فعالية استذكاريه للعالم الأردني الراحل الدكتور مخلوف حدادين في "شومان"

فعالية استذكاريه للعالم الأردني الراحل الدكتور مخلوف حدادين في "شومان"
رام الله - دنيا الوطن
استذكرت فعالية نظمها منتدى شومان الثقافي،  مسيرة العالم الأردني الراحل الدكتور مخلوف حدادين، الاكاديمية والعلمية الحافلة بالكثير من الإنجازات، وذلك بمناسبة الذكرى الأولى لرحيله.

 وتحدث في الفعالية كل من رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عدنان بدران، ورئيس الجامعة الأمريكية في بيروت الدكتور فضلو خوري، ورئيس جامعة البلمند اللبنانية الدكتور إيلي أديب سالم، والدكتور بلال راضي القعفراني من الجامعة الأمريكية ببيروت، والوزير الأسبق الدكتور منذر حدادين، وأدار الحوار الدكتور مروان المعشر.

وأشار المتحدثون في كلماتهم؛ إلى أن الراحل حدادين حصل بفضل جهوده العلمية، على العديد من التكريمات والعضويات والمناصب، وكان له إسهامات علمية ألهمت أجيالا من العلماء العرب والأجانب، إضافة إلى أنه كان محبا للشعر منذ الصغر، فقد قرأ الشعر والأدب، وبدأ بنظمه خلال دراسته.

الدكتور عدنان بدران أشار إلى أن الدكتور مخلوف خدم الجامعة الأمريكية بكل تفان وإخلاص على مدى 57 عاما، الأطول خدمة في الجامعة، درّس الكيمياء العضوية لأجيال من رواد الكيمياء في العالم العربي والعالم، وخدم في مراكز إدارة منها: نائب الرئيس للشؤون الاكاديمية والصحية، وقائم لعميد كلية العلوم، ورئيس الجامعة بالوكالة، وعميد كلية الآداب والعلوم بالوكالة، ونشر المئات من البحوث العلمية المحكمة وبراءات اختراع أحدثت تغييرا في الكيمياء وخاصة الحقول الصيدلانية والطبية.

وقال، "عرف عن الدكتور مخلوف كيف يستثمر اجازات تفرغه العلمي من الجامعة في قضائها بإجراء بحوثه العلمية في أعرق الجامعات الأمريكية في حقل تخصصه، مثل هارفارد، جامعة كاليفورنيا ببيركلي، كاليفورنيا – ديفيس، ونوتردام، وكولورادو، وشمال تكساس.

وأوضح أن " مخلوف"، أنجز 135 بحثا منشورا في مجلات محكمة وسجلت له 45 براءة اختراع في 25 بلدا، وسجل وفق غوغل سكولر؛ 3252 استشهادا علميا لبحوثه منذ عام 2018 وحتى 2022، مبينا أن الجامعة الأمريكية كرمته بإقامة مؤتمر كيميائي باسمه ومنحته ميداليتها عام 2016 تقديرا لخدمته المتميزة، وحضر المؤتمر علماء بارزون تكريما له في إطار احتفالات الجامعة الأمريكية ببيروت بالعام الـ 150 لتأسيسها، إذ نظمت الجامعة مؤتمر " مخلوف حدادين للكيمياء للعام 2016"  

وقال الدكتور إيلي أديب سالم، " أنني هنا لأشهد لمخلوف كصديق، كزميل، كمحب له ولكل ما يمثل في شخصه، وكل ما يتخذه من مواقف".

وأضاف " أن مخلوف كان أستاذا في الجامعة الامريكية في بيروت، وكان باحثا محلقا فيها، كان مبدعا في حقل الكيمياء، كان هناك في عالم الكيمياء، مع كبار علماء العرب في الطلة العربية الكبرى على التاريخ، كان مع جابر بن حيان، وأبو بكر الرازي، وخالد بن يزيد، ورغم تحلقه في حقله فمخلوف لم يكن يوما أستاذا في جامعة فحسب، بل كان جامعة في شخصه، كان الجامعة في كليتها، في دورها العلمي، وفي وضعها الخلقي، وفي المسؤولية الأكاديمية الكبرى، عندما يتكلم مخلوف يتكلم بالمسؤولية الجامعية المثلى".

وقال إن الدكتور مخلوف كان رجل الموقف، الأصيل، حامل راية الحق والعدل، " ليس ثانيا لأحد"، نتذكره اليوم فنكبر بالذكرى.

وأكد الدكتور خوري حضور الدكتور مخلوف المميز في كل مكان داخل الجامعة الأمريكية في بيروت طوال 57 عاما وما زال كذلك، وقال" نتذكر الدكتور مخلوف اليوم؛ ونتألم لفقده، ولكننا أيضا نحتفي بحياة رجل عظيم وبإسهاماته في الجامعة وفي حقل الكيمياء والإنسانية".

وأضاف أن الراحل الكبير تربطه بالجامعة الأمريكية علاقة خاصة، وكان يعدها بمثابة منزله، مشيرا إلى أن الكثير من الجامعات المرموقة حاولت دعوته وجذبه، ولكنه كان يذهب إليها في إجازات بحثية ويعود لجامعته ولم يفكر يوما بمغادرتها. 

ولفت الدكتور خوري إلى أهم الإنجازات العلمية للدكتور حدادين والتي منها إنجازه في اختراع " تفاعل بيروت " في إنتاج مركبات عضوية كربونية حلقية (كيمياء الحلقات) غير تجانسية، الذي تم تطويره مع البروفيسور سي إتش إيسيدوريدس، كذلك "تفاعل ديفيس – بيروت" بالتعاون مع العالم مارك كورث بجامعة كاليفورنيا في ديفيس.

وبين أن الدكتور مخلوف كان سابقا لعصره في دعمه للمرأة ومسيرتها العلمية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وكان يقدر التنوع الجندري في العلوم الكيميائية.

الدكتور بلال القعفراني، أشار إلى حجم الدور الذي لعبه البروفسور حدادين في الجامعة الأمريكية، والتي خدمها على مدى 57 عاما، إذ كانت حافلة بالأبحاث المتميزة، والخدمات الاستثنائية، والتوجيه، والإلهام لأجيال كثيرة من الطلاب، مبينا أن الدكتور حدادين خدم في الجامعة الأمريكية لأكثر من ثلث عمر الجامعة. 

وقال إن الجامعة قامت بتكريم الراحل الكبير للمرة الأولى في شباط عام 2011، وأسست وقفة مخلوف حدادين، وبدأت بإعطاء جوائز باسمه لطلاب الكيمياء المتميزين في أبحاثهم، ثم تم إنشاء محاضرة مخلوف حدادين السنوية، حيث إن 20 عالما من أشهر الجامعات العالمية، ومن ضمنهم حائزون على جائزة نوبل للكيمياء، ألقوا محاضرة مخلوف حدادين.

وكان الدكتور المعشر أشار في بداية الفعالية، إلى ارتباط الدكتور مخلوف بالجامعة الأمريكية مذ قدم اليها، ووهبها كل ما لديه من عطاء، منوها إلى أنه لم يسع لمنصب، ولم يأبه بجاه، وسعادته كانت نابعة من تدريس أفواج بعد أفواج من الطلاب الذين تعلموا في الجامعة قيم التفكير النقدي والتعددية وقبول الآخر ومهارات البحث العلمي والتواصل، "وهذا أنبل وأرقى ما يمكن أن يقدمه إنسان، أن ينذر حياته للعلم ولتربية الأجيال، والدكتور مخلوف قدم الكثير في هذا المجال".

وقال إن الدكتور مخلوف كان محبا لوطنه وأمته ولغته، وكان شغوفا بالشعر، فجادت قريحة عالم الكيمياء الذي نكرمه اليوم بتجليات عدة مما قدمه الشعر العربي، البعض منه من تأليفه والبعض الآخر مما حفظه.

كلمة أهل الراحل مخلوف ألقاها الدكتور منذر حدادين ثمن فيها لمؤسسة شومان والمتحدثين مبادرتهم في إحياء ذكرى فقيد الوطن والعديد من الجهات العربية والأجنبية.

وأشار إلى أنه اعتاد التواصل شعرا مع الفقيد منذ أن غادر عمان إلى الجامعة الأمريكية في بيروت تلميذا واستمرت هذه العادة ولم تنقطع.

واستذكر الدكتور منذر شقيقه الدكتور مخلوف بقصيدة رثائية قال في مطلعها:

ماذا لو إنك قلت بعض رثائي           لتركت سكان القبور ورائي

فعلام شعرُكَ لا يجيب قصائدي        ولقد عهدتك مصغياً لندائي

كم ذا مرة عليل جسميَ هاتفاً          انهض، فكان الأمر سرَّ شفائي

ونهضتُ، كم أنهضتَني من مأزقٍ     صعبٍ وكنت العون في الأنواءِ 

العالم الأردني الراحل الدكتور مخلوف حدادين، ولد في قرية ماعين العام 1935، لينطلق بعدها في رحلته مع العلم، فدرس الثانوية في كلية الحسين في العاصمة عمّان، ثم تحول بعدها لدراسة بكالوريوس العلوم في الجامعة الأمريكية في بيروت، ثم الماجستير من الجامعة نفسها، ليقوده طموحه بعدها إلى جامعة كولورادو الأمريكية، ويحصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء العضوية في العام 1962.

رحلة حدادين المشرقة، أخذت خطواته إلى العديد من الأماكن، فقد عمل في العديد من الجامعات المرموقة على مستوى العالم، من بينها جامعة هارفارد، وجامعة كولورادو، وجامعة نوتردام، وجامعة شمال تكساس، وجامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى الجامعة الأمريكية في بيروت.




التعليقات