معسكر عوفريت .. وحكاية لهيب الانتفاضة الذي لا ينطفئ

رام الله - دنيا الوطن
ما إن تلبت طواقم الإطفاء التابعة لسلطات الاحتلال تطفئ النيران المشتعلة داخل معسكر عوفريت في القدس المحتلة، حتى يعود لهيبها يشتعل بأيدي الشبان المقاومين الذين يلقون تجاهه عشرات الزجاجات الحارقة، في تحدٍ واضح للاحتلال وإصرارٍ منهم على مواصلة الانتفاضة الثالثة.
 
فللمرة الثالثة على التوالي خلال الشهر الجاري، هاجم شبان فلسطينيون معسكر عوفريت بالزجاجات الحارقة، ما أدى إلى إشتعال النار فيه، حيث شهدت المرتان الثانية والثالثة التي كانت بالأمس، إصابة عدد من جنود الاحتلال المتواجدين داخل المعسكر.
 
الشبان المقاومون الذين لا يزالون يتحدون الاحتلال بإصرارهم على مقاومته، أوصلوا رسالة مفادها بأن نار الانتفاضة لن تنطفئ، وأن لهيبها سيبقى يلاحق الجنود والمستوطنين حتى ينزاحوا عن الأرض الفلسطينية.
 
استهداف استراتيجي
 
ويعرف معسكر عوفريت بأنه قاعدة عسكرية إسرائيلية مهمة تابعة للمنطقة الوسطى بجيش الاحتلال، حيث تتمركز فيها قوة عسكرية إلكترونية، يقوم دورها على التجسس الإلكتروني واعتراض الاتصالات اللاسلكية، وهي قوة تابعة للوحدة 8200 التابعة للاستخبارات العسكرية "أمان".
 
ويقول الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين، إنه وبحسب التقديرات فإن نطاق تجسس هذه القاعدة العسكرية يصل شرقًا إلى الأردن والعراق، وربما أبعد من ذلك، فيما يوجد فيها وحدات تابعة لقوات الاحتياط.
 
ويتابع عز الدين حديثه تعليقًا على عملية إحراق المعسكر بالأمس "من الصعب تقدير الأضرار المادية التي وقعت في هذه الهجمات نظرًا للسرية حول تلك المنشآت".
 
ويؤكد المحلل السياسي أن تكرار أنواع تلك الهجمات على المعسكرات التابعة لأجهزة أمن الاحتلال يشكل استنزافًا للجيش عبر أدوات فلسطينية بسيطة؛ مضيفًا "فتجهيز زجاجات حارقة وإلقائها يحتاج لمهارات أساسية بسيطة يملكها أغلب شبان الانتفاضة، والتكلفة لن تخرج عن نطاق 10 شيكل - 100 شيكل أي ما يعادل 2 دولار - 25 دولار".
 
إبداعٌ شبابي
 
استهداف شباب الانتفاضة لمعسكر عوفريت جاء تكملة لسلسلة من الهجمات التي استهدفت في وقت سابق عددًا من مواقع الاحتلال العسكرية والأمنية، فمثال معسكر الرام الذي كان هدفًا لهجمات شبان الرام خلال السنوات الأخيرة لا زال حيًا في واقعنا الفلسطيني.
 
وقد دفعت هجمات الشبان على معسكر الرام جيش الاحتلال لإفراغ الجزء الأكبر منه، حيث كان هنالك حديث عن خروج نهائي منه العام المنصرم، إلا أن أسبابًا سياسيةً حالت دون قرار حكومة الاحتلال بإغلاقه، حيث تم إقرار إبقاء قوة رمزية داخله، لكي لا يظهر الأمر وكأنه إنجاز لشباب الانتفاضة.