سبعون عاما على التأسيس

سبعون عاما على التأسيس
عمر حلمي الغول

إحتفلت المملكة الاردنية الشقيقة بالذكرى السبعين على تأسيسها، وبالذكرى المئوية على الثورة العربية الكبرى. مناسبتان اردنيتان بامتياز، جاء الاحتفاء بهما من قبل القيادة والشعب الاردني، لتأكيد التمسك بالمنطلقات، التي وضعها الاباء المؤسسون للمملكة . ولمواصلة عملية البناء والتطوير على الصعد المختلفة، وحماية سيادة واستقلال ونهضة الاردن في المراحل المختلفة وخاصة في السنوات الخمس الاخيرة، التي اجتاحت دول وشعوب الامة العربية تحولات دراماتيكية مزقت بعض الدول، وبعضها الاخر مازال يدافع عن وجوده، وبعضها تماسكه شكلي. حيث أدار ملوك المملكة من الملك المؤسس عبد الله  إلى الملك حسين رحمهما الله والملك عبدالله  الثاني عملية النهوض بموقع المملكة الاردنية بحكمة ووفق المعايير الناظمة لاقامتها وفي خضم التحولات، التي شهدتها دول وشعوب الامة والاقليم والعالم ككل خلال العقود السبعة الماضية.

للشعب الاردني الشقيق علاقة وثيقة مع الشعب العربي الفلسطيني بحكم التشبيك في قضايا تمس مصيرهما، فترتبط دولة فلسطين المحتلة باطول حدود مع الاردن، وهناك تشبيك سكاني واجتماعي واقتصادي وبالضرورة سياسي ومصالح مشتركة تتجاوز العلاقة مع اي دولة شقيقة. وهذا التشبيك يترك اثاره في كل مناحي الحياة على الشعبين الشقيقين.

 كما ان الاردن بوابة فلسطين الشرقية على المعمورة. ويمثل رئة حيوية للشعب الفلسطيني. ومجمل القواسم المشتركة وسمت العلاقات الاخوية بالتوأمة الفلسطينية الاردنية، التي نشأت مع نشوء المملكة، ومازالت تتعمق وتتجذر مع مرور السنين. وتحرص كلا القيادتين السياسيتين على تعزيز وتوطيد العلاقات الثنائية المشتركة، عبر اللقاءات المتواصلة لتطويرها ودفعها قدما للامام. وفي حال ظهور تباين واختلاف في الاجتهادات والرؤى، وهذا امر منطقي وطبيعي في سياق تطور الاحداث وبحكم الظروف المعقدة، التي تعيشها المسألة الفلسطينية، تعمل كل منها ومن موقع الحرص والمسؤولية على تقليص حدودها للحد الاقصى، وتعميق الابعاد المشتركة لحماية المصالح الثنائية للبلدين والشعبين الشقيقين.

هذه العلاقة الاخوية العميقة بين القيادتين والشعبين الشقيقين، تؤكد على التالي: اولا ضرورة  العمل على توطيد وترسيخ استقلال وسيادة الاردن؛ ثانيا مواصلة القيادة والشعب في الاردن دعم كفاح الاشقاء في فلسطين، حتى تحقيق اهداف الحرية والاستقلال وتقرير المصير وضمان حق العودة للاجئين على اساس القرار الدولي 194؛ ثالثا التأكيد بشكل دائم وثابت على ضرورة  إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967، وهو تأكيد للشعار الذي رفعه كل من الملك عبدالله الثاني والرئيس ابو مازن: فلسطين هي فلسطين والاردن هو الاردن؛ رابعا  مواصلة التنسيق في كافة المحافل والمنابر العربية والاقليمية والدولية لحماية المصالح المشتركة؛ رابعا عمل كل مؤسسات الحكومة الاردنية وفي مختلف المجالات  على تسهيل حركة الفلسطينيين من والى فلسطين وخاصة ابناء قطاع غزة، المحاصرين من دولة الاحتلال الاسرائيلية وحركة الانقلاب الحمساوية. لاسيما وان المملكة تمثل احد المفاتيح الرئيسية لتواصل الشعب الفلسطيني مع العالم.

ونحن نبارك لجلالة الملك الشاب عبد الله الثاني ولحكومته والشعب الشقيق في الاردن  بالذكرى السبعين لقيام وتاسيس المملكة والذكرى المئوية للثورة العربية الكبرى، نتمنى للاردن الشقيق المزيد من النجاح والتطور، والثبات في دعم كفاح الشعب الفلسطيني حتى التحرر من ربقة الاحتلال الاسرائيلي، وقطع الطريق على كل القوى المتربصة الداخلية والخارجية  بالعلاقات الثنائية المشتركة بالشعبين والقيادتين الشقيقتين. ورحم الله الشهداء من الشعبين وشعوب الامة العربية.

[email protected]

[email protected]