مراحل الطاعة لدى الأطفال في منهج المنتسوري

مراحل الطاعة لدى الأطفال في منهج المنتسوري
رام الله - دنيا الوطن
افعل ولا تفعل وأوامر غيرها تُصدرينها يوميًا لطفلك مهما كان عمره، وتثورين غضبًا من عدم طاعته لأوامرك، لكن هل فكرتِ من قبل إن كان طفلك مستعدًأ أو مدركًا لطاعتكِ وتنفيذ أوامرك أم لا؟

في هذا المقال نستعرض معكِ مراحل الطاعة لدى الأطفال من مرحلة العامين وحتى بلوغ العام السابع، وفقًا لمنهج ماريا منتسوري.

قسمت ماريا منتسوري الطاعة لثلاث مراحل، وفقًا لعمر الطفل.

المرحلة الأولى: عدم الطاعةوهنا يكون للطفل من عمر سنة إلى بداية العام الثالث، "ودن من طين وودن من عجين"، أي أنه سيسمع أوامرك لكن لن تكون لديه القدرة على تنفيذها، وهنا يجب أن تتعاملي مع الطفل بلطف، وأن تتفهمي مرحلته ولا تقابلي أخطاءه بالعنف والصراخ والعقاب.

فالطفل في هذه المرحلة يتعلم من خلال أخطائه وعدم انضباطه الانفعالي، بسبب عدم القدرة على إدراك عواقب الأخطاء.

وفسرت الدكتورة ماريا منتسوري في كتابها: "Montessori, The Absorbent Mind, 1964"، أن الطفل في مرحلة عدم الطاعة يكون دماغه غير مُهيأ لتنفيذ رغبات شخص آخر غيره.

المرحلة الثانية: الطاعة العمياءوهي وفق المرحلة العمرية من ثلاث سنوات وحتى بداية سن السابعة، ويكون لديه القدرة على تنفيذ الطلبات والآوامر، لكنه يكون ما زال يفتقر إلى الإدراك، فهو لا يعرف أن يسأل أو يتناقش حول تلك الآوامر.

قد يخطر ببالكِ جمل عن روعة أن تطلبي من طفلك أمرًا ما فينفذه على الفور، لكن في حقيقة الأمر أنها مرحلة خطيرة جدًا، فالطفل في هذه المرحلة خرج من المنزل سواء بذهابه إلى الحضانة أو المدرسة، وبالتالي فالطاعة العمياء تكون خطر لو تركت دون سيطرة.

الطفل هنا يطيع من يحبه ومن يثق فيه، وكذلك يطيع من يقدم له ما يحبه، فمثلًا أن ربطتي الأفعال الإجابية التي يفعلها طفلك بالمكافئات، سيكون من السهل أن يطلب أي شخص غريب فعل شيء خاطئ ويعده بتقديم حافز ما.

وكذلك لو كنتِ تستخدمين أسلوب التهديد والوعيد، سيكون الطفل مهددًا طوال الوقت، نتيجة للتعامل معه باستخدام التهديد أو حتى التحفيز.

المرحلة الثالثة: الطاعة عن قناعة ورضا

وهنا تكون الطاعة عن قناعة وإدراك الصواب من الخطأ، وهذه المرحلة تكون بعد عمر السابعة، وتكون بمثابة حصاد لما زرعتيه من تربية.

وترى ماريا منتسوري أن الأخطاء جزء طبيعي من حياة الطفل، كما ترى أن الأطفال يعاقبون، لأن الكبار يعتقدون أنهم لا يطيعونهم من باب العند أو سوء السلوك.

لكن عليكِ أن تستغلي تلك المواقف التي يخطئ فيها طفلك لتكون فرصة لتعليم الطفل السلوك الصحيح.

 



التعليقات