في غزة : الاستراحات ملاذ الوافدين في رمضان

في غزة : الاستراحات ملاذ الوافدين في رمضان
غزة - دنيا الوطن- آلاء البرعي

ما إن دقت عقارب ساعتها للثالثةِ عصراً حتى بدأت بتحضير طعامِ الإفطار لعائلتها ، فلم يبقى على موعدِ قدوم الباص الذي سيُقلهم للشاطئ سوى ساعة من الزمن ، لتناول طعام الإفطار على الرمال  مع مغيب الشمس وهدوء البحر .

إلهام أحمد ( 44 عاماً ) من شمالِ قطاع غزة ، تقول لدنيا الوطن :" عزمتُ منذ بداية رمضان هذا العام بتحضير وجبة الإفطار ومن ثم تناولها على الشاطئ ، في ظل ارتفاع درجات الحرارة و انقطاع التيار الكهربائي المتواصل ، و عتمة البيت ، فهذه المرة الرابعة التي أتناول فيها طعامي مع عائلتي على شاطئ بحر السوادنية منذ بداية الشهر الفضيل ".

و تشير أحمد أن كل عائلة تأتي وأبناؤها لتستمتع ببعض الوقت في ظل الأجواء اللطيفة على الشاطئ ، و يقضى أطفالها بعضاً من الوقت و المرح الذي لا يتوّفر غالباً في البيت لضيق المساحة  ، فلا تنظيف صحون بعد الإفطار ولا أعباء منزلية وسط انقطاع التيار .

أما المواطن سعدي بدران فيأخذ مع عائلته طاولةً في إحدى الاستراحات غرب مدينة غزة ، يقول لدنيا الوطن :" ما يشجعني حقاً للإفطار على الشاطئ هو تزامن الإجازة الصيفية لأطفالي مع قدوم رمضان ، و حقهم في الاستمتاع بالإجازة ، فأجد القدوم للشاطئ هو الحل الأمثل ، فأقضي مع أطفالي وقتاً ممتعاً ".

و أوضح أنه يجهز مائدة الإفطار التي تزينت بالتمر واللبن ورز الكبسة السعودي  ، فأجواء رمضان والإفطار الجماعي مع الأصدقاء والعائلة لا تعوض أبدًا ، خاصة وإن كانت على شاطئ البحر. 

وعبر بدران عن استيائه الشديد من انقطاع التيار الكهربائي ، خاصة في فترات السحور والإفطار، مؤكدًا أنهم بحاجة للإنارة كي يستطيعوا تحضير السفرة، منوهًا في الوقت ذاته إلى أنه قام بتركيب ليدات لمنزله من أجل الإنارة، لكن يبقى حر الصيف مزعجاً لهم .

و يجدر الإشارة إلى أن مصادر شركة توزيع الكهرباء هي ثلاث مصادر الجانب الإسرائيلي يغذي القطاع بـ120ميغا وات منذ عام 1976 وحتى اليوم لم يتغير هذا الرقم , والمصدر الأخر هو الجانب المصري الذي يغذي القطاع بـ17 ميغا وات , بينما محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة تغذي القطاع بـ70 إلى 80 ميغا وات ولم تزداد هذه النسبة بسبب الأوضاع عملية الاستهداف من قبل الاحتلال الصهيوني.

 يقول صاحب استراحة الغروب :" شهر رمضان يعتبر موسما مربحاً، يزداد من خلاله الدخل المادي لأصحاب الاستراحات، حيث تشهد إقبالاً من قبل المواطنين والقائمين على مشاريع الإفطار لاستئجار بعد أقسام الاستراحات".

وتابع:" يفضل عدد كبير من الشباب قضاء بعض أوقات الشهر الفضيل بالاستراحات، لمتابعة البرامج والمسلسلات المفضلة لهم، بالإضافة إلى متابعة المباريات و لقاء الأصدقاء ".

و أكد أن اقبال المواطنين على شاطئ البحر لتناول طعام الافطار الذي يحضرونه من منازلهم في ازدياد ملحوظ , و أن الحركة على شاطئ البحر ومع انقضاء العشر الأوائل بدأت الحركة تتسع من قبل المواطنين.

أما الشاب عزت عبد الرحيم :" الاستراحات تعد المكان المفضل لي ولأصحابي لقضاء ليالي رمضان وسط جلسة شبابية ، نتابع فيها بعض البرامج والمسلسلات المفضلة  " .

ونوّه عبد الرحيم أن أجواء الاستراحة تساعده أنا وأصدقائه على قضاء أوقات ممتعة خلال فترة الليل .

و بحسب بلدية غزة  تنتج العزائم الرمضانية الكثير من النفايات ، فيتم جمع خلال شهر رمضان المبارك  كمية تزداد بنحو 15% عن الأشهر الأخرى ، بسبب الزيادة في الاستهلاك والإقبال على الأسواق .

يقول مدير عام ديوان رئاسة بلدية غزة  حاتم الشيخ خليل :" البلدية عمدت لتأجير ثلاث استراحات من أصل ستة ، تم عرضهم هذا العام على المستأجرين، وذلك لتوفير مساحات للمواطنين الذين يرغبون في الاصطياف والترفيه ".

موضحاً أن كل استراحة ستكون موازية للبحر بمسافة 80 مترا، و30 مترا بشكلٍ قائم. وأكد أن مساحات واسعة من الشاطئ ستكون متاحة أمام عامة المواطنين  للاصطياف عليها .