افتتاح "مركز مدى": أول مركز علاجي، تربوي واستشاري في منطقة وادي عارة

افتتاح "مركز مدى": أول مركز علاجي، تربوي واستشاري في منطقة وادي عارة
رام الله - دنيا الوطن
يكاد لا يخلو بيت في مجتمعنا العربي من وجود حالات من تصرفات الأطفال تُعيق تطورهم على صعيد الدراسة أو بناء العلاقات الاجتماعية وغيرها. قد تكون التصرفات هذه عبارة عن فرط في الحركة الزائدة أو اضطرابات حركية أو مشاكل بالسمع والنطق أو صعوبات سلوكية وعاطفية. غالبية الأهالي قد تتعامل مع هذه الاضطرابات أو التصرفات وكأنه لا يُمكن تغييرها، أو في حالات أسوء قد ينعدم الوعي بالاهتمام إلى وجودها. هذه الحالات وغيرها من الممكن تشخيصها بل ومعالجتها في طرق شتى.

لهذا تم مؤخرًا افتتاح "مركز مدى" الذي يقدم للأهالي والأبناء الخدمات في مجال الاستشارات الاجتماعية والتربوية والعلاجية. ويعمل المركز الذي تم تدشينه في أم الفحم ليكون أول مركز من نوعه يخدم أهالي وادي عارة باللغة العربية. كما ويضم طاقم "مدى" عددًا من المختصين في مجالات علاجية متنوعة.

وتُشرف على المركز مؤسِسته الأخصائية رُلى عسلية، والتي تُدير "مدى" وترافق استقباله للجمهور في وادي عارة وتُدير المشاريع المشتركة مع المؤسسات القطرية والمحلية. السيدة رُلى عسلية ذات خبرة سنين في مجال إدارة النُظم الجماهيرية وحاصلة على اللقب الثاني في التطوير التنظيمي والاستشارة، ولقب أول في العمل الاجتماعي.

وقد خصّت عسلية بالحديث: "لقد عايشنا الحاجة لإقامة مركز يقدم الحلول للمعضلات المجتمعية بالإضافة إلى تطوير القدرات الذاتية. ونحن هنا في منطقة وادي عارة، حوالي 120 ألف نسمة، نفتقر على مر السنين إلى وجود أي مركز مهني يضم تحت سقف واحد تخصصات الطب المساندة والعلاجات العاطفية والفحوصات والتشخيص. وبدورنا لا نرضى أن يستمر وضع لا تُقدم فيه إلى الأهالي في منطقتنا خدمات ضرورية كهذه. لذا نقوم في مدى بمهام التشخيص المهني، ومن ثم العلاج بطُرق مختلفة بالإضافة إلى المتابعة والاستشارة المناسبة لظروف معيشة المجتمع العربي وخصوصية العائلات المتوجهة".

أما المركز الذي تم افتتاحه في حي الباطن في أم الفحم  يحوي قسم العلاج النفسي الشعوري الذي يقدم على يد اخصائي نفسي تربوي واخصائي نفسي عيادي , وفي "مدى" إمكانيات العلاج العاطفي للكبار والصغار، مثل العلاج بالفنون، العلاج بالموسيقى، العلاج الثنائي والعلاج بالسيكودراما. كذلك يهتم مركز مدى بتقديم تشخيص العسر التعلمي وعلاجه ، التشخيص العاطفي ،فحوصات الذكاء وفحوصات التطور.

كما ويقدم "مدى" قسم علاجات الطب المساندة , العلاج الوظيفي، علاج النطق والاتصال، والعلاج الفيزيائي الطبيعي فيزوترابيا،  ومن أبرز الخدمات اجراء فحص قصور الانتباه والنشاط المفرط Moxo وتقديم العلاج ، كذلك تطوير مهارات حركية، حسية وإدراكية.

لم يكتفي مركز مدى عند تقديم الحلول لاحتياجات الأهالي والأبناء في المنطقة، بل أقدم على تطوير عديد من الورشات والدورات التي تقدم في المجتمع وأفراده بطرق إبداعية. فقد أعلن المركز عن ورشات عمل للأهل وابنائهم مثل: ورشة تطوير التفكير المجرد، ورشة عمل للأهل للتطوير العاطفي والاجتماعي لدى الطفل. هذا بالإضافة إلى أجواء ممتعة يضيفها المركز للصغار والكبار في ورشات "يوجا الضحك" التي لاقت ترحابًا لافتًا.

كما وقد استوعب "مركز مدى" عدد من الكوادر العربية التي كانت تتوق إلى فرص عمل في المجال. وقد عني المركز بإعداد الأجواء المهنية المناسبة في كل الأقسام، وعلى وجه الخصوص القسم الخاص بالعلاج الفيزيائي الطبيعي (فيزوترابيا) الذي تمت تهيئته بشكل مهني ملفت.

وقد عبر النائب د. يوسف جبارين عضو لجنة المعارف البرلمانية، عن سروره بافتتاح المركز بعد أشهر من العمل الجاد والمهني بالقول: " هناك نقلت نوعية في الوعي والادراك في مجتمعنا في السنوات الأخيرة لمجال العلاجات العاطفية والنفسية للأهل والأطفال، والحاجة الى علاجات الطب المساندة كوسيلة لتدعيم أنماط حياتية سليمة وليس فقط علاجية، بالإضافة الى التقدم الكبير في ورشات العمل العلاجية.

من المهم جدا افتتاح هذا المركز العلاجي الذي يقدم خدماته لأبناء المنطقة ومجتمعنا عامة من اجل تطوير وضمان بيئة تربوية وتعليمية ملائمة، ومن اجل توفير الرعاية المهنية اللازمة للتطور السليم والصحي لأبنائنا.

ولم ينتهي الترحاب بافتتاح المركز عند الجهات الرسمية فحسب، بل وقد أبدى العديد من الأهالي رضاهم عن توفر هذه الخدمات في مقربة منهم دون الحاجة للسفر وقد لوحظ الالتفاف حول المركز منذ الأيام الأولى لانطلاق صفحته عبر الفيسبوك. وقد تحدث الشيخ هاشم عبد الرحمن حول "مركز مدى" قائلًا: "نتقدم لإدارة مركز مدى بخالص التهاني والتمنيات بإقامة هذه المؤسسة التربوية والاجتماعية، ونعتبر إقامته انجازًا مباركًا لوادي عارة والمنطقة. نحن أحوج ما نكون لمثل هذه الرافعة الاجتماعية ونرجو التفاف الجمهور حولها واستغلال القدرات المهنية فيها."




التعليقات