فروانة: "الصليب الأحمر" يتساوق مع انتهاكات الاحتلال بتقليص زيارات الأسرى

رام الله - دنيا الوطن
عبّر عبد الناصر فروانة، رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وعضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة، عن رفضه لقرار اللجنة الدولية للصليب الأحمر، القاضي بتقليص زيارات عوائل الأسرى من مرتين شهريا إلى مرة واحدة فقط، والذي يمس حقوق الأسرى ويفاقم من معاناتهم ومعاناة ذويهم ويتعارض بشكل صارخ مع القوانين الدولية.  

واعتبر فروانة أن هذا القرار –بالإضافة إلى مواقفها الباهتة من الانتهاكات الإسرائيلية تجاه الأسرى وتراجع حضورها وتأثيرها- يفقد "اللجنة الدولية" استقلاليتها ودورها الحيادي والانساني تجاه المعتقلين، ويتساوق مع قرارات الاحتلال واجراءاته القمعية تجاه الأسرى وعائلاتهم، وينسجم تماماً مع توجهات وتصريحات قياداته السياسية والأمنية الداعية إلى الانتقام من الأسرى وعائلاتهم وتضييق الخناق عليهم.

 

ودعا إلى اعادة النظر في طبيعة ومستوى وآليات التعامل مع هذه المؤسسة الدولية، التي من المفترض أن تتمتع بالحيادية والاستقلالية، ويجب أن تكون أكثر إنسانية في الدفاع عن حقوق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي وفقا لما تنص عليه الاتفاقيات والمواثيق الدولية وخاصة اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة.

 

وقال فروانة: ان سلطات الاحتلال الإسرائيلي كانت قد أقرت قانونا عام 1996 يمنع بموجبه الزيارات لمن هم خارج القرابة من "الفئة الأولى"، واقتصار الزيارات على هذه الفئة التي مُنع الآلاف منهم في وقت لاحق بشكل جماعي وبقرار سياسي كما حصل مع أهالي أسرى قطاع غزة ولخمس سنوات متواصلة، او بشكل فردي بذريعة ما يُسمى "المنع الأمني"، كما حصل منذ اقرار القانون مع أهالي الضفة والقدس ويحصل اليوم مع الجميع. مما حول ذلك الى عقاب جماعي وجريمة منظمة.

 

وتابع:  ومنذ عشرين عاما وبرنامج الزيارات الذي تشرف عليه "منظمة الصليب الأحمر" غير منتظم وآلاف الأهالي ممنوعين من الزيارات بذرائع مختلفة. الأمر الذي حوّل الزيارات من قاعدة إلى استثناء، ومن من حق مشروع كفلته الاتفاقيات الدولية وبشكل منتظم إلى لفتات انسانية تقدمها سلطات الاحتلال كيفما ومتى ولمن تشاء.

 

واضاف: أن ذلك القانون هو أول من وضع الأساس لشرعنة الحرمان من الزيارات، ومصادرة حق التزاور والالتقاء المتواصل الذي كفلته كافة المواثيق والاتفاقيات الدولية والتي منحت الأسير الحق في استقبال زائريه، وكنا قد حذرنا مرارا من خطورة ذلك واشرنا في أكثر من مناسبة الى ضرورة التصدي الى تلك الاجراءات التعسفية وطالبنا مرارا "الصليب الأحمر" بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية والقيام بدوره الإنساني والحيادي المفترض، لكن يبدو أن لا حياة لمن تنادي.

 

ودعا فروانة كافة المؤسسات الحقوقية والانسانية وكذلك المؤسسات واللجان المختصة بشؤون الأسرى، إلى تدارك خطورة الموقف، والتحرك الجاد والفاعل للتصدي للمحاولات الإسرائيلية المتصاعدة الهادفة إلى التضييق على الأسرى ومصادرة مزيد من الحقوق واعادة أوضاعهم إلى المربع الأول. وكذلك الى الضغط على " منظمة الصليب الأحمر الدولية" واجبارها على التراجع عن قرارها المجحف والظالم والقاضي بتقليص الزيارات، والمتساوق تماما مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي.