شكري : مصر "منخرطة" مع فرنسا لتحقيق السلام الفلسطيني - الإسرائيلي .. الاعلام العبري ينشر تفاصيل المبادرة الفرنسية

شكري : مصر "منخرطة" مع فرنسا لتحقيق السلام الفلسطيني - الإسرائيلي .. الاعلام العبري ينشر تفاصيل المبادرة الفرنسية
ارشيفية لا علاقة لها بالمضمون
رام الله - دنيا الوطن
قال سامح شكرى وزير الخارجية، إن مصر كانت مهتمة خلال الخمس سنوات الماضية بالتركيز على الأوضاع الداخلية، ولكن بالرغم من ذلك فإن مصر تضع فى اهتمامتها القضية الفلسطينية لتأثيرها على الوضع الإقليمى، وبالتالى تأثيرها على مصر.

 وأضاف وزير الخارجية خلال لقاء على قناة "الحياة’" المصرية الخاصة، أنه مع استعادة مصر لدورها الإقليمى والدولى، كان من الطبيعيى أن يلمس الرأى العام مزيدا من التفاعل إزاء القضية الفلسطينية، حيث تخلت الولايات المتحدة فى فترة من الفترات عن رعاية مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وحول وجود دلالة على توقيت الدعوة لإجراء محادثات سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قال وزير الخارجية: إن مصر على استعداد أن تكن طرفا ميسرا بين الطرفين، ومصر منخرطة بإيجابية شديدة وبتنسيق مع فرنسا بشأن مبادرتها لإحلال السلام.

 ويأتى هذا الزخم للشعور المتنامى على الساحة الدولية بالمخاطر المترتبة على استمرار الوضع على ما هو عليه الآن، كما تأتى هذه الدعوات لتؤكد مرة أخرى على حل الدولتين وحل الصراع والعوائد المباشرة من تحقيق السلام والاستقرار، ومواجهة التحديات التى تواجهها المنطقة فى ظل استشراء ظاهرة الإرهاب.

 وحول جهود المصالحة الفلسطينية، قال إن استمرار الخلافات الفلسطينية يعطى انطباعا لدى إسرائيل فى التشكيك لدى الإرادة الفلسطينية وإيجاد حل شامل، ولابد أن تاتى المصالحة وفق المكونات التى طرحت، وهناك اتصالات تجرى بين الطرفين بخصوص المصالحة. 

في هذا السياق كشفت تقارير عبرية، مساء الثلاثاء ، بان المبادرة الفرنسية للسلام بين الفلسطينين والاسرائيلين تتضمن مواعيد نهائية محددة لكل مرحلة من مراحل التفاوض.

وبحسب الموقع الالكتروني لصحيفة "هارتس" العبرية، فان المبادرة الفرنسية تشمل مواعيد نهائية للتفاوض بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي تشمل كل مرحلة من مراحل التفاوض ويتم الاتفاق على موعد نهائي ومدة زمنية لكل مرحلة.

وتقول الوثيقة التي اقترحهتها فرنسا ان" المحادثات مع وزراء خارجية الجمعة التركيز على وضع معايير لإيجاد حل للقضايا الأساسية في التوصل الى اتفاق سلام نهائي."

ووفقا للوثيقة الفرنسية ان يتم البدأ بالمناقشات اعتبارا من يوم الجمعة وان يكون وضع معايير لإيجاد حل للقضايا الأساسية لاتفاق سلام دائم.واشارت الصحيفة بانه سوف تستند جميع المفاوضات المباشرة في المستقبل على هذه المعايير.

ويعقد المؤتمر الدولي للدفع بحل الدولتين في العاصمة الفرنسية باريس، بمشاركة 28 دولة من كافة أنحاء العالم، وأحد الأهداف الرئيسية للمؤتمر هو إعادة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية من أجل حل القضية الفلسطينية.

وتنص المبادرة، بحسب المستند الذي عممته الخارجية الفرنسية على الدول المشاركة، على تحديد سقف زمني لأي مفاوضات مستقبلية بين الطرفين، وتحديد بنود التفاوض والمواضيع الخلافية التي يجب إيجاد حل لها، ووضع معايير دولية يلتزم بها الطرفان، حتى التوصل إلى اتفاق نهائي حول تفاصيل حل الدولتين.

وعممت الخارجية الفرنسية المستند على وزراء الخارجية المشاركين، وقالت إنه غير ملزم ولا يعتبر جدول أعمال للمؤتمر، إنما هو مقترح قابل للتغيير في الجلسة التحضيرية التي سيتعقد يوم الخميس، بمشاركة وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا، جون كيري وسيرجي لافروف، واعتبرت المؤتمر، الذي سيعقد بغياب الفلسطينيين والإسرائيليين، تحضيريًا لمؤتمر آخر سيعقد في النصف الثاني من العام.

وتنص المبادرة الفرنسية على أن يتفق المشاركون ف بالمؤتمر على الخطوط العريضة، ويعين بعدها مؤتمر آخر في النصف الثاني من العام الحالي، يدعى إليه الفلسطينيون والإسرائيليون، ويلتزمان بتنفيذ بنود المبادرة والالتزام بالمفاوضات والعمل لتحقيق حل الدولتين، وهددت فرنسا أنه في حال لم يحدث ذلك، فإنها ستعترف بدولة فلسطين المستقلة.

ورفض نتنياهو المبادرة الفرنسية، زاعمًا إنه مستعد للتفاوض مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس دون شروط مسبقة، لكنه حاول إملاء الشرط الأول والأصعب، قائلًا إنه 'على السلطة الفلسطينية الاعتراف بإسرائيل كدولة الشعب اليهودي، وعندها يمكن الجلوس إلى طاولة المفاوضات'، التي عرقلها مرارًا بشكل ممنهج.

ويحاول نتنياهو استغلال تصريحات الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الذي أعلن استعداد بلاده لرعاية 'السلام' بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتوقيع اتفاق على غرار اتفاق السلام المصري الإسرائيلي، الذي تعتبره جهات عديدة مهينًا لمصر، للمناورة والتهرب من المبادرة الفرنسية، التي من الممكن أن تحرجه دوليًا وأوروبيًا.

وحازت المبادرة الفرنسية على دعم جامعة الدول العربية خلال الاجتماع الطارئ الذي عقد قبل أيام، والتي اعتبرت أن أي مبادرة لحل القضية الفلسطينية مرحب بها، بشرط إعلان فلسطين دولة مستقلة ذات سيادة، ومعترف بها من قبل الهيئات الدولية.

ويرى محللون أنه رغم الدعم العربي للمبادرة الفرنسية، تبقى حظوظ نجاحها ضعيفة، أولًا بسبب الرفض الإسرائيلي، وثانيًا، والأهم، بسبب رفض حماس وفصائل أخرى هذه المبادرة، في ظل الانقسام الحالي.

واعتبر المحللون أنه لا يمكن الاعتراف باستقلال فلسطين ما لم يتم إنهاء الانقسام وانتخاب حكومة موحدة للشعب الفلسطيني، تعمل في الضفة الغربية وقطاع غزة، الأمر غير الممكن حاليًا، إذ تتحكم حركة حماس بمجريات الأمور في قطاع غزة، بينما تتحكم السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية.

والأمر الآخر، الذي لا يقل أهمية ويشكل عائقًا أمام المبادرة الفرنسية، هو قضية اللاجئين وحق العودة، الذي يعتبر حقًا مقدسًا غير قابل للتفريط لدى الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، والتي لا يمكن للرئيس عباس المخاطر بالتنازل عنه أو المساومة عليه.

وويضاف إلى كل ما ذكر الدعم الأميركي للموقف الإسرائيلي، والعلاقات الإسرائيلية الروسية الوثيقة في الفترة الأخيرة والتنسيق بينهما في العديد من الملفات، منها الملف السوري، تقل احتمالات نجاح المبادرة الفرنسية، ومن المحتمل ان تتنصل الدول الكبرى من الاتفاق، لتبقي على الوضع القائم، الذي تستفيد منه إسرائيل دون غيرها.