المطران عطا الله حنا : لايمكن الاستسلام لما يرسم لمدينة القدس من استهداف غير مسبوق

المطران عطا الله حنا : لايمكن الاستسلام لما يرسم لمدينة القدس من استهداف غير مسبوق
رام الله - دنيا الوطن
تشهد مدينة القدس في هذه الايام نشاطا احتلاليا محموما تحت مسميات ثقافية وفنية براقة ولكنها في الواقع نشاطات هادفة الى تشويه صورة القدس العربية وتغيير وتبديل ملامحها الثقافية والانسانية والتاريخية .

وقال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس بأننا نرفض هذه النشاطات المشبوهة التي تقوم بها سلطات الاحتلال في المدينة المقدسة تحت مسمى " انوار القدس" وان هذه النشاطات التي في خارجها تحمل ثوبا ثقافيا فنيا ولكنها في واقعها وفي مضمونها انما تهدف الى تشويه وطمس المعالم التاريخية العربية والحضارية والدينية في المدينة المقدسة .

انها نشاطات في غاية الخطورة لأنها تلبس ثوبا حضاريا ثقافيا ولكنها في الواقع هي نشاطات سياسية بامتياز تستهدف مدينة القدس كما انها تستهدف سكانها الذين تقيد حركتهم في مثل هذه المناسبات وهذه الفعاليات والنشاطات .

ليست المرة الاولى التي تقام فيها مثل هذه النشاطات الاحتلالية في مدينة القدس تحت ذرائع ثقافية واهية في ظل حالة انقسام فلسطيني مخجل وغياب للموقف العربي وبالطبع الانحياز الغربي المعروف لاسرائيل .

الاحتلال يبتلع مدينة القدس يوما بعد يوم وخطواته متسارعة ، القدس تضيع من ايدينا ولم يعد كافيا بما نسمعه من بيانات شجب واستنكار .

وبالتزامن مع هذه النشاطات التي تصور مدينة القدس بطريقة مختلفة عن هويتها الحقيقية ورسالتها الانسانية والروحية ، فإنه يتم اغلاق بوابات القدس ويتم التعامل مع المقدسيين وكأنهم غرباء في مدينتهم .

باب الخليل يغلق امام الساكنين في تلك المنطقة بما في ذلك البطريركيات والكنائس ، والذين ينوون التوجه لكنيسة القيامة وغيرها من الاماكن الدينية في القدس .

فقد اصبحت هذه النشاطات الاحتلالية في البلدة القديمة كابوسا يتعرض له المقدسيون في كثير من ايام السنة في ظل اغلاقات وممارسات غير مسبوقة تستهدف مدينتهم وحضورهم وحرية تنقلهم في هذه المدينة المقدسة .

فلا نكاد نخرج من نشاط حتى يأتي نشاط اخر ولا نكاد نخرج من عيد حتى يأتي عيد اخر، فأصبحت المدينة المقدسة واهلها يعانون الامرين نتيجة هذا الوضع التي ترسمه سلطات الاحتلال بطريقة مدروسة هادفة لطمس المعالم العربية والضغط على المقدسيين الفلسطينيين لكي يفكروا مستقبلا بالرحيل عن مدينتهم ، يريدوننا ان نرحل من مدينتنا هذا هو عنوان هذه النشاطات وليس الثقافة والفن كما يدعون ، فتحت هذه العناوين الثقافية والفنية يريدوننا ان نشعر بالغربة في مدينتنا ، وقد ازدادت في الفترة الاخيرة التضييقات والاغلاقات وخاصة في منطقة باب الخليل .

نستنكر وندين هذه الممارسات ونطالب بموقف فلسطيني واضح ويحق لنا ان نتساءل ، اين هي المؤسسات الدينية المسيحية مما يحدث ، ولماذا يتم القبول بهذه الممارسات وكانها امر يجب ان نقبل به ، وكيف يمكن القبول بإغلاق باب الخليل ومنع حتى البطاركة والمطارنة ورجال الدين وكافة المواطنين العاديين من الوصول الى مكان اقامتهم في تلك المنطقة ، نحن نعرف ما تريده اسرائيل ولكننا نستغرب هذا الصمت امام هذه الحالة التي يراد من خلالها رسم حقائق ووقائع جديدة في المدينة المقدسة .

نتمنى ونطالب بأن يكون هنالك تحرك قبل فوات الاوان ، ولا يمكننا ان نقبل بأن تتحول القدس القديمة الى متاحف ، بل هي اولا وقبل كل شيء الانسان الفلسطيني المقدسي الذي من حقه ان يعيش بحرية في مدينته .

انها همسة عتاب الى كل الذين يجب ان يتحركوا ولم يتحركوا حتى الان لاسباب بعضها معروف والبعض الاخر غير معروف.

ان اغلاق باب الخليل لهو تطور خطير جدا وغير مسبوق وكثيرة هي الايام والاعياد والمناسبات والنشاطات التي يغلق فيها باب الخليل بكل ما يحمله هذا الاغلاق من تداعيات على حياة سكان تلك المنطقة .

لا يمكن القبول والاستسلام لنشاطات ثقافية احتلالية تحمل مضمون اقصائيا يهدف الى تشويه صورة معالم القدس القديمة حاضنة مقدساتنا الاسلامية والمسيحية وتراثنا الروحي والوطني والانساني .