نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إننا مع إجراء الانتخابات النيابية جنوب لبنان محمد درويش

رام الله - دنيا الوطن
أقام حزب الله احتفالاً تكريمياً للشهيد حسين عبد الكريم حمدان في حسينية بلدة ميس الجبل في جنوب لبنان  بحضور نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وعدد من القيادات الحزبية، ورجال دين، وفعاليات وشخصيات،

 وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة،

 وقد تحدث الشيخ قاسم خلال الكلمة التي ألقاها

فقال إننا مع إجراء الانتخابات النيابية سواء أجريت في موعدها يعني في أيار سنة 2017، أو تمّ تقديم موعدها، إذا تبيّن أن قانون الانتخابات قد عدّل وتغيّر، وليس لدينا مشكلة في هذه المرحلة من إجراء الانتخابات، ولكن السؤال في أنها ستجري وفق أي قانون، ونحن لطالما دعونا لقانون النسبية لأنه الأعدل والأمثل، ولكن هل تعلمون لماذا يرفض المستقبل وغيره قانون النسبية، لأن قانون النسبية بكل صراحة يخسّرهم عدداً من المقاعد السنية والمسيحية، فهم يريدون الاستئثار من خلال قانون الستين لتبقى الأعداد لديهم أكبر، وليكون التمثيل غير واقعي، بينما بالنسبية يكون التمثيل واقعياً، لأن كل مجموعة بحسب عددها تأخذ ممثلاً لها، وبالتالي يكون كل الشعب اللبناني ممثلاً، أما بغير النسبية فلا إمكانية ليأخذ الناس حقوقهم، أما ما يدعونه أنهم لا يريدون النسبية لأنه يوجد سلاح، فكل العالم يعلم أن هذه الحجة واهية وباطلة، بدليل أنه كيف جرت الانتخابات البلدية والمقاومة موجودة، وكيف جرت الانتخابات النيابية السابقة والمقاومة كانت موجودة، فهذا يعني بأنكم لا تريدون انتخابات نيابية عادلة، لأنكم لا تريدون إنتاج السلطة بشكل ممثل حقيقي للناس، لذلك فإننا ندعو لأن تكونوا جريئين في مخاطبة جمهوركم بشكل صحيح، فتتركوا حسن التمثيل للناس، وإلاّ فإن البلد سيبقى في هذه الدوامة التي لم نخرج منها منذ فترة، ولن يكون هناك نتائج إيجابية، كما أنه وفي حال جرت الانتخابات لا سمح الله على قانون الستين بسبب عدم إنتاج قانون جديد ملائم ومناسب، فهذا يعني أن من هم الآن في السلطة سيبقون كما هم، ولن نغيّر شيئاً في الواقع، وبالتالي فإن هذا هو مصيبة ومشكلة لبنان.

 

واكد : نحن في مناسبة ذكرى انتصار أيام سنة 2000، هذا الانتصار العظيم الذي لم يمر مثله في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، وهذا الانتصار الذي أدى إلى أن يتسابق المتنافسون على رئاسة الوزراء في إسرائيل ضمن برنامج العمل قبل أن يختار الإسرائيليون من سيكون رئيس الوزراء، حيث كانت نقطة من نقاط التنافس أيهما ينسحب أسرع من لبنان، وأيهما يهرب من دون خسائر من لبنان.

إن انتصار أيار انتصار عظيم، وأن المؤمنين والشهداء وكل أهل الجنوب وأهل المنطقة الذين يؤمنون بخط المقاومة يحق لهم أن يفعلوا ما يريدون، ففي أيار انتصرت القلة على الكثرة، وانتصر المؤمنون على الجاحدين، وانتصرت المجموعة الضعيفة على تكالب العالم المستكبر مع إسرائيل، وهذا أمر ليس عادياً، وقد حررنا أرضنا التي تصل إلى حوالي 1000 كلم2، أي أن عُشر لبنان كان محتلاً فيما يسمى الشريط الحدودي المحتل، وهذا إنجاز عظيم جداً وبأقل التضحيات التي تم تقديمها، كما أن انتصار أيار ليس انتصاراً عسكرياً، بل هو انتصار غيّر الاتجاه، فتحوّلت الأرض من محتلة إلى محررة، والمقاومة من مشروع يمكن أن ينجح أو يفشل إلى ركن أساسي لتدعيم مستقبل لبنان، ولم يعد لبنان ساحة لإنجازات العدو أو لمشروعه المستقبلي، وقد قضي على مشروع التوطين بالكامل من بوابة لبنان، بمعنى آخر، لقد خرج لبنان من إمكانية الاستثمار الإسرائيلي، وأصبح رأس حربة لمواجهة أصل وجود إسرائيل في المنطقة، وهذا عنوان ومعنى من معاني تحرير أيار.

لقد انتهى في أيار زمن التوسّع الإسرائيلي، ولم تعد إسرائيل قادرة على أن تأخذ هنا وهناك، لأنها لقّنت درساً قاسياً، وبدأ زمن التقهقر والقلق عندها، ومن هنا فإنه من حقنا أن نستشرف المستقبل الذي يقول بأن إسرائيل ستزول من الوجود، ونحن لسنا مستعجلين، فعندما يأذن الله، عندها لن يبقى أي إسرائيلي في منطقتنا، وسيعمّ السلام في هذه المنطقة، لأن كل مصائبنا اليوم، وكل ما يحصل في المنطقة العربية هو بسبب إسرائيل التي تخرّب بلداننا من أجل أن تبقى.

بالنسبة إلينا كمقاومة لم ينتهِ دورنا، لأن البعض قال لنا في أيار طالما أنكم حررتم الأرض، فما عاد هناك داعٍ لوجود سلاح المقاومة، أو لتحرير مزارع شبعا التي تبلغ مساحتها عشرات الكيلو مترات، فكان جوابنا الرفض، لأن المقاومة ليست لتحرير أشبار من الأرض، بل هي لتحرير الكرامة والإنسان قبل الأرض، وإن إسرائيل هذه في حال اطمأنت أننا نمنا قليلاً، فإنها ستغزو لبنان مجدداً، ولكنها عندما تعلم بأننا على أقصى جهوزية، فإنها لن تتجرأ على أي فعل، ولذا أصبحت المقاومة ضرورة بل واجب لدعامتين أساسيتين، الأولى التحرير، والثانية الحماية، وحتى لو تحررت مزارع شبعا بالكامل، فنحن بحاجة إلى أن نبقى في الخندق لنحمي بلدنا ومستقبل أولادنا من أن تعود إسرائيل لتغزو مرّة ثانية، وقد أثبتت التجارب أننا بإمكاناتنا نستطيع حماية بلدنا، ونستطيع تغيير الاتجاه والمعادلة، ونحن لن نتراجع إلى الوراء.

ثانياً: إن التكفيريين في هذا الزمان هم رأس حربة المشروع الأميركي الإسرائيلي لضرب محور المقاومة، وليس هناك من مهمة للتكفيريين إلاّ ضرب محور المقاومة، يعني ضرب البلدان التي يعيش فيها مقاومون، يعني تخريب المدن المحسوبة على المقاومة، يعني قتل الأطفال والنساء والرجال الذين يؤمنون بمنهج المقاومة، يعني أنهم رأس حربة الإبادة ضد كل من يواجه إسرائيل تحت زعم أنهم يريدون إصلاح الأرض، وأنهم مكلفون من الله تعالى، ولكن هم يسيرون على طريق جهنم، ولا يسيرون على طريق التكليف.

إن هؤلاء التكفيريين يستهدفون محور المقاومة، وهم لا يقاتلون ضد إسرائيل، بل العكس، فإن وظيفتهم أن يخدموها ، فإذا راقبنا النتائج الموجودة في المنطقة، نجد أن ما يحصل في سوريا والعراق والمنطقة، كله بهدف تأدية خدمات جليلة لإسرائيل، فمن الذي أتى بهؤلاء اليوم غير أميركا التي أتت بهم وجمعتهم من مختلف أنحاء العالم، ووفّرت لهم دعماً دولياً، وأجبرت دول النفط لتدفع المال، وهي التي موّلت بالسلاح والتدريب، ليتآمروا جميعاً على جمع داعش في سوريا والعراق من أجل التأثير على خارطة المنطقة لمصلحة إسرائيل، لأن هؤلاء لا يرون إسرائيل خطراً، بل ما هو أكثر من ذلك أن إسرائيل تقول "بأنه إذا كانت داعش تشكل خطراً علينا، فخطرها يأتي في نهاية المطاف، أي أن الخطر الأول هو حزب الله وإيران والمقاومة ووجود النظام السوري، الذين يشكلون الخطر بالنسبة لإسرائيل، أما داعش فهي في الأسفل، لأنها في خدمة هذا الكيان.

إننا نقول للمرة الألف، لولا مشاركتنا في سوريا لما توقفت المفخخات التي أتت من منطقة القلمون إلى الضاحية والبقاع وبعض المناطق اللبنانية، ولولا مشاركتنا في سوريا لأعلنت إمارات إسلامية داعشية في مناطق مختلفة من لبنان، وبدأ سرطانها يتوسع بالإرهاب والقتل والإجرام، فلبنان لا يتحمّل مثل هذه الأعمال، ولا يمكن لأي فريق فيه أن يتباهى ببطولاته في أنه يستطيع مواجهتهم، والسؤال هو: "أين واجهتم إسرائيل، وأين واجهتم داعش"، لأن الواقع هو أن بعض السياسيين يواجهون فقط على المنابر على قاعدة قول الشاعر: " وإذا خلا الجبان بأرض طلب الطعن وحده والنزال"، حيث لا يوجد أحد، فعلى من يصرخ ومن يقاتل، أي أنه عندما يكون في أرض صحراء ولا يوجد أحد يتقاوى ويسأل من يريد القتال"، ولمثل هذا نقول لمن يهمه الأمر أن الإرهاببين موجودون إلى جانبكم في القلمون والقصير، وقد دخلوا إلى بعض المناطق، كما أن إسرائيل موجودة من الجهة الثانية، ولكن الحقيقة أثبتت أنهم يقاتلون إسرائيل على المنابر وبالكلمات فقط هذا إن تذكروا ذلك، ولا نجدهم غير مرة في السنة يكتبون في بيان في ذكرى ما أنهم ضد إسرائيل، ولكن عملياً هم غير ذلك، بالمقابل فإننا في الواقع لا زلنا متمسكين بالمشاركة القائمة في بلدنا، وسنستمر بها لأننا نعتبرها دفاعاً عن بلدنا وأولادنا، فعندما نقاتل إسرائيل أو التكفيريين إنما نكون نقاتل مشروعاً واحداً ولا نقاتل مشروعين، وعندما يرتفع لنا شهداء في أي موقع من المواقع، فهؤلاء شهداء المقاومة ضد العدو الإسرائيلي وأذناب إسرائيل، ولنا الفخر أن نقدّم هؤلاء، وليكن واضحاً أننا لن نتوقف عن مواجهة إسرائيل والتكفيريين، بل سنبقى مستمرين حيث يستلزم أن نستمر، وسنبذل الغالي والرخيص من أجل أن تبقى شوكتنا قوية، ونمنعهم من تحقيق أهدافهم، ولن نرد على الأصوات التي تخرج بين حين وآخر وهي أصوات لا قيمة لها، بل أقول لهم انتبهوا باعتراضاتكم من دون عمل، وبمواجهتكم لمن يعمل في سبيل إراحة الأمة من إسرائيل والتكفيريين، فأنتم بذلك تقدمون خدمة لإسرائيل علمتم أم لم تعلموا،

 وهنا لا بد من توجيه التحية للجيش اللبناني والقوى الأمنية التي ساهمت بشكل كبير في موضوع ردع التكفيريين عن لبنان، وإلاّ لكان ساحة ملتهبة، ومن المستغرب أحيانا إصرارهم على مقولتهم "بأنه والحمد لله تبيّن أن لبنان لم يتأثر كثيراً بسوريا"،  فهل يعني هذا أنه من بركاتكم لم يتأثر بسوريا، أم من بركات المقاومة التي قاتلت في لبنان وضد إسرائيل وضد التكفيريين حتى حمت هذا البلد من خطر دخول هؤلاء التكفيريون إليه، فلولا حزب الله لما كان هناك أمن واستقرار في لبنان، وإنما ذلك بسبب تضحيات شهدائه وعطاءاته، وهذا أمر واضح لجميع الناس إلاّ من أعمى الله بصيرته.

إن الصيف ساخن بسبب التطورات الموجودة في المنطقة وانشغال الإدارة الأميركية بالانتخابات، حتى ببعض الاتصالات التي جرت من أجل الحل في سوريا، كانوا يقولون ساعدونا بحل على قياسهم، أي على قياس أميركا من أجل أن ننجح في الانتخابات الأميركية، يعني حتى ينجح الحزب الديمقراطي في مقابل الحزب الجمهوري، وما الحركة الموجودة اليوم في محاولة دعم من يقاتل داعش في العراق أو في سوريا، إلا حركة جزئية تستهدف أن يسجّل الأميركيون أنهم استطاعوا تحقيق شيء ما، ليوظّفوا هذا الأمر في الانتخابات عندهم، وانطلاقاً من ذلك وبما أن الانتخابات الأميركية ستكون في آخر السنة،

 فمن المؤكد أن الصيف لن يكون فيه حلول، والمقصود بالصيف الحار في منطقتنا، يعني في سوريا والعراق واليمن، أما في لبنان فيبدو أنه سيكون هناك كلاماً حاراً وليس صيفاً حاراً، يعني هناك كثرة بالكلام، وهناك طلعات كثيرة على المنابر، وهناك شتائم على قدر ما تعد في القاموس ومن خارجه أيضاً، وسيصعد عناتر على المنابر ويتكلّمون عن الحلول في لبنان، وهم يعلمون مسبقاً أن ما يتكلمون به ليس حلاً، فإذاً سيكون لدينا في لبنان صيفاً حاراً كلامياً، لأن الاحتمال أن يكون حاراً عملياً هو أن تهجم إسرائيل، ولا يوجد ما يبين أن إسرائيل مستعدة للعدوان على لبنان، وإذا اختارت ذلك فإنها ستجد أن المقاومة في أعلى جهوزية لها عدداً وعدة وتصميماً وإرادة، وهذا هو الأهم.

 

التعليقات