المطران عطاالله حنا: "القدس عاصمة وحدتنا واخوتنا وتلاقينا المسيحي الاسلامي"

رام الله - دنيا الوطن
في مبادرة اخوية تدل على قيم الاخاء الديني والوحدة الوطنية
القائمة في فلسطين قام اليوم حشد من المصلين المسلمين الوافدين الى مدينة القدس من الاراضي الفلسطينية من منطقة رام الله والخليل ونابلس وغيرها من المناطق حيث قاموا بعد الانتهاء من صلاة الجمعة في المسجد الاقصى المبارك بزيارة تحمل معاني الاخوة الى سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس الذي استقبل المصلين المسلمين في كنيسة القيامة في اجواء اخوية ملؤها المحبة والسعادة بلقاء
الاخوة ابناء الوطن الواحد.

فقد وصل حشد المصلين المكون من مئات الاشخاص الى كنيسة القيامة مرورا بأزقة القدس العتيقة وطريق الالام وذلك بعد ان انتهت الصلاة في المسجد الاقصى.

وقد استقبلهم سيادة المطران بكل حفاوة مرحبا بزيارتهم ومشيدا بأهمية هذه المبادرة الاخوية التي تحمل الكثير من المعاني الحضارية والانسانية والروحية والوطنية.

اعضاء الوفد وجهوا تحية خاصة لسيادة المطران الذي يحظى باحترام الشعب الفلسطيني في كل مكان فهو علم من اعلام فلسطين والامة العربية وهو داعية الحوار والتلاقي والمحبة والاخوة بين ابناء الشعب الفلسطيني الواحد.

ان كلمات سيادة المطران في كل مكان يذهب اليه تدل على حكمته ورصانته وسعيه الدائم من اجل توحيد الصفوف لكي نكون مسيحيين ومسلمين  جبهة موحدة متراصة في مواجهة الاعداء الذين يسعون لابتلاع القدس وتصفية القضية الفلسطينية.

هنا التقى الخليفة عمر بن الخطاب مع البطريرك الرومي الارثوذكسي صوفرونيوس وهنا كانت العهدة العمرية وهنا كان اللقاء الاسلامي المسيحي الاول في فلسطين وكل التقدير والاحترام لسيادة المطران المدافع الصلب عن القضية الفلسطينية داعية التسامح والعيش المشترك والتضامن الاسلامي المسيحي.

اما سيادة المطران عطاالله حنا فقد اعرب عن تأثره البالغ بهذه الزيارة حيث تأتي بعد صلاة الجمعة في شهر رمضان المبارك وفي ظل ارتفاع ملحوظ لدرجات الحرارة وصل لأكثر من اربعين درجة في مدينة القدس وبالرغم من كل ذلك فقد اتيتم لزيارتنا وانتم تحملون معكم رسالة السلام والمحبة والاخوة. فما احلى وما اجمل ان يلتقي  الاخوة معا في رحاب مقدسات مدينتنا لكي نقول للعالم باسره باننا شعب فلسطيني واحد لا يقبل القسمة على اثنين وبحكمتنا ووطنيتنا وانتمائنا الصادق لهذه الارض سوف نُفشل كافة المؤامرات التي تستهدفنا وتستهدف لحمتنا واخوتنا ووحدتنا الوطنية التي هي امانة في اعناقنا ويجب ان نحافظ عليها.

معا وسويا مسيحيين ومسلمين نصون مدينتنا ونحمي مقدساتنا، ومعا وسويا مسيحيين ومسلمين نتصدى لثقافة التطرف والكراهية والعنصرية ونصون وحدتنا الوطنية التي من خلالها نكون اقوياء في مواجهة ما يخطط لنا ولقدسنا  ولقضيتنا الوطنية العادلة.

هذه هي مدينة القدس ايقونة المحبة والسلام والاخوة التي يلتقي فيها ابنائها تحت سقف علم واحد ووطن واحد لكي يدافعوا معا وسويا عن قضية واحدة الا وهي قضية شعب فلسطين المظلوم الذي يستحق الحرية التي قدم في سبيلها التضحيات الجسام.

نرحب بكم في  كنيسة القيامة  التي تعتبر القبلة الاولى والوحيدة لكافة مسيحيي العالم انها قبلتنا ومعراجنا الى السماء والمكان المقدس الذي فيه تجسدت محبة الله للإنسان.

في القدس الاقصى والقيامة تؤامان لا ينفصلان، في القدس تناغم بين اجراس كنائسنا وتكبيرات مآذننا ومساجدنا، في القدس 
يلتقي المسيحيين والمسلمين في ساحات النضال،  في  القدس  تتجسد وحدتنا الوطنية بأبهى صورها  رغما عن اعدائنا المنظورين والغير منظورين.

القدس رسالة، رسالة محبة وسلام  وتضامن وتلاق بين ابناء الامة الواحدة والشعب الواحد.

رسالة القدس اليوم من رحاب الاقصى والقيامة نُطلقها الى كافة ابناء امتنا العربية ونقول: يا ايها العرب توحدوا ولا تستسلموا لمؤامرات تدمير اوطاننا وتفكيك  مجتمعاتنا واثارة الفرقة والضغينة والطائفية في صفوفنا وبين ظهرانينا.

فلتكن رسالة القدس الى كافة ابناء امتنا رسالة دعوة الى الوحدة والتضامن والتلاقي ونبذ   الصراعات والصدامات والخلافات.

رسالتنا اليوم الى شعبنا الفلسطيني: توحد يا ايها الشعب الابي من اجل القدس فالقدس بحاجة الى وحدتنا ومن العار ان تكون هنالك انقسامات بين الاخوة فرام الله وغزة كما وكافة  الاراضي الفلسطينية هي وطننا والقدس عاصمتنا فلا تتركوا القدس تصارع جلاديها لوحدها،  توحدوا من اجل القدس، توحدوا من اجل فلسطين توحدوا من اجل مقدساتنا ومن اجل قضيتنا العادلة.

نهنئكم بشهر رمضان المبارك ونهنئ كافة اخوتنا المسلمين بهذه المناسبة ونسأله تعالى بان تكون اعيادنا ومناسباتنا هي مناسبات واعياد نلتقي فيها على قلب رجل واحد.

فالدين يجمعنا ولا يفرقنا والدين هو جسور اخوة ومحبة وتواصل فيما بيننا ومن يحولون الدين الى سور يفصل الانسان عن اخيه الانسان انما يسيئون للدين ورسالته السمحة.

فلتكن مدينة القدس عاصمتنا الروحية والوطنية وحاضنة مقدساتنا وتراثنا الانساني والروحي والوطني، ولتكن القدس عنوان كرامتنا ووحدتنا وتلاقينا الاسلامي المسيحي بعيدا عن لغة الكراهية والتطرف التي لا يقبلها اي انسان عاقل.