مفوضية رام الله والبيرة و"العلاقات العامة" تنظمان محاضرة لمنتسبي قوات الأمن الوطني

مفوضية رام الله والبيرة و"العلاقات العامة" تنظمان محاضرة لمنتسبي قوات الأمن الوطني
رام الله - دنيا الوطن
نظمت مفوضية التوجيه السياسي والوطني لمحافظة رام الله والبيرة وبالتعاون مع العلاقات العامة في قيادة منطقة رام الله والبيرة والضواحي ( الحرش ) محاضرةً لمنتسبي قوات الأمن الوطني، وكانت بعنوان" الخطة الإسرائيلية في احتلال المدن الفلسطينية عام 1948 "، ألقاها المفوض السياسي للأمن الوطني رامي غنّام، بحضور الملازم أول/ سائد زهران    و( 55) صف ضابط وجندي.

وفي بداية المحاضرة قال غنّام بأنّ الخطة العسكرية الإسرائيلية التي نفذتها قوات ( الهاجاناة والبالماخ وليحي والأرغون أيضاً) اعتمدت على تنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية ضد السكان العرب أدت إلى تدمير القرى والهجوم على المدن الفلسطينية واحتلالها وإشاعة الخوف بين سكانها باستخدام الحرب النّفسية وترويج الإشاعات الكاذبة التي أدت إلى رحيل معظم السكان العرب عن قراهم ومدنهم العربية عام 1948.

وشرح غنّام للحضور كيف تمّ احتلال أولى المدن الفلسطينية عام 1948 وهي مدينة طبرية، حيث قررت القيادة الصهيونية احتلالها وتحديداً في 12 نيسان، وبدأت قوات ( الهاجاناة ) هجومها العام الذي مهدت له بإخلاء الحي اليهودي في البلدة القديمة من المدنيين اليهود وإحلال محلهم قوات عسكرية إسرائيلية، وتم احتلال قرية " ناصر الدين " أقرب القرى العربية إلى طبرية، وهدم منازلها وجرفها وقتل الكثير من الأطفال والنساء فيها، الأمر الذي أشاع الرعب والخوف بين السكان العرب في مدينة طبرية مما حملهم على الهجرة والرحيل عنها.

وقال غنّام بأن قوات ( الهاجاناة ) انتقلت بعد احتلال طبرية إلى شن هجومها التالي وكان على مدينة حيفا، حيث تضمنت الخطة احتلال جميع الأحياء العربية المعزولة والسيطرة عليها، وبحصر الوجود العربي في حيفا بوادي " النسناس " "ووادي الصليب "؛ بعد أن تم إجلاء معظم السكان العرب الذين كانوا يسكنون مناطق ( وادي رشميا وحليسة ) في حيفا، وقد حمل هذا الهجوم معظم سكان مدينة حيفا على الفرار هلعين مذعورين أيضاً.

أما العملية التي حملت اسم ( حميتس ) في الخطة الإسرائيلية كان هدفها إجبار مدينة ( يافا ) على الاستسلام بعد خروج القوات البريطانية منها، وقد تم خلال احتلال وهدم الأحياء والقرى المحيطة بها مثل قرى ( تل الريش ويازور)، وجُعِل توقيت البدء بالعملية في 22 نيسان من العام 1948، وقد تزمان هذا التاريخ مع عملية احتلال حيفا، وقد قُصد من احتلال يافا إفراغ المدينة والقرى المحيطة بها من السكان العرب وطردهم منها.

وتطرق غنّام في محاضرته إلى أهم مرحلة في الخطة العسكرية الإسرائيلية التي احتلت بها المدن الفلسطينية عام 1948 وهي احتلال مدينة القدس، وتحديداً عشية انسحاب الجيش البريطاني من فلسطين يوم 14 أيار/ 1948؛ وقد سميت عملية احتلال القدس من قبل ( الهاجاناة ) " بِيكلْشون "، أي عملية المذراه ذات الأسنّة الثلاث، وشرح غنّام للحضور من منتسبي قوات الأمن الوطني كيفية الهجوم على مدينة القدس؛ وبيّن أنّه كان على ثلاث محاور رئيسية: الأول في اتجاه الشيخ جرّاح، والثاني: في اتجاه المناطق الأمنية التي كان يسيطر عليها الجيش البريطاني حيث سلّمها لقوات ( الهاجاناة )، والمحور الثالث كان في اتجاه سائر الأحياء العربية في القدس الغربية.

ومن المعروف أنّ الغلبة كانت للقوات الصهيونية بسبب تفوقها في العدّة والعتاد، مما اضطر المقاتلين العرب إلى الانسحاب إلى ما وراء الأسوار في البلدة القديمة التي باتت محاصرة من جميع الجهات بعدما احتلت قوات ( الهاجاناة ) الأحياء العربية في القدس الغربية.

وقال غنّام بأنه رغم كل المحاولات من قبل القوات الإسرائيلية لاحتلال مدينة القدس بكاملها فقد تمّ انقاذ البلدة القديمة والقدس الشرقية وبقيت بأيدي عربية لغاية 6 حزيران من العام 1967 عندما احتل الجيش الاسرائيلي كامل الضفة الغربية وقطاع غزة.

وختم غنّام محاضرته بقوله أن الخطة العسكرية الإسرائيلية التي نُفِذت في احتلال المدن الفلسطينية عام 1948 ؛ كانت أيضاً بفعل المذابح والمجازر التي قامت بها القوات الإسرائيلية ضد السكان العرب، وتدمير بيوتهم وتفجيرها مما ولّد في نفوسهم الخوف والهلع وأجبر السكان العرب الفلسطينيين إلى الهجرة والرحيل عن قراهم ومدنهم العربية. كما أنّه وبموجب هذه الخطة تم تهجير آلاف السكان العرب الفلسطينيين والذين لا زالوا متمسكين في حقهم في العودة إلى ديارهم، وأنهم رغم كل المعاناة والتحديات التي يواجهونها في بلاد الشتات لم ولن يتنازلوا عن هذا الحق الذي كفلته جميع قرارات جمعية الأمم المتحدة، ولأنهم هم أصحاب الأرض الشرعيين وأصحاب حق تقرير المصير.