الفلسطينيون تركوا انتخاباتهم وتابعوا خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي - غزة سوق استهلاكي وتركيا تستغل حماس

الفلسطينيون تركوا انتخاباتهم وتابعوا خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي - غزة سوق استهلاكي وتركيا تستغل حماس
كتب غازي مرتجى

في متابعة تكشف جزءاً من الحالة الاستثنائية التي يعيشها الشعب الفلسطيني تابع الفلسطينيون أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بكل انتباه وفي الوقت ذاته لم ينتبهوا أو "استغفلوا" خبر تحديد موعد لإجراء انتخابات الهيئات المحلية في أكتوبر القادم .

الحالة أعلاه تكشف أنّ الشعب الفلسطيني وصل ذروة اليأس من قياداته وقراراتهم - وبات يُلهي نفسه بمتابعة أي شيء آخر .. ولو حتى "توم وجيري" .

يعتقد الغالبية أن حركة حماس لن تسمح بعقد تلك الانتخابات في غزة وبالتالي سترفض إقامتها من منطلقات لن تسمح لها بالتراجع وخوضها في الضفة - لذا فإنّ الانتخابات المُزمع إجراؤها ستكون خالية الدسم .. إن أُجريت أصلاً .

لقد تمكنت الحكومة من وضع الفصائل في جهاز كشف الكذب - واستمرار ادعّاء الطرفين بحرصهم على اجراء كافة أنواع الانتخابات وفي المقابل تُمنع ذات الانتخابات في جامعات أو أندية حالة من انفصام الشخصية الذاتية التي نعيشها على حساب القضية .

سيستمر الفلسطينيون بمتابعة كل شيء لا يخصهم حتى يُثبت أولي الأمر أنهم على قدر المسؤولية وأنّ كلمتهم "متنزلش الأرض" بدلاً من الكذب البواح الحالي وعملية الاستخفاف بعقول الناس إلى درجة أصبحت لا تُطاق .

**

في وقت خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لا تزال تركيا تُفكر في كيفية إرضاء أوروبا لدخول النادي الأكبر - هي ستوقع على اتفاق المصالحة والسلام مع اسرائيل ولن ينال غزة سوى "تحميل جمايل" و وعودات كاذبة .

ماذا يعني مستشفى كبير ؟ وماذا تعني دخول البضائع دون رقيب .. هذا الاتفاق هو إنجاز لتركيا لا لقطاع غزة فالقطاع سوق استهلاكي كبير المُستثمر فيه يعلم أنه لن يخسر .. لا للاتفاق التركي الاسرائيلي على حساب معاناة غزة ! 

تركيا من الدول الذكية التي تعرف كيف تلعب "سياسة" وبيان حماس الأخير للقاء قادتها مع المسؤولين الأتراك يُوحي بعدم رضا كاف عن الاتفاق التركي الاسرائيلي المُزمع توقيعه - تركيا استغلّت الفراغ السياسي الاقليمي والحاضنة لحماس لتلعب بها وتستغّل وجودها وتعاطف الجماهير معها .. فكسبت منذ ذلك الحين .. وتتطلع لاستمرار الكسب بفتح سوق غزة على مصراعيه لصالحها . 

الاتفاق التركي الاسرائيلي سيكون له تبعاته داخل حماس نفسها - وعودة بعض حماس إلى إيران ومغازلتها سيصبح دراجاً في الأيام القادمة ..  محاولة ترتيب العلاقات مع مصر ستكون صعبة في ظل مطالب مصرية قاسية .. الضغط على قطاع غزة مُستمر والمصالحة هي الطريق الأقصر لإنهاء ذلك .