الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تواصل العمل على تحسين قطاع التعليم

رام الله - دنيا الوطن
فتيات اليوم، مستقبل الغد. في الضفة الغربية وحول العالم، تعمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) لضمان حصول جميع الفتيات على التعليم الذي يستحقونه.

عبير بدران، مديرة مدرسة بنات صفا في قرية صفا قرب رام الله في الضفة الغربية. وتشرف عبير على 497 طالبة في المدرسة.

وتقول "إن التدريب الذي تلقته هي ومعلمات المدرسة بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ساعدهن في تطوير مهارتهن القيادية ومكنهن من أداء أدوارهن في المدرسة بصورة أفضل".

وتضيف: "في العادة عندما تتولى امرأة إدارة مدرسة، فإن المدرسة تحقق نتائج أفضل على كافة المستويات".

نيكول، طالبة في الصف الخامس في مدرسة بنات صفا، تقول ان مادتها المفضلة هي الإنجليزية وطموحها أن تصبح طبيبة في المستقبل. وتضيف: "أنا سعيدة بتجديد وإعادة تأهيل المدرسة من قبل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بما يشمل الصفوف الدراسية، والملعب، ومياه الشرب، وبناء سور حماية للمدرسة".

 

"الاستثمار في تعليم الفتيات"

من جهتها، تقول دلال، الطالبة في التوجيهي، انها تريد أن تصبح محامية. وعلماً انها ستنهي تعليمها المدرسي قريباً، فان الكثير من زميلاتها تركن مقاعد الدراسة وتزوجن. وتؤكد دلال: "أعتقد أن التعليم مهم جداً".

في الضفة الغربية، الفتيات يحققن نجاحاً باهراً في الدراسة. والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية فخورة بأن تكون جزءاً من هذا النجاح، حيث تقوم بإعادة تأهيل الطرق التي يستخدمها الطلاب للوصول الى مقاعد الدراسة، وتجديد الصفوف المدرسية وتدريب المعلمين ليقدموا أفضل ما لديهم للطلاب، ورفد المكتبات المدرسية بالكتب المتنوعة، وربط أجهزة الحاسوب الخاصة بهم مع العالم.

وحول أهمية الاستثمار في تعليم الفتيات، تقول الوكالة الأمريكية "إن الفتاة المتعلمة هي فتاة تتمتع بصحة أفضل، وستتمكن من رعاية أطفالها على أكمل وجه، وستحصل على دخل مادي جيد يمكن أن تستثمره في عائلتها ومجتمعها وبلدها".

وتشير الدراسات ان كل سنة تعليم إضافية للفتاة في المدرسة، فان دخلها يرتفع 25%. وتستثمر النساء المتعلمات 90% من دخلهن في أسرهن. كما أن احتمالية إرسال الأطفال الى المدرسة يتضاعف مرتين في حالة كانت الأم متعلمة.

 

أكثر من 20 عاما من الشراكة

قدمت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية منذ عام 1994 ما يقارب الـ 4.9 مليار دولار من المساعدات الأميركية الاقتصادية للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، إذ تقوم الوكالة بالتنسيق بشكل وثيق مع السلطة الفلسطينية لدعم برامج ومشاريع تدعم الديمقراطية والحكم الرشيد، وتحسين مستوى التعليم والصحة، وتقديم مساعدات إنسانية، وتطوير القطاع الخاص، وتطوير البنية التحتية ومصادر المياه، وأنشطة المصالحة بين الشعبين.

منذ عام 2000، شيّدت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية 3000 صف دراسي ثلثهم في مدارس للبنات وقامت بإعادة تأهيل وتجديد الآلاف من الصفوف. كما قامت بتدريب 4300 من المعلمين ومديري المدارس غالبيتهم إناث، الى جانب تقديم 1300 منحة دراسية لطالبات.

في العام 2014، حقق الطلبة الذين يدرسون في مدارس تلقت دعماً من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية واستفادت هيئتها الإدارية والتدريسية من التدريب، نتائج أفضل بنسبة 7% في الامتحانات الموحّدة مقارنة مع غيرهم من طلاب المدارس الأخرى في منطقتهم.

ونتيجة لهذه المشاريع، يدرس أكثر من 230 ألف طفل في صفوف مدرسية تم بناؤها أو تجديدها من قبل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. والى جانب ذلك، تعمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مع وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية على تحسين أساليب التدريس، وإدخال المناهج المعاصرة لاستراتيجيات التعليم والتعلم، وتوسيع تأثير البرمجة في مرحلة الطفولة المبكرة.

ولعب استثمار الوكالة الأمريكية للتنمية في قطاع التعليم دورا حاسما في بدء عملية تحويل نظام التعليم الذي يقوم على الكتب الدراسية والتلقين في التعليم والحفظ، الى نظام مختلف يهدف إلى تطوير مهارات الطلاب في القرن ال 21.

وتقول الوكالة الأمريكية للتنمية: "عندما نستثمر في الفتيات، نستثمر في المستقبل، لأن الفتاة المتعلمة لها تأثير مضاعف، وسيصبح اقتصادنا أقوى ومجتمعنا أكثر صحة، وسنشعر جميعاً باستقرار وأمن أكثر، وبالتالي يجب أن تحظى جميع الفتيات بحرية التعلم، لقد حان الوقت للسماح لهن بالوصول الى العلم والمعرفة، لقد حان الوقت لإطلاق العنان لإمكانياتهن".