القدس المفتوحة" تنظم حفل إطلاق كتاب "التراث الشعبي في محافظة بيت لحم هوية وانتماء"

رام الله - دنيا الوطن
أطلقت جامعة القدس المفتوحة في إطار احتفالاتها بيوبيلها الفضي، وبالتعاون مع بلدية بيت لحم والمجلس الاستشاري الثقافي لمحافظة بيت لحم، يوم الأربعاء الموافق 25/05/2016م، كتاب "التراث الشعبي في محافظة بيت لحم هوية وانتماء"، في حفل أقيم تحت رعاية وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو، وبحضوره، وذلك في قاعة بلدية بيت لحم.

وحضر الاحتفال رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو، ومحافظ بيت لحم اللواء جبرين البكري، ورئيسة البلدية أ. فيرا بابون، ومدير فرع الجامعة في بيت لحم د. علي صلاح، وأ. عزيز العصا من المجلس الاستشاري الثقافي للمحافظة، وأ. د. حسن السلوادي عميد البحث العلمي والدراسات العليا في "القدس المفتوحة"، وعدد من الباحثين وأصدقاء الجامعة والمؤسسات الوطنية في محافظة بيت لحم. 

وشكر د. بسيسو، في كلمته بالاحتفال، الجامعة على إطلاقها هذا الكتاب، مؤكداً أن هذا الجهد الذي عكفت عليه "القدس المفتوحة" بهذه الأوراق البحثية التي رصدت تراث المدينة يؤكد عمق هويتنا الوطنية التراثية التي هي أداة للتصدي لكل محاولات التزوير التي ينتهجها المحتل، ونحن إذ نواجه هذه الرواية الدخيلة التي تحاول اقتلاعنا من عمقنا فإننا بأمس الحاجة إلى جهود وطنية على جميع المستويات للحفاظ على هويتنا الأصيلة. وقال إن الكتاب يشكل مرجعاً أساسياً من مراجع العمل في مجال التراث، فقد سجل علامة مميزة في سجل التراث الفلسطيني لا على صعيد الحديث عن الحكاية الشعبية والأزياء ومن سكن المدينة فحسب، بل على صعيد الحديث عن المستقبل الذي يستمد قوته من عمق انتمائنا وعمق هويتنا الوطنية.

وقال: "نحن في وزارة الثقافة سنعمل جاهدين على أن تكون مدينة بيت لحم عاصمة للثقافة العربية للعام 2020م، ونحن اليوم في هذا الاحتفال نؤكد أهمية إنجاح الجهود لتكون بيت لحم عاصمة للثقافة العربية، فهي مدينة لها خصوصية ثقافية ووطنية ودينية، فالتعايش فيها رد طبيعي رغم كل الاضطرابات التي تحدث في المنطقة.

وقال أ. د. يونس عمرو، في كلمته بالاحتفال: "نلتقي اليوم في هذا الصباح الجميل لنطلق درة من درر جامعة القدس المفتوحة التي عملت على نشر التعليم العالي وإيصاله إلى كل منزل فلسطيني، فأولت اهتماماً خاصاً بالبحوث بوجه عام وبتراثنا الفلسطيني بوجه خاص، وذلك رداً على ممارسات الاحتلال الذي اعتدى على كل شيء وادعى ويدعي أنه يملك تراثنا". وقال إن الجامعة سعت لترسيخ التراث الشعبي الفلسطيني ودراسة جوانبه المختلفة في وجه محاولات الطمس والتزوير التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي، ويأتي صدور هذا الكتاب في سعي من الجامعة لإصدار موسوعة تراثية تشمل كل محافظات الوطن.

وأكد أن الجامعة وجدت لخدمة أبناء شعبنا وجاءت في ظروف كان شعبنا بأمس الحاجة إلى بيت أكاديمي، فجامعة القدس المفتوحة هي الجناح الأكاديمي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهي حلم قادة عظام رحل بعضهم وشهد تحقيقه آخرون، فقد بدأت الجامعة على أرض فلسطين في العام (1990/1991م). وبين أ. د. عمرو أن الجامعة تطورت سريعاً بالتفاف شعبنا حولها؛ فقد طورت وسائط التعليم الإلكتروني حتى اكتملت اليوم بإطلاق فضائية اتخذت "القدس التعليمية" اسماً لها، لتدمج الجامعة بين نمطي التعليم المفتوح والإلكتروني. وهي من هيأت فرص التعليم للأسرى المحررين، وللمرأة، وللفقراء، وللكبار الذين فاتهم قطار التعليم على امتداد محافظات الوطن، تجسيداً لشعار الجامعة أنه: "لا يحرم طالب من التعليم لسبب مالي". 

وفي عرضه للكتاب، قال أ. العصا إن التراث أحد مكونات الهوية الوطنية، وإذا ما مُس ضعفت هذه الهوية، أما في الحالة الفلسطينية فهويتنا الوطنية تخوض صراعاً شرساً ومريراً مع هوية أخرى تحاول سرقت تراثنا. وجامعة القدس المفتوحة لها اليد الطولى في المحافظة على التراث؛ إذ دأبت منذ نشأتها على متابعة وتطوير موسوعة التراث الفلسطيني وفق منهجية علمية رصينة، وتوثيق هذا التراث وجعله جزءاً لا يتجزأ من ثقافة إنساننا الفلسطيني. وتحدث أ. العصا عن رموز صياغة الثقافة في بيت لحم، مشيراً إلى أن المجلس يتجه نحو إعداد بيت لحم عاصمة للثقافة العربية 2020م. ويعد هذا الكتاب مهماً في مشروعنا لأنه يساعد في تشخيص الواقع ويشير إلى إمكانات التطوير.

إلى ذلك، قالت أ. بابون: "إن إطلاق الكتاب يأتي بعد أن قامت جامعة القدس المفتوحة بتجميع أبحاث وأوراق علمية عن التراث الشعبي في بيت لحم، إذ نُظم مؤتمر لتجميع هذه الأوراق العام الماضي، ويُنظم هذا الحفل اليوم بالتعاون مع البلدية والمجلس الاستشاري الثقافي للمحافظة. وتحدثت بابون عن أهمية التراث الشعبي في إبراز الهوية الفلسطينية التلحمية، فهي ليست مدينة سياحية فقط، إنما مدينة تزخر بمعالم الحضارة والتراث الثقافي والشعبي والمعماري، ففيها موقع تراث عالمي في اليونسكو (شارع النجمة وكنيسة المهد)، وفيها أيضاً قصور تعود لأهالي المدينة الأصليين. وقالت إن إطلاق الكتاب يسهم في التصدي لمحاولات الاحتلال الإسرائيلي الهادفة إلى طمس الهوية الفلسطينية بالتزوير والهدم. 

وبينت أيضاً أن البلدية تستعد لاحتفالية بيت لحم عاصمة للثقافة العربية للعام 2020م، بالتعاون مع وزارة الثقافة ولجنة تنظيم المؤتمر للإعلان عن ذلك.

من جانبه، قال أ. د. السلوادي الذي أشرف على إعداد وتحرير الكتاب: "إن الكتاب الذي احتفينا اليوم بإطلاقه تحت عنوان (التراث الشعبي في محافظة بيت لحم هوية وانتماء) يندرج ضمن جهود الجامعة وسعيها لإصدار موسوعة تراثية متكاملة أنجز منها-بدعم من إدارة الجامعة وعلى رأسها أ. د. يونس عمرو-خمسة مجلدات تناولت أوجه التراث في محافظة الوطن وعلى رأسها القدس الغالية، وسنمضي بعون الله لكشف معالم تراثنا الشعبي في أرجاء الوطن، وستكون محطتنا القادمة في جنين وناصرة الجليل لنستجلي تراثهما الوطني المتألق والمتجذر في تربة هذا الوطن منذ آلاف السنين". 

وأضاف السلوادي: "هذا العدد الموسوعي الذي صدر عن محافظة بيت لحم سيجد فيه القارئ كل ما يتعلق بتراث المحافظة وواسطة عقدها بيت لحم، مدينة الشموخ والإباء، التي نسكن فيها وتسكن فينا أبد الدهر رغم محاولات العزل والتزوير والإلغاء، ويحدونا الأمل أن يكون هذا الكتاب داعماً للجهود المبذولة كي تكون بيت لحم عاصمة للثقافة العربية التي تستحقها عن جدارة واستحقاق". 

وتخلل الاحتفال عرض فيلم عن مدينة بيت لحم وتراثها، وقدمت فقرة فنية لمسرح "الرواد" تناولت اللجوء والنكبة وحتمية حق العودة. 

وبعد ذلك تم توقيع الكتاب، وقدمت نسخ منه ومن الأعداد السابقة لضيوف الحفل والباحثين والشخصيات التي تحدثت في المؤتمر، بعد ذلك كرمت نقابةُ العاملين في الجامعة وإقليم حركة فتح ببيت لحم رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو.