المطران عطاالله حنا مستقبلا وفدا اكاديميا جامعيا من ارمينيا: "معا وسويا نسعى من اجل تحقيق العدالة في فلسطين ونبذ مظاهر التطرف والتخلف في عالمنا"

رام الله - دنيا الوطن
–  استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح اليوم وفدا اكاديميا من ارمينيا ضم عددا من اساتذة الجامعات الارمنية والاكاديميين والباحثين والذين وصلوا الى مدينة القدس في زيارة تحمل الطابع الاكاديمي والعلمي والثقافي، حيث سيزورون عددا من الجامعات الفلسطينية وسيقومون بإعداد دراسات وتقارير حول مدينة القدس.
سيادة المطران عطاالله حنا رحب بالوفد الأرميني مؤكدا بان شعب ارمينيا هو شعب صديق للشعوب العربية وللشعب الفلسطيني بشكل خاص، ذلك لان الارمن هم قريبون للشرق اكثر من الغرب وعندما المت بهم المجازر المروعة التي ارتكبها العثمانيون بحقهم انتقلوا الى عدد من الدول العربية التي استقبلتهم بحفاوة ورحبت بهم وعوملوا كأبنائها وكانوا مبدعين في الحقول الثقافية والفنية والادبية والاقتصادية والوطنية.
ان الشعب الارمني الصديق والشقيق هو من اكثر الشعوب في العالم تفهما لمعاناتنا وما يتعرض له شعبنا الفلسطيني ذلك لان الاضطهادات التي تعرض لها الارمن من قبل العثمانيين جعلتهم اكثر تفهما وتضامنا مع معاناة الشعوب الاخرى.
اننا نرحب بكم وانتم تزورون فلسطين وقد اتيتم من ارمينيا الجميلة بتاريخها وتضاريسها وحضارتها والتي بدأت تستعيد عافيتها تدريجيا بعد الظروف التي مرت بها.
وضع سيادة المطران الوفد الارميني في صورة الاوضاع في مدينة القدس وما يتعرض له المقدسيون وما تتعرض له مقدساتنا ومؤسساتنا الوطنية في المدينة المقدسة.
كما قدم سيادته للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية متحدثا عن مضامينها واهدافها ورسالتها وقال: بان المسيحيين في هذه الارض المقدسة هم مطالبون اليوم اكثر من اي وقت مضى بان يكونوا صوتا مناديا بالعدالة والحرية والكرامة للشعب الفلسطيني.
المسيحيون كسيدهم يبشرون بقيم المحبة والسلام والاخوة بين الناس ولكنهم في نفس الوقت لا يرضخون ولا يستسلمون امام الظالمين الذين يستهدفون الكرامة الانسانية وحرية الانسان .
من واجبنا جميعا ان نكون الى جانب الشعب الفلسطيني في محنته ومن واجبنا جميعا ان ننادي بالحرية لهذا الشعب الذي قضيته هي قضيتننا جميعا.
معا وسويا نتصدى للعنصرية والكراهية والتطرف الديني.
اولئك الذين ذبحوا الارمن واستهدفوا المسيحيين فيما كان يسمى في ذلك الوقت الإمبراطورية العثمانية هم ذاتهم الذين يستهدفون اليوم الحضور المسيحي في هذا المشرق العربي .
العثمانيون الجدد هم الذين يدمرون في سوريا وفي غيرها من الاماكن العربية، تغيرت الاسماء والالقاب ولكن الهدف واحد وهو تدمير هذا المشرق العربي بتاريخه وحضارته وهويته واعادتنا الى الوراء مئات السنين.
ان العثمانيون الجدد هم جزء من المؤامرة الكبرى على سوريا وعلى مشرقنا العربي وهم الذين يحتلون قسما من جزيرة قبرص انهم اعداء لدودون للامة العربية وللإنسانية وليس فقط للأرمن تذكروا ما حل بالروم الارثوذكس في الإمبراطورية العثمانية وما حل مع السريان ومع غيرهم واليوم التاريخ يعيد نفسه.
اننا نؤكد تشبثنا بهذا المشرق الذي ننتمي اليه تاريخيا وحضاريا وانسانيا وروحيا ونؤكد رفضنا لكافة سياسات التفكيك والتشرذم واثارة الطائفية وتقسيم المجتمعات فالبشر كافة هم خلائق الله بالرغم من تعدديتهم الدينية والثقافية.
ان اولئك الذي يتطاولون على منطقتنا ويستهدفون تاريخها وحضارتها وهويتها انما يستهدفون كافة مكوناتها مسيحية كانت ام اسلامية وكل ما هو جميل وحضاري وانساني في منطقتنا هو مستهدف اذ يريدون ارجاعنا الى عصور ما قبل الجاهلية.
لقد كان للأرمن دور حضاري كبير في منطقتنا وفي فلسطين هنالك اعلام من ابناء الطائفة الارمنية الذين كانت لهم اسهاماتهم في الحياة الوطنية والثقافية والاجتماعية في هذه البقعة المقدسة في هذا العالم.
نتمنى من شعب ارمينيا ومن كنيسة ارمينيا الشقيقة ان تكون دوما الى جانب شعبنا في قضيته العادلة فالسلام في فلسطين هو مفتاح السلام في منطقتنا.
قدم سيادته للوفد بعض التذكارات المقدسية من وحي التراث الفلسطيني كما اجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات.
اما اعضاء الوفد الارمني قد شكروا سيادة المطران على كلماته ومواقفه ودفاعه عن حقوق الانسان وسعيه الدائم من اجل التقارب بين الاديان والشعوب، واكدوا احترامهم وتقديرهم لشخصيته باعتباره داعية سلام ومدافعا حقيقا عن الشعب الفلسطيني الذي اتينا لكي نتضامن معه ومع قضيته العادلة. وستبقى ارمينيا صديقة للشعوب العربية ومناصرة لقضاياها العادلة وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني.