رياض النادي.. اعتقال سياسي ممزوج بمحاربة رزق العائلة

رام الله - دنيا الوطن
تمضي مريم النادي طالبة الثانوية العامة ليلها ونهارها في انتظار والدها المغيب في سجون الأجهزة الأمنية، وتخلط دموع حزنها بأحبار كتب ودفاتر الثانوية العامة التي تتقدم لها في هذه الأيام، لعلها تكتب بتلك الدموع دعوات ترفعها إلى رب السماء تشكو إليه ظلم ذوي القربى.
 
ففي الوقت الذي تعيش فيه كثير من الأسر دفء الترابط ولم الشمل، وفيما الجميع منهمك في توفير الأجواء النفسية المريحة لأبنائهم من طلبة الثانوية العامة، تعيش عائلة رياض النادي المعتقل السياسي لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية حالة من التوتر والخوف الممزوج بالحسرة، نتيجة غيابه عن المنزل وبعده عن ابنته مريم التي تتقدم لامتحانات الثانوية العامة.
 
وأكدت العائلة في حديث خاص لـ"إمامة" على أن الأجواء النفسية التي تعيشها عموما ومريم على وجه التحديد صعبة للغاية، وتابعت "في الوقت الذي نحتاج فيه لظروف نفسية تضمن نجاح ابنتنا  وتفوقها، جاءت الأجهزة الأمنية لتعكر صفو العائلة وتقتل الهدوء الأسري والاجتماعي بين أوساطها، عبر اعتقال رب الأسرة من وسط أبنائه السبعة".
 
وأضافت العائلة "مريم لا تتوقف عن البكاء ولا التفكير في والدها المغيب ظلمًا في سجون ذوي القربى، وتعيش واقعًا نفسيًا مريرًا نتيجة غيابه عنها في هذه المرحلة التي تعتبر الأهم في حياتها، والحال هو مع أبنائه الآخرين دائمي السؤال عن سبب غياب والدهم".
 
وأشارت العائلة إلى أن الجميع في حالة ترقب وانتظار، فما أن يقرع الباب أو يرن الهاتف إلا ويهرع الجميع ليجيب، لعله يجد الطارق أو المتصل هو رياض أو من يحمل أخبارًا تسر البال عنه، على حد قولها.
 
وعن تفاصيل اعتقاله قالت العائلة "الاعتقال كان يوم الأحد الماضي حيث دخلت قوة من الأمن الوقائي المنزل الواقع في مخيم عسكر للاجئين شرق نابلس، عند الساعة الثانية عشر ونصف ليلًا ليمكثوا قرابة الساعتين، بعدما أحدثوا دمارا وتخريبا كبيرا في البيت، وأثاروا الرعب بين أبنائه".
 
وحول حالته الصحية قالت "يعاني رياض من ظروف صحية صعبة، فهو يشكو من مشاكل في القلب، وتم نقله قبل يومين إلى المشفى بعد أن استفرغ أكثر من مرة، وتراجعت صحته بشكل ملموس".
 
وأكدت العائلة أن الأجهزة الأمنية تحاربها في أرزاقها، حيث عمدت أثناء اقتحامها للمنزل إلى إتلاف أكثر من 70 "تنكة" من الجبنة، رغم أن وزارة الصحة أكدت أن تلك الكميات من الجبنة  صالحة ولا مشكلة فيها، في حين حاول الأمن الوقائي أن يبرر ما قام به في البداية بأن تلك الكميات من الجبنة فاسدة، ليتراجع فيما بعد عن تلك الرواية، ويقول إنه قام عن سبق الإصرار بإتلاف تلك الكميات الأمر الذي كبد العائلة خسائر فادحة وصلت إلى أكثر من 30 ألف شيقل".
 
وأشارت العائلة إلى أن ابنها المعتقل الذي حكم عليه لمدة ثلاث شهور على ذمة المحافظ، هو أسير محرر أمضى في سجون الاحتلال أكثر من 6 سنوات في الاعتقال الإداري، كما أنه معتقل سياسي سابق لدى الأجهزة الأمنية خلال السنوات الأخيرة، فيما كانت تلك الاعتقالات سببًا في زيادة معاناته الصحية والمادية على حد سواء، حيث تكبد ديونًا ماليةً وصلت إلى حوالي 300 ألف شيقل.
 
وحمّلت عائلة النادي محافظة نابلس وقيادة الأجهزة الأمنية، مسؤولية أي خطر قد يلحق برب أسرتها، مطالبةً المؤسسات الرسمية والحقوقية بضرورة الإسراع في الإفراج عنه وإنهاء معاناته، ووقف اعتقاله تحت ما يسمى "ذمة المحافظ".

التعليقات