اليمن: 45 قتيلا بمعارك طاحنة وغارات جوية قبيل يوم من موعد مفترض لاعلان خطة السلام الاممية

اليمن: 45 قتيلا بمعارك طاحنة وغارات جوية قبيل يوم من موعد مفترض لاعلان خطة السلام الاممية
رام الله - دنيا الوطن - وكالات 
تصاعدت حدة العمليات العسكرية بين القوات الحكومية وحلفائها من جهة والحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق من جهة اخرى اليوم السبت في كافة جبهات القتال الرئيسة، قبل يوم من موعد مفترض لطرح رؤية اممية للحل الامني والسياسي في اليمن، بعد اكثر من شهرين من المحادثات الصعبة في الكويت.

وقتل 45 شخصا على الاقل بمعارك عنيفة بين الطرفين وقصف لطيران التحالف الذي تقوده السعودية، في محافظات تعز والجوف ومارب ومحيط العاصمة صنعاء.

وافادت مصادر محلية لمونت كارلو الدولية بمقتل نحو 23 جنديا من القوات الحكومية بغارة جوية خاطئة استهدفت مواقع سابقة للحوثيين في محافظة الجوف الحدودية مع السعودية، كان حلفاء الحكومة تقدموا اليها في معارك اليومين الماضيين.

مصادر موالية للحكومة، قالت إن القوات الحكومية حققت تقدما ميدانيا باستعادة ثلاث مناطق استراتيجية في مديرية المتون غربي محافظة الجوف .

وقال قائد بارز في القوات الحكومية، إنهم استعادوا "جبل الجرف والتبه الحمراء و صفر الحنية"، بعد معارك عنيفة خلفت قتلى وجرحى من الجانبين، غير ان الحوثيين اعلنوا تصديهم للهجوم.

وتلقى حلفاء الحكومة في هذه الجبهة ايضا دعما جويا من طيران التحالف الذي شن عديد الغارات على موقع للحوثيين في جبل حام الاستراتيجي بمديرية المتون، حسب ما ذكرت وكالة الانباء الخاضعة للجماعة.

كما تحدثت تلك المصادر عن تقدم للقوات الحكومية من ثلاثة محاور، لقطع الإمدادات بشكل كامل عن اخر معاقل الحوثيين في مديرية الغيل، بعد استعادتها لمنطقة وحصن صابر.

الى ذلك قالت مصادر محلية في محافظة مأرب شرقي البلاد ان منظومة الدفاع الصاروخي لقوات التحالف اعترضت صاروخا باليستياً باتجاه معسكر لحلفاء الحكومة شمالي المحافظة النفطية، في هجوم هو الثالث خلال اقل من اشهر.

يأتي هذا في الوقت الذي تجددت فيه المواجهات العنيفة وتبادل القصف المدفعي والصاروخي في مديرية نهم عند المدخل الشرقي للعاصمة اليمنية صنعاء، بينما دفعت الاطراف بتعزيزات عسكرية كبيرة الى هذه الجبهة الحساسة بالنسبة لمسار السلام.

وقال متحدث باسم اللجان الشعبية المحلية المعروفة بالمقاومة في صنعاء، ان 20 مسلحا حوثيا قتلوا بمعارك عنيفة خلال هجوم على موقع لحلفاء الحكومة في جبل يام بمديرية نهم.

واشار الى أن الاشتباكات التي مازالت مستمرة أسفرت أيضا عن سقوط قتيل وخمسة جرحى من القوات الحكومية واللجان الشعبية المحلية.
وافادت مصادر محلية لفرانس 24 ومونت كارلو الدولية ان حلفاء الحكومة حققوا تقدما لافتا في هذه الجبهة باستعادة منطقة الحول بامتداد خط صنعاء العام في اتجاه منطقة نقيل ابن غيلان على الطريق الرابط بين مأرب والعاصمة اليمنية.

وفي الاثناء واصل الحوثيون وحلفاؤهم تقدما عند اطراف محافظة لحج الجنوبية لتامين سلسلة جبلية استراتيجية عند الحدود الشطرية السابقة مع محافظة تعز، على بعد نحو 25 كيلو مترا من مقر قوات التحالف في قاعدة العند الجوية.

وأفاد مصدر ميداني أن الحوثيين سيطروا على مواقع التلة الحمراء، وجبل قفل، والطريق العام الرابط بين مغنية وثعبين، إضافة إلى موقع عسكري في منطقة المفرق.

وكان المبعوث الاممي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد، حذر الحوثيين من التصعيد العسكري في هذه الجبهة ، في اعقاب سيطرة مقاتلي الجماعة على جبل جالس الاستراتيجي المطل على قاعدة العند الجوية، قائلا انه" تطور خطير يمكن يهدد المشاورات برمتها". 

كما استمرت المعارك ضارية ايضا في مواقع اخرى من هذه الجبهة، خاصة في مديريتي المضاربة والوازعية جنوبي محافظتي تعز ولحج على مقربة من الطريق الساحلي الممتدة الى مضيق باب المندب، حيث تلقى حلفاء الحكومة دعما من مقاتلات التحالف بغارات جوية استهدفت تعزيزات ومواقع عسكرية للحوثيين في مديرية الوازعية.

ياتي هذا في وقت واصلت فيه الاطراف مبادراتها الاحادية لتبادل الاسرى والافراج عن معتقلين معسرين على ذمة قضايا مختلفة.
وفي السياق تحدثت مصادر اعلامية عن اصابة جندي في حرس الحدود السعودي بانفجار لغم أرضي شرقي منطقة جازان جنوب غرب السعودية، فيما شنت القوات البرية السعودية قصفا مدفعيا وصاروخيا على مديرية حرض بمحافظة حجة الحدودية شمالي غرب اليمن.

سياسيا .. من المقرر ان يصل غدا الأحد الى الكويت، أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، لطرح رؤية اممية للحل الامني والسياسي في اليمن، وتقديم دفعة جديد للمشاورات التي دخلت شهرها الثالث ،وحث المتحاورين على تقديم التنازلات وصولا الى حل سياسي ينهي الحرب التي تعصف بالبلاد.

وكان مبعوث الامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد اعلن في احاطة الى مجلس الامني الدولي الثلاثاء انه سيسلم خلال ايام الاطراف اليمنية المتحاورة في الكويت، "تصورا مكتوبا" لانهاء الحرب الدامية في البلاد، واحياء العملية السياسية المتوقفة هناك.

وقال ولد الشيخ احمد، ان خطته تتضمن "تصورا عمليا لانهاء النزاع وعودة اليمن الى مسار سياسي سلمي".

اضاف: "يتضمن هذا التصور اجراء الترتيبات الأمنية التي ينص عليها القرار 2216 وتشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على اعادة تأمين الخدمات الأساسية وانعاش الاقتصاد اليمني" مؤكدا في ذلك ما نقلته مونت كارلو الدولية عن مصادر سياسية في وقت سابق حول مضمون الخطة الاممية.

وتابع ولد الشيخ احمد انه بموجب هذه الخارطة، تتولى حكومة الوحدة الوطنية، مسؤولية الإعداد لحوار سياسي يحدد الخطوات الضرورية للتوصل الى حل سياسي شامل ومنها قانون الانتخابات وتحديد مهام المؤسسات التي ستدير المرحلة الانتقالية واستكمال مسودة الدستور.

لكن تمسك الاطراف المتحاورة بمواقفها المتصلبة ورفضها تقديم اي تنازلات، يعقد مهمة مبعوث الامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ احمد، ويجعل الوصول الى اتفاق سلام وشيك، مطلبا بعيد المنال .

ويشترط الحوثيون وحلفاؤهم في حزب المؤتمر الشعبي اعادة تشكيل مؤسسة الرئاسة واسبقية حكومة وحدة وطنية، قبل الشروع في الترتيبات الامنية المتعلقة بالانسحاب وتسليم الاسلحة للدولة، فيما ترفض الحكومة اليمنية اي ترتيبات سياسيه قبل الانسحاب الكامل للمليشيات وتسليم السلاح واستعادة الحكومة الشرعية لمؤسسات وأجهزة الدولة.

الى ذلك قال الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح اليوم السبت، انه رفض دعوة اممية لحزب المؤتمر الشعبي الذي يرأسه للانتقال من الكويت الى الرياض لتوقيع اتفاق انهاء الازمة الدائرة في البلاد.

وقال صالح في لقاء مع صحفيي حزب المؤتمر، انه يفوض حلفاءه الحوثيين بالتوقيع على الاتفاق ان ارادوا الذهاب الى الرياض، مجددا رفض حزبه للخطة الاممية المتوقع طرحها رسميا في الكويت غدا الاحد او الاثنين المقبل.

الرئيس السابق الذي يواجه ونجله احمد عقوبات اممية تحت البند السابع، اعلن ان حزبة سلم مؤخرا رؤية لحل الازمة اليمنية من ثلاث نسخ للامم المتحدة، وروسيا، والجزائر.

وحسب اعلام الرئيس السابق فان خطة حزب المؤتمر الشعبي، ايقاف العمليات العسكرية في اليمن ورفع الحصار المفروض، واعادة تشكيل اللجنة العليا للانتخابات واجراء انتخابات برعاية دولية.

كما تتضمن تشكيل لجنة عسكرية تضم وزيري الدفاع والداخلية وخبراء دوليين من اميركا وروسيا وعُمان، تتولى الاشراف على الانسحابات وتسليم السلاح ، اضافة الى طلب رفع اليمن من البند السابع والغاء العقوبات على الاشخاص، في اشارة الى عقوبات مجلس الامن المفروضة منذ اكثر من عام على الرئيس السابق ونجله احمد، وزعيم جماعة الحوثيين واثنين من كبار مساعديه.

فيديو ارشيفي

 


التعليقات