بعد الاتفاق التركي الاسرائيلي : هل باعت "تركيا" حماس ؟

بعد الاتفاق التركي الاسرائيلي : هل باعت "تركيا" حماس ؟
رام الله - خاص دنيا الوطن

بعد إعلان تركيا وإسرائيل استعادة العلاقات الثنائية مجدداً بعد قطيعة استمرت لأكثر من ست سنوات على خلفية الاعتداء على سفينة مرمرة عام 2010، تظهر خيبة الأمل الفلسطينية حاضرة جراء فشل الجهود التركية بفرض رفع الحصار عن قطاع غزة بشكل كامل. 

وأجمع محللون ومختصون سياسين على أن تركيا لم تتخل عن حركة حماس بشكل كامل بالرغم من عدم قدرتها على فرض رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عشر سنوات.

بدوره اوضح القيادي في حركة حماس الدكتور يوسف رزقة ان لكل دولة حد في الاستطاعة، لافتا الى ان تركيا تعمل على تحقيق شروطها الاساسية التي تخصها وهما التعويض والاعتذار وقد حصلت فعلا على هذين الشرطين، على حد تعبيره. 

وفي السياق قال رزقة في حديث خاص لـ"دنيا الوطن": "تركيا فاوضت مرات عديدة مع الجانب الاسرائيلي لرفع الحصار بشكل حقيقي ولكن الجانب الاسرائيلي وبسبب التدخلات الاقليمية لم يوافق على هذا الشرط الذي استبدل بما يمكن ان نسميه تخفيف بعض الاجراءات كبناء محطة مياه التحلية او تقديم محطة كهربا او ادخال بضائع تركيا عن طريق ميناء اسرائيل". 

واضاف: "نحن لا نريد من العالم العربي والاسلامي اكثر من المستطاع ولكن للأسف هذا المستطاع لا يبذل على الوجه الدقيق". 

ورأى رزقة ان شرط رفع الحصار كان شرطا تركيا فرضته على نفسها لان سفينة مرمرة التي وقعت الجريمة الاسرائيلية فيها كان هدف ابحارها هو كسر الحصار عن قطاع غزة، لذلك تبنت الحكومة التركية هذا الشرط. 

وفيما يتعلق بالعلاقة بين حركة حماس وتركيا خصوصا بعد الاتفاق اشار الى انه لن يحدث اي تغيير جديد في العلاقة، مؤكدا ان المعاملات ستبقى على ما كانت عليه، لافتا الى ان اسرائيل طلبت من تركيا طرد حماس من انقرة ولكن الاخيرة لم تقبل بذلك، مشيرا الى ان ذلك يدل على العلاقة بين تركيا و حماس ستبقى على حالها. 

ورأى القيادي في حماس ان لقاء خالد مشعل مع اردوغان هو عبارة عن رسالة الى اسرائيل بان تركيا ستبقي علاقتها مع حماس قوية

من جانبه يؤكد مدير مركز أبحاث المستقبل ابراهيم المدهون ان تركيا حاولت جاهدة ان ترفع الحصار و ان تضعه شرطا طول الفترة السابقة ولكن تعقيدات الواقع التي يعيشها قطاع غزة و مشاركة بعض الاطراف الدولية منها الولايات المتحدة الأمريكية والاقليمية بالإضافة الى الاحتلال الاسرائيلي و اصرارهم على تشديد الحصار وابقاؤه حال دون ان تأخذ تركيا دور ايجابي في التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني. 

ويخالفه الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله الرأي بالقول "لا يمكن القول بان تركيا بهذه الحدية بانها باعت حركة حماس و انما هي تخلت عن مساندة حماس برفع الحصار عن قطاع غزة، فلم تلتزم تركيا بوعدها لحماس برفع الحصار، وانما اكتفت تركيا ببعض التحسينات على الحصار من الداخل مع بقاء الحصار . 

ورأى عطا الله ان تركيا اشترت مصالحها، حيث شعرت بانها بحاجة الى اسرائيل، وبالتالي لا يمكن ان تفضل مصلحة حركة حماس والفلسطينيين على المصالح التركية، على حد تعبيره. 

أما المدهون فقال "اعتقد ان ذلك يحسب لتركيا بانها رفعت موضوع الحصار عن تنكر الدول له ومشاركة دول عربية اخرى فيه و استمرت حتى النهاية و لكن في نهاية المطاف هناك اولوية تركية و كل دولة لها اولويتها و مصالحها و توازناتها، فلا تستطيع تركيا ان تبقى وحيدة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي و الضغط عليه، ولكن اذا كان هناك دورا للسلطة الفلسطينية في الضغط عليه لكانت النتائج افضل في هذا الاتجاه". 

وفي السياق ذاته رأى المدهون ان لقاء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان دليل على العلاقة بين حماس وتركيا لم تتأثر، لافتا الى ان تركيا استطاعت ان توازن بين مصالحها وتجديد التطبيع والعلاقة مع الاحتلال الاسرائيلي وما بين ابقاء العلاقة مع حركة حماس، مشيرا الى ان تمسك تركيا في علاقتها مع حركة حماس يعتبر امرا ايجابيا. 

خالفه مرة أخرى الراي المحلل عطا الله فرأى باللقاء تبريريا، مبينا ان اردوغان وضع مشعل في صورة الاتفاق ليبرر له ان اقصى ما تمكنت تركيا الحصول عليه هو هذا الاتفاق وادخال تحسينات على الحصار المفروض على قطاع غزة، معتبرا ذلك انه يتنافى مع كل الوعودات التي علقت عليها حركة حماس كل الآمال، على حد وصفه. 

في حين نوه المدهون إلى ضغوط الاحتلال الاسرائيلي على اغلاق المؤسسات المقربة من حركة حماس و ابعاد القيادات و النشطاء الحمساويين في تركيا وهذا رفضته تركيا و ابقت العلاقة متوازنة بين المصالح التي تجمعها مع الاحتلال الاسرائيلي وما بين تمسكها بعلاقة جيدة مع حركة حماس، لذلك اعتقد ان الامر لم يتغير كثيرا ودليل ذلك لقاء مشعل مع اردوغان و ما خرج من بعض القيادات التركية من تصريحات. 

في ذات الموضوع أكرم عطا الله علق قائلاً:" اعتقد انه سيكون هناك دور تركي متصاعد في لعب ادوار في ملفات يمكن ان تكون وسيطا بين حركة حماس والاحتلال خصوصا في ملفات التهدئة والحصار والاسرى المخطوفين في المستقبل". 

وفي السياق رأى المدهون ان هذا الاتفاق يعتبر بين دولتين، فهو راعى بين المصالح المشتركة بينهما، حيث ان تركيا حاولت ان تلعب دور ايجابي في هذا الموضوع، مشيرا الى ان حركة حماس بعيدة عن هذا الموضوع. 

في حين أشار عطا الله الى ان تركيا وضعت ثلاثة شروط، شرطان يتعلقان بتركيا ذاتها و الثالث يتعلق بحركة حماس، مبينا ان الشرط الاول هو الاعتذار وقد حدث في عام 2013، اما الشرط الثاني هو التعويض حيث ان اسرائيل دفعت تعويض حوالي 21 مليون دولار، فيما تنازلت تركيا عن الشرط الثالث والذي يتعلق بحركة حماس الا وهو رفع الحصار عن قطاع غزة. 

ولفت عطا الله الى ان اسرائيل استطاعت ان تضغط على تركيا للحد من نشاط حرك حماس في تركيا. 

وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية , هذه أهم 8 بنود للاتفاق التركي الاسرائيلي المزمع عقده اليوم الاحد .


1. تتعهد كلا من إسرائيل وتركيا بالعودة إلى التطبيع الكامل للعلاقات بينهما بما في ذلك استبدال السفراء والزيارات المتبادلة والتعهد بعدم العمل ضد بعضها البعض لدى المنظمات الدولية مثل منظمة حلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة. 

2. سحبت تركيا شرط رفع الحصار المفروض على قطاع غزة ولكنها أرغمت إسرائيل من تمكين تركيا نقل جميع المعدات والمساعدات الإنسانية التي ترغب بها إلى غزة عن طريق ميناء أشدود والذي سيشرف عليه الجيش الإسرائيلي وأن تسمح إسرائيل أيضا لتركيا ببناء محطة لتوليد الكهرباء في غزة ومحطة تحلية مياه بالتعاون مع ألمانيا وبناء مستشفى جديد.

 3. الاتفاق لا يشمل أي شيء بخصوص الجنود الأسرى لدى حماس بغزة ولكن تركيا تعهدت ببذل كل الجهود للتوسط لدى حماس لاتمام صفقة تبادل.

 4. ستقوم إسرائيل بدفع 21 مليون $ تعويضات لأسر ضحايا سفينة مرمرة التركية - قتلى وجرحى.

 5. تتعهد تركيا بإلغاء القضية المرفوعة ضد ضباط الجيش الإسرائيلي في محكمة اسطنبول فيما يتعلق بالمسؤولية عن حادثة سفينة مرمرة. 

6. تتعهد تركيا بعدم السماح لقادة حماس بتنفيذ أي نشاطات معادية لإسرائيل من داخل تركيا بينما إسرائيل تنازلت عن شرط ومطلب طرد قادة حماس بما فيهم صالح العاروري من تركيا. 

7. سيعود البلدين للتعاون الأمني والاستخباراتي.

 8. إسرائيل وتركيا سيعقدوا محادثات رسمية لإنشاء خط أنابيب غاز طبيعي احتياطي لإسرائيل وتركيا تبدي رغبتها في شراء الغاز الطبيعي من إسرائيل وبيعه إلى الأسواق الأوروبية.