"محمود عباس" في خانيونس يناشد الرئيس أبو مازن

"محمود عباس" في خانيونس يناشد الرئيس أبو مازن
غزة – دنيا الوطن – ياسمين أصرف

تصوير ومونتاج – عبد الرؤوف شعت 

" لو أن الفقر رجلا لقتلته " هذا ما قاله على بن أبي طالب رضي الله عنه  .. واصفا العذاب الذي يخلفه ذاك الفقر ..  في روح الإنسان وأسرته وبيته .. ولكننا اليوم نتحدث عن معناة داخل الفقر ,  أى رأس الألم وعنوانه عندما يجتمعان فى بيت عمره 80 عام يهيل على رؤوس أصحابه فقرا  ,  وكأن الخيمة تسترهم أكثر ولكن ثمنها أغلى في وضعهم الذي يبكي له الحجر والشجر ..

تعبيرا عن الفقر

الثلاثيني أحمد محمد عابد من سكان بنى سهيلا, يعيش في بيت يكاد ألا يكون بيت , هو حجارة تسكن حجارة يرى السماء والأرض من ثقوبها وسقفها وكلها , والأكبر أنه ليس بيته أى لا بيت له ., لبس جلباب الفقر عنوة عنه , حاول جاهدا أن يكون الأب المثالي لعائلته المكونة من زوجته وطفليه , الأول ريان والثاني محمود عباس , ذلك الإبن الذي كان وسيلة ليُسمع الإنسانية حاجته للنظر لحاله بعين الرأفة والمسؤولية من قبل الرئيس محمود عباس , وتعبيرا منه لحال فقره المدقع الذي وصل إليه وما زال ينهش فى عظم روحه .

فقر ومرض

بدمعة تحبس الأنفاس وتختنق بها يقول المواطن أحمد عابد والد الطفلين ريان ومحمود عباس :" اننى مصاب بثلاثة كسور في المفصل وأحتاج عملية لكي أكون فى حالة جيدة وأستطيع أن أمارس حياتي بشكل طبيعي  فاصابتى اعاقت عملى باى شي , ولكن الفقر والمرض هدم حُلمي بأن أكون بحالة صحية جيدة , غير أنني لا أجد افطارا في رمضان ولا مأوى يأويني وزوجتي وطفلي , أعيش في بيت لا أنام فيه خشية من أن تنهال حجارته على أطفالى وزوجتي فكل يوم يمطر علينا سقفه حجارة قد يصاب بها طفل من أطفالى في لحظة ."

وتابع :" اسميت طفلى البالغ من العمر أربعة أشهر "محمود عباس "لاننى أرى الذل اكثر من عامين حيث لا مأوى ولا كهربا ولا ماء ولا حتى  مساعدات من أى مؤسسة فى قطاع غزة , ووددت أن أوجه صوتي من خلال تسمية طفلي لرئيسنا "محمود عباس أبو مازن " ليرى ويسمع وضعنا الذي نعيشه فانا اسميته عشما بعطفه على حالنا الذي نحن عليه , ومساعدة منه بسترة أسرتي في بيت أو أى مساعدة تجعلنا نعيش بكرامة فى قطاع غزة ."

ليس للفقير معدة أصغر من معدة الغني ولا للغني معدة أكبر من معدة الفقير

 أحمد عابد لا دخل لي ولا مصروف ولا افطار طيلة الشهر الفضيل سوى البندورة وأحيانا البطاطا .

أحمد ختم حديثه بأمنيته أن تُسمع مناشدته من قِبل الرئيس أبو مازن في أقرب فرصة , وأصحاب القلوب الرحيمة .

رسالة أم

أن ترى كثيرا و لا تملك شيئا هو أن تملك عينا غنية و يدان فقيرتان , هذا حال زوجة أحمد عابد العشرينة "أم ريان"  الذي كان كان حلمها أن تعيش حياة كريمة كباقي الناس حولها وكان من جُل أمنياتها أن تصل رسالتها التي كتبتها بخط يدها بعد ولادة طفلها "محمود عباس" لمعالى الرئيس "أبو مازن"  آملا من أن يقرأها في يوم من الأيام , وصفت عذابها وألمها وانهيار صبرها كانهيار سقف بيتها الذي تعيش فيه كل يوم , تلك الصابرة شاءت أن تسمي طفلها باسمه رئيس دولته لكي تصرخ من بين فقرها من خلاله وتقول :" بيتنا ووضعنا سيء جدا لا دخل ولا مصروف لنا  وزوجى بحاجة لعملية خارج القطاع ولا يوجد كفيل لنا من أى مؤسسة , نحن نعيش هنا فى قطاع غزة  كأقل من أى عيشة مواطن ننام ويدنا على قلوبنا , خوفا من انهيار المنزل علينا فى يوم من الأيام  , ذلك البيت الذي لا نملكه فقد تصبح عيشتنا  فى اى يوم فى الشارع ."

الفقر في الوطن غربة

أما عن طفلها "محمود عباس"  فقالت :" سمتيه ليسمعنا الرئيس ويرى حالتنا , اسميته من الفقر والجوع الذي نعيشه , فأمنيتي ان يسمعنا الرئيس ويلبي طلبنا , فنحن لا مساند  لنا سوى الله  , وليس هناك وسيلة أن يصل صوتي وكتابي له سوى بتلك الطريقة التى ناشدناه بها عن طريق صحيفة دنيا الوطن .