الاسير سامي جنازرة .... لائحة اتهام ضد الحياة

الاسير سامي جنازرة .... لائحة اتهام ضد الحياة
بقلم عيسى قراقع 

رئيس هيئة شؤون الاسرى والمحررين

لم يجدوا تهما وبينات قانونية ضد الاسير سامي جنازرة ، فزجوه طويلا في الاعتقال الاداري، فتحوا امامه المجهول بهذا الاجراء التعسفي الذي طال اكثر من 25 الف اسير فلسطيني منذ عام 2000.

خاض سامي اضرابا مفتوحا عن الطعام ضد اعتقاله الاداري وعدم قانونية وشرعية هذا الاعتقال الذي لا يستند الى محاكمة عادلة ، ويأتي في سياق الانتقام من الاسرى وزج اكبر عدد منهم داخل السجون، تحت ادعاء الخطر على امن  اسرائيل ووجود معلومات استخبارية سرية.

وبعد 64 يوما من اضرابه المفتوح عن الطعام وزجه في زنازين العزل وفي ظروف قاسية جدا، اختلقت سلطات الاحتلال واجهزتها الامنية لائحة اتهام طويلة ضد سامي جنازرة تمهيدا لمحاكمته، وكخطوة لكسر ارادته واضرابه عن الطعام.

قرأت لائحة الاتهام الموجهة للاسير سامي جنازرة فوجدت انه متهم بنشر صور تعاطفية مع الشهداء المعدومين على يد جنود الاحتلال على موقعه الفيسبوك، وانه يعلن ان الشهداء هم اكرم منا جمعيا.

وقد فضح بربرية جنود الاحتلال بنشره صورا لجنود ينكلون بالناس ويطلقون النار عليهم ويحتفلون ويرقصون مع المستوطنين فوق جثثهم وحول دمائهم النازفة. 

ولأنه نشر صورة مروان البرغوثي، واكدّ للعالم ان الشعب الفلسطيني لا يقبل الذل والاهانة، وان من يرضى عنه الاحتلال فهو خائن وعدو، وان تصرفات جنود الاحتلال تشبه تصرفات داعش بالقتل العمد والذبح والهمجية، وأن دولة اسرائيل اصبحت دولة دينية عنصرية كولونيالية، اصبح متهما بالتحريض على امن دولة اسرائيل كونه نطق بالحقيقة.

المخابرات الاسرائيلية جمعت اعداد المعجبين بمنشورات سامي الجنازرة الغاضب والساخط والغير قادر على احتمال الجريمة المنظمة التي تجري  بحق الشعب الفلسطيني علنا وامام العالم والمجتمع الدولي واعتبرت ذلك تحشيدا ضدها وفضيحة لها.

سامي جنازرة دافع عن الحق في الحياة والحرية والكرامة، اطلق صوته وحرك اصابعه، وفتح عينيه واسعة، كإنسان حرّ يرفض الظلم، ويتحدى الظلام، وينشد السلام الحقيقي القائم على العدل والكرامة والانعتاق من عبودية الاحتلال.

لائحة الاتهام ضد جنازرة هي تعبير عن التطرف والفاشية الاسرائيلية المتنامية والتي تستهدف كل من يفكر او يحلم بالحرية ويدافع عن حقوقه وارضه وروحه امام هذا العدوان الذي تشنه سلطات الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني 

لائحة اتهام تعبر عن الخوف من هذا الجيل الفلسطيني الشاب، وعن الهوس والجنون الاسرائيلي الذي يريد ان يضع كل الشعب الفلسطيني داخل السجون او في المقابر الى الابد.

لائحة اتهام وجهت ضد المئات من الاسرى بسبب نشاطاتهم  التضامنية على مواقع التواصل الاجتماعي، واصبحت التعبيرات عن رفض الاحتلال وكشف جرائمه القانونية والاخلاقية هي قنابل موقوتة توجع الضمير في اسرائيل ، وتضع دولة الاحتلال عارية امام نفسها والعالم.

اسرائيل تتفنن في ابتداع اجراءات وقوانين للاعتقال والمحاكمات بحق ابناء الشعب الفلسطيني، ترفع الاحكام، تلاحق النشطاء السياسين والنقابين والجمعيات الحقوقية، تصطاد الكلمات كما تصطاد الاطفال، تكرس الابرتهايد وارهاب الدولة الرسمي بحق الشعب الفلسطيني.

اذا لم ينفع الاعتقال الاداري فهناك لائحة اتهام، واذا لم تنفع لائحة الاتهام فهناك قانون الاعدام وقانون الارهاب وقانون التعذيب  وقانون العزل، وسلسلة طويلة من التشريعات العنصرية التعسفية المحشوة في ذخيرة حكومة اسرائيل المتطرفة والعسكرتارية.

البروفسور عماد البرغوثي المدرس للفيزياء في جامعة القدس حكموه اداري 3 شهور بحجة انه يشكل خطرا على دولة اسرائيل، وعندما دحض المحامي هذه الادعاءات في المحكمة وتم تخفيض مدة شهر من الاعتقال الاداري ، فوجيء الجميع بإنزال لائحة اتهام ضد هذا العالم الفلسطيني وكانهم مصرين على ابقاءه داخل السجن، خائفين حتى من عقله وابحاثه وهو الذي عمل في وكالة ناسا للفضاء في الولايات المتحدة لخمس سنوات .

الاسير بلال كايد نصبوا له مصيدة بعد 14 عاما قضاها داخل السجن، وفي لحظة الافراج اصدروا ضده امرا بالاعتقال الاداري لمدة 6 شهور وبطريقة كيدية انتقامية من والدته التي انتظرت عودته زمنا طويلا، لم يعد، هناك جدار يفصل بين الصوت والصدى.

والدة سامي المريضة قالت: المؤونة من العمر اصبحت قليلة، يقصفون عمري سنة وراء سنة، هناك موت يطل علينا من السجون، لكنه يملك سرا للحياة قليلا ، لا يترك الامهات ثكالى وحيدات.

لا يوجد دولة في العالم توظف احتلالها العسكري وبطريقة وقحة وتبدع اجراءات مفصلة وبسهولة ضد حقوق الانسان الفلسطيني كما هو في دولة الاحتلال الاسرائيلي.

لا يوجد دولة تحتل شعبا آخر يعين احد افرادها مسؤولا للجنة مكافحة الارهاب في الامم المتحدة الا في هذا الزمن الاصفر، الذي تناسى ان الاحتلال هو سيد الارهاب والخطر على السلم العالمي.

لائحة اتهام ضد سامي جنازرة مكونة من 38 بندا، لائحة سياسة ضد مواطن فلسطيني تمرد على الذل والاهانة، قطع الحاجز العسكري وقرأ الفاتحة على ارواح الشهداء، دخل ارضه المسلوبة وزرع الاشجار من جديد، احتضن ابنته الصغيرة واعطاها وعدا ان يكون اليوم التالي هو الاجمل.

لائحة اتهام ضد لاجيء فلسطيني ، خرج من المخيم يحمل مفتاح البيت وهوية الذاكرة، يفتش عن حياته السابقة وحياته القادمة، اعقتلوه وقيدوا يديه وقدميه واغلقوا عينيه حتى لا يستمر في المشي بقامته العالية، ولا يرى ذكرياته وآثاره الباقية.

وابدأ من صرخة في التراب

 وابدأ بالدق على كل باب 

فلا اسرائيل قدري

ولا أهوى الموت في الغياب