صوت المجتمع : مطالبات بتحقيق الوحدة الوطنية ورفع الحصار

صوت المجتمع : مطالبات بتحقيق الوحدة الوطنية ورفع الحصار
رام الله - دنيا الوطن
تحقيق الوحدة الوطنية الحقيقية، وإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، تشكيل هيئة وطنية تشرف على عملية الإعمار، الالتفات أكثر لمطالب النازحين بتسليط الضوء على معاناتهم ورفع أصواتهم للمسؤولين، وتعزيز دور الاعلام المتوازن في طرح جميع القضايا المتعلقة بالعدوان وتبعاته من منظور وطني إنساني حقوقي.

هذه جزء من توصيات أفضى إليها مؤتمر " حقوق النازحين وإعادة الإعمار الواقع والتحديات" المنظم من قبل مؤسسة صوت المجتمع بتمويل من سكرتارية حقوق الإنسان، والذي عقد في بلدية بيت حانون بمشاركة جماهيرية واسعة، وبحضور ممثلين عن وزارة الأشغال العامة والإسكان، ووكالة الغوث، وفصائل العمل الوطني، والمجتمع المدني

ألقت كلمة المؤسسة فداء غانم أشارت فيها أن المؤتمر يأتي ضمن مشروع دعم حقوق الأسر النازحة في قطاع غزة والممول من سكرتاريا حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني بهدف إثارة قضية النازحين من الجانب الإعلامي والحقوقي وتسليط الضوء علي احتياجات ومعاناة تلك الأسر للمساهمة في تقديم الحلول لكافة الإشكاليات التي تعاني منها تلك الأسر وتعزيز صمودهم والضغط علي المجتمع الدولي من خلال حملات التضامن الدولية لتسريع عملية إعادة إعمار غزة.

 انطلقت باكورة فعاليات المشروع مع بداية ديسمبر من العام 2015م حيث نفذ طاقم المؤسسة سلسلة من الزيارات الميدانية لعدد من المؤسسات المحلية والمجالس المحلية واللجان الشعبية للاجئين شكلت خلالها الشبكة الوطنية لدعم حقوق الأسر النازحة التي ضمت 50 مؤسسة محلية ولجنة شعبية ومجالس محلية علي مستوي محافظات قطاع غزة. نفذت المؤسسة العديد من الأنشطة الأخرى ضمت لقاءات جماهيرية استهدفت 500 من المتضررين وحلقات إذاعية وسيتخلل المشروع دراسة بحثية 0 ونوهت أنه يجرى بالتزامن عقد مؤتمرنا هذا حملة إعلامية للتضامن مع الأسر النازحة في مدينة تورنهاوت البلجيكية " إعمار غزة الوعود المفقودة" بمشاركة د. إبراهيم نتيل الناشط في مجال حقوق الإنسان والقانون الدولي. تقام تلك الفعاليات من اجل الضغط علي المجتمع الدولي لتسريع عملية إعمار غزة وفضح ممارسات وجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين.

وقدم رامي مراد كلمة سكرتارية حقوق الإنسان قدم خلالها نبذة عن عمل السكرتارية في الأراضي الفلسطينية، وتقديم الدعم للمؤسسات عبر مشاريع للشباب وقطاع المرأة وحقوق الإنسان، مشيرا أن السكرتارية تعني بالدفاع عن حقوق الإنسان بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني، ومناصرة الضحايا، وفضح الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها حكومة الاحتلال الإسرائيلي.

أشار وكيل وزارة الأشغال العامة المهندس ناجي سرحان في ورقته إلى مستحدثات عملية الإعمار والتي لم يتم سوى إعمار 20% فقط منها، هذا يرجع إلى العراقيل التي تضعها حكومة الاحتلال الإسرائيلي في وجه دخول مواد البناء، الذرائع الإسرائيلية المتعلقة باستخدامات أخرى لمواد البناء الداخلة وتأخر وصول الأموال. وأوضح فيما يتعلق بالمنحة الكويتية التي تم تسليمها للمتضررين، حيث استلم 500 متضرر من المرحلة الأولى، من أصل 1149 متضرر، 950 منهم لم يستلموا مواد بناء من قبل التجار الذين يدعون بعدم توفر اسمنت، ويباع من قبلهم.

واستعرض بالتفصيل جملة من الأرقام والإحصاءات المتعلقة بعملية الإعمار، وشروط كل منحة مقدمة من الدول، منوها أنه حتى اللحظة وما تم انجازه هو تقريبا 1000 وحدة سكنية من قبل المنحة القطرية، و100 منزل من قبل وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين". في ورقته أشار المهندس معين مقاط مدير ملف الإعمار في الوكالة، أن الوكالة اتخذت قرارا قبل نهاية العدوان، بتقديم مساعدات مؤقتة للإيجار، ولا نشارك في قضية الكرفانات تجنياً للمشاكل المترتبة عليها، وكل أسرة تركت الإيجار واستملت كرفان تم وقف الإيجار عنها.

وأوضح أن الوكالة ونتيجة العجز في التمويل لم تستكمل تقديم المساعدات النقدية وهناك 4800 أسرة متضررة ما زالت تنتظر هذه المساعدات العاجلة من أصل 18،000.مشيراً أنه جرى انجاز أكثر من 90% من الأضرار الجسيمة الصالحة للسكن.

ولفت مقاط أن الوكالة بحاجة إلى 500 مليون دور وهي قيمة التعويضات الخاصة باللاجئين، ستدفع للمتضررين بشكل مباشر مضاف عليها أعمال التقييم وإزالة الركام وغيرها، موضحا أن قيمة بدل إيجار التي تقدم بشكل سنوي وصلت إلى 28 مليون دولار وهذا المبلغ يمكن أن يستثمر في بناء 1000 وحدة سكنية، في حالة عدم تأخير في عملية الإعمار وهذا يُكلف المجتمع الدولي ويزيد من معاناة النازحين. وقال مقاط:" أن ما أنجزته الوكالة فيما يتعلق بالهدم الكلي أن هناك 1300 بيت في طور البناء، ومن (100-110) تم انجازهم وعادت الآسر للسكن، تم انجاز 52% من الأضرار الطفيفة، وأن ما تم استلامه من أموال وصل إلى 240 مليون من أصل 720 مليون وأن 20% من التمويل وصل لإعادة الإعمار بعد عامين من العدوان. فيما يتعلق ببعض العائلات التي هدمت بيوتها على أراض حكومية لا نستطيع توفير خرائط واثبات ملكية لها، غيرها من الأمور الفنية، وأن هذه القضية تحتاج لحلول، كتخصيص قطعة أرض من قبل سلطة الأراضي لإيوائهم.

في وقته انتقد رئيس بلدية بيت حانون محمد نازك الكفارنة تجاهل المؤسسات القائمة على عملية الإعمار لدور المجالس المحلية، رغم أن عملية الإعمار تندرج ضمن صلب عمل المجالس، حيث تتوفر لديها معلومات دقيقة عن المتضررين والمخططات وغيرها من الأمور التي تسهل عملية الإعمار. وتابع أن وجود عدة جهات تشرف على عملية حصر الأضرار ساهمت في تضارب المعلومات، مطالباً بضرورة وجود لجنة خاصة لحل كل هذه الإشكاليات بمشاركة المجالس المحلية، مضيفا أن الوكالة قامت بتشغيل متخصصين بنظام العقود دون وجود موظف مرافق من قبل البلدية لتسهيل الأمور، عدا عن قيام الوكالة بفصل بعض الموظفين الميدانيين. 

وطرح مجموعة من المتطلبات لإنجاز عملية الإعمار منها ضمان تدفق الدعم الدولي، دراسة احتياجات المتضررين، وجود ضمانات دولية تضغط على إسرائيل بالتعهد بعدم القيام بحروب أخرى، ونجاح المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل بشأن تشغيل المطار وتدشين الميناء البحري، وتعزيز دور السلطة الوطنية في عملية الإعمار وممارسة الضغط على إسرائيل ومصر لفتح المعابر. وحمل نبيل دياب في ورقته حول دور الفصائل في دعم قضية النازحين، إسرائيل مسؤولية إعادة الإعمار، كوننا ما زلنا نقع تحت الاحتلال ويقع عليها التزامات قانونية، موضحا أن هناك عدة مداخل لتفعيل عملية الإعمار وتخفيف معاناة النازحين بما تحفظ كرامتهم الإنسانية، وفي مقدمتها الإسراع بإتمام وتطبيق اتفاقات المصالحة الوطنية وتشكيل حكومة وحدة وطنية تجمع الكل الفلسطيني. إعادة طرح "قضية حصار إسرائيل لقطاع غزة " في المحافل الدولية و مطالبتها بممارسة ضغطا أكثر قوة و تأثيرا على حكومة إسرائيل لرفعه و إطلاق العنان لحرية الحركة و التنقل عبر منافذها المختلفة و آلا تخضع عملية إعادة الإعمار لأي اشتراطات أو أملاءات تحاول حكومة الاحتلال فرضها بذريعة ما تسميه " الأمن " !!.  

ويرى دياب ضرورة تنشيط حملات الاحتجاج و وقفات الاعتصام أمام مقرات الهيئات الدولية بما فيها " الاونروا " و توجيه المذكرات المتعلقة بهذا الشأن و كذلك تكثيف الفعاليات الشعبية و الجماهيرية في المناطق المدمرة بغية لفت الأنظار لها من جديد.

وشدد على أهمية إبقاء قضية إعادة الإعمار في سلم أولويات عملها و تكثيف جهود التنسيق و التعاون مع مختلف المؤسسات لتقديم كل ما يلزم لهذه الأسر ليس فقط على قاعدة الإغاثة و المساعدة الإنسانية والضغط على صناع القرار السياسي الفلسطيني لاتخاذ قرارات جدية للتخفيف من وطأة معاناة العائلات المنكوبة التي فقدت بيوتها بالتوازي مع الإسراع في إعادة بنائها و تشييدها و الكشف عن محاولات التسويف و المماطلة و التصدي لها و تعريتها.

ودعا إلى المشاركة في دور رقابي وطني فاعل في عملية توزيع مواد البناء خاصة " الاسمنت " أن تمت و كشف التلاعب بأسعاره و حجبه عن المستفيدين الحقيقيين " أصحاب البيوت المدمرة " و ضمان وصوله إليهم بطريقة مثلى ،رفض أي حلول منقوصة لا تلبي الحاجة الكافية لإعادة الإعمار و بما يضمن عدم الالتفاف عليها.

وقدم القائم بأعمال المدير التنفيذي لمؤسسة الضمير لحقوق الإنسان سامر موسى في ورقته حول دور منظمات حقوق الإنسان في دعم قضية النازحين توصيف للحالة معتبرا أن آلية إعادة الإعمار كتبت شهادة وفاتها وفشلها، مدللا على ذلك بان الأمم المتحدة مؤخرا صرحت بأن عملية إعادة الإعمار قد فشلت. واعتبر أن الآلية هي وسيلة لمأسسة الحصار وليست إزالته، وأن المواطنين المتضررين هم ليسوا لاجئين لا توفر لهم حقوق للحماية أسوة باللاجئين التي كفلت حقوقهم مجموعة من المواثيق الدولية. وحث على ضرورة توظيف معاناة النازحين لرفعها أمام محكمة الجنايات الدولية’ وأن المطروح حتى اللحظة أمام المحكمة هو مجموعة من المعلومات فقط، وان أمامنا الكثير حتى نصل إلى داخل أروقتها ونخشى إطالة أمد التقاضي، نتيجة تقاعس ما أسماه مجلس الكبار" مجلس الآمن" الذي يكيل بمكيالين فإذا حضرت إسرائيل غابت العدالة.

وقال:" أن مسؤولية النازحين تقع في المقام الأول على عاتق السلطة الوطنية الفلسطينية المسؤول الأول والمباشر عنهم ، منتقدا تغييب المتضررين وأصحاب القضية عن المشاركة في مؤتمر الإعمار الذي عقد في القاهرة". وأوضح أن أول من تداعى لتشكيل ائتلاف أهلي من المتضررين كانت منظمات حقوق الإنسان وقمنا كذلك بتشكيل فريق بحثي موحد أثناء العدوان من كل مؤسسات حقوق الإنسان قوامه مائة باحث لحصر الأضرار وتحليلها بشكل كامل وفق المعايير الدولية. محذرا من تكرار ما أسماه حالة " النزوح المبكر" في حالة تكرار الأزمات والحروب.

وقدمت الباحثة والكاتبة دنيا الأمل إسماعيل في ورقتها النقدية حول دور الاعلام في التغطية الصحفية .لقضية النازحين واصفة التغطية الإعلامية بالضعيفة نسبياً، ولم تستطع أن تواكب معاناة النازحين بشكل تفصيلي، بل اقتصرت على تقارير موسمية. كما أن التغطية، رغم قلتها، ركّزت على الجانب الإنساني للنازحين، ولم تتعدّ ذلك إلى أسباب النزوح، المتعلقة بتجهيزات ما قبل الحرب الرسمية وغير الرسمية ومعاناة النازحين قبل فرارهم من مناطق القصف. 

ورأت أن وسائل الإعلام تجاهلت تقصير الجهات الرسمية في إغاثة النازحين، مصوّبة اتهاماتها نحو الاونروا، باعتبارها الجهة المسؤولة عن الفلسطينيين، مسقطة مسؤولية السلطة. فنرى، مثلاً الكثير من وسائل الإعلام " تفرد أكثر من تقرير لاحتجاجات واعتصامات النازحين ضدّ الأونروا، واقتحام بعضهم لمراكز الوكالة، دون أن يجري الحديث عن تقصير الجهات الرسمية الفاضح في إغاثة النازحين/ات.

وطالبت بضرورة وجود شبكة إعلامية كمصدر موحد للحصول على المعلومات الدقيقة فيما يتعلق بملف النازحين، وتطوير مرصد إعلامي يرصد جميع الانتهاكات المتعلقة بملف الإعمار بشكل عام والنازحين على وجه الخصوص. وكذلك استحضار المقاربة الحقوقية في كل تغطية تخص هذه الفئات وخصوصا عندما يتعلق الأمر بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المتعلقة بها مع مراعاة التوازن في التغطية الإعلامية توفير التدريب اللازم للصحافيين/ات على أسس التغطية المتحسسة لقضايا النازحين/ان في المواضيع ذات الصلة بقضايا هذه الفئات.