أحد المشاريع المحتضنة في "بذرة" .. "ميماس" هل تأسس لبداية البث عبر الانترنت في فلسطين؟

أحد المشاريع المحتضنة في "بذرة" .. "ميماس" هل تأسس لبداية البث عبر الانترنت في فلسطين؟
غزة - دنيا الوطن

كم ساعة تقضي أمام شاشات التلفاز؟ بهذا السؤال بادرني المخرج محمود ماضي في حديثنا حول دواعي تأسيس شركته "ميماس".

ويتوقع إجابة كثيرين:" لا، ليس كثيرا ".

يقول ماضي ، 34عامًا:" الناس فقدت عادة مشاهدة التلفزيون وتوجهت إلى الانترنت"، ويرى أنه في المستقبل سيتم التخلي عن البث الفضائي لصالح الانترنت.

فأسس مع زوجته سمر ماضي شركة الإنتاج "ميماس" للبث عبر الانترنت بدلا من البث الفضائي، مشيرًا إلى أنها التجربة الأولى فلسطينيًا، إلى جانب تجارب فردية كتجربة برنامج" بس يا زلمة" للفنان الكوميدي محمود زعيتر.

 و "ميماس" هي شركة إنتاج إعلامي تعمل على تصوير البرامج التلفزيونية الداخلية، ويتم بثها بشكل مجاني عبر الانترنت من خلال منصة فيديو WEB TV.

كيف بدأت رحلة ميماس؟

عمل محمود مخرجًا لعدة سنوات لدى فضائية الكتاب التي تبث من قطاع غزة، حتى مطلع العام 2015 قرر حينها البدء بمشروعه الخاص ليختبر توقعاته حول البث الفضائي.

ويقول:" البث الفضائي جيد ومهم لكنه مكلف وبإمكاننا أن ننتج أي من البرنامج التي تبث تلفزيونيًا، ولكن بثها عبر منصات الانترنت المجانية" موضحًا:" نكون بذلك حققنا قاعدة جماهير أوسع لأن عادات الناس في الحصول على المعلومة اختلفت وأصبح التوجه للإنترنت."

وكانت دراسة لمجموعة "يورو داتا" للعام 2016 أوضحت أن عام 2015 شهد تراجعاً إضافياً في الوقت الذي يخصصه المشاهدون لمتابعة قنوات التلفزيون بشكل مباشر، خصوصاً من جانب الشباب الذين يقبلون بشكل متزايد على أشكال أخرى من المتابعة التلفزيونية.

وأكدت الدراسة، التي تناولت 88 بلدًا، أن التراجع ناجم بشكل رئيسي عن المنافسة المتزايدة لخدمات الإنترنت.

"ميماس" في مواجهة البث الفضائي

حققت برامج "ميماس" مشاهدات قُدرت بنصف مليون مشاهدة الأمر، ويستدرك محمود: "على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تجاوزت مشاهدات بعض البرامج 10مليون مشاهدة."

واستطاع الفريق المكون من 10 أشخاص من إنتاج مجموع برامج منوعة بين الكوميديا والطهي، ويسعى إلى تأسيس موقع خاص إضافة لقناة يوتيوب القائمة حاليًا.

وما يدعم الخطط التوسعية التي رسمها فريق العمل، هو خلو سوق الإنتاج الإعلامي في فلسطين من المنافسين في مجال البث عبر الانترنت، ويوضح أن معظم شركات الإنتاج في قطاع غزة تعمل في مجال الاخبار، في حين العاملة في مجال البرامج قليلة جدًا.

يشار إلى أن شركة ميماس فازت بتمويل كامل يقدر ب 7آلاف دولار ضمن مشروع بذرة لدعم المشاريع الناشئة والصغيرة، بالإضافة إلى حزمة من الاستشارات الإدارية والتدريب لحشد الجمهور في مكان واحد.

وحول اختيار "ميماس " ضمن مشروع "بذرة" يوضح منسق المشروع أشرف حجازي:" وجدنا في (ميماس) معظم العوامل والمعايير المطلوبة والتي يتم بناءً عليها اختيار المشاريع، كما وجدنا أيضاً أنَّ هذا المشروع يقدّم خدمة مميزة في عالم الإعلام والتي تتمثل في بث حلقات تلفزيونية في مواضيع مختلفة عبر الانترنت وهذا يُعتبر نقلة متميزة خصوصاً في قطاع غزة."

ويتوقع حجازي أن تحقق "ميماس" نجاح على رغم من البيئة الاقتصادية الخطيرة في قطاع غزة، قائلًا:" محمود نصر عندما بدء العمل على مشروعه الخاص، كان على دراية كاملة بالظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة ويعلم مدى خطورة بيئة الاستثمار في قطاع غزة، ولكن الريادي الحقيقي لا يؤمن بعوامل الفشل ودائماً ما ينظر لعوامل النجاح مهما كانت الظروف والمعيقات، ومحمود يؤمن تماماً بفكرته وواثق من قدراته وخبرته في هذا المجال."

يذكر أن مشروع "بذرة" تم تمويله من البنك الإسلامي للتنمية في جدة عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "UNDP" من خلال برنامج التمكين الاقتصادي "DEEP"، وينفذ هذا المشروع من خلال حاضنة الأعمال والتكنولوجيا في الجامعة الإسلامية، ويسعى المشروع إلى دعم الشركات الريادية الناشئة والصغيرة الخاصة في المجتمع الفلسطيني.