزالو ؟! مهرجان !

 المهرجان ضاع بضياع كرة هيغواين وبدخول اللقاء إلى مرحلة العنف والكروت الملونة، تشيلي فرضت ما أرادت، وفي النهاية كان الألم أكثر شدة بأن تقمص ميسي شخصية روبرتو باجيو، وأضاع بركلة ترجيح وخسرت الأرجنتين مجدداً أمام تشيلي !

دموع الحسرة وخيبة الأمل تجددت لميسي وعشاقه، الموعد المقبل سيكون في مونديال روسيا 2018، لا نعلم وقتها كيف ستكون أحوال التانغو وقدرته على المنافسة، وهل سيكون ميسي قادراً على تقديم نفس مستوياته الحالية مع تجاوزه ال31، وهل سيمنحه الخصوم أملاً رابعاً ؟!

الأهم من كل ذلك .. هل سيتواجد هيغواين في 2018 ؟!

التعليقات