المطران عطا الله حنا لدى لقاءه وفدا برلمانيا من زيمبابوي : " الفلسطينيون لن يتنازلوا عن حقوقهم وعن ثوابتهم الوطنية مهما طال الزمان "

رام الله - دنيا الوطن
استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس وفدا برلمانيا من زيمبابوي الذي يزور الاراضي الفلسطينية في زيارة تضامنية مع الشعب الفلسطيني وقد وصلوا الى مدينة القدس حيث زاروا معالمها التاريخية والدينية وكان لهم لقاء مع سيادة المطران عطا الله حنا الذي القى امامهم محاضرة عن القدس .

رحب سيادته بالوفد الاتي من زيمبابوي من افريقيا وقال بأن شعبنا الفلسطيني يسعى الى بناء جسور تواصل واخوة وتعاون وصداقة مع كافة شعوب العالم بغض النظر عن الانتماءات الدينية او العرقية او الثقافية فنحن شعب منفتح على ثقافات العالم ونريد ان يكون لنا اصدقاء في كل مكان في عالمنا ولا نريد اعداء .

نريد اصدقاء لشعبنا يتضامنون معنا ويقفون الى جانب قضيتنا العادلة التي هي قضية شعب مظلوم يناضل من اجل رفع الظلم عنه ونيل حريته واستقلاله وكرامته .

هنالك اصدقاء لفلسطين في كل مكان في العالم ونحن نثمن المواقف المبدئية الانسانية الحضارية التي يتبناها اصدقاءنا والذين يرفعون دائما راية الحرية لفلسطين وينددون بالاحتلال وسياساته وعنصريته  ، ونحن نتمنى ان تتوسع رقعة اصدقاء الشعب الفلسطيني لكي يكتشف العالم بأسره بأن تجاهل معاناة شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة لن يؤدي الى السلام المنشود.

اود ان اؤكد لكم بأن الفلسطينيين لن يتنازلوا عن حقوقهم وثوابتهم مهما طال الزمان ونحن لسنا على عجلة من امرنا لكي نقبل بحلول غير منصفة لا تعيد الحقوق السليبة لاصحابها .

لسنا على عجلة من امرنا لكي نقبل بحلول استسلامية لا تبدل ولا تغير الواقع المأساوي الذي يعيشه شعبنا .

ان صراعنا مع الصهيونية ومع الاحتلال يحتاج الى نفس طويل والى صبر وحكمة ودراية ومسؤولية .

وفي مسيرتنا نحو الحرية شعبنا يقدم التضحيات وانتم تعرفون ان شعوب العالم التي نالت حريتها واستقلت دولها لم تقدم لها الحرية على طبق من ذهب بل كانت هنالك تضحيات جسام قدمتها هذه الشعوب ومنها شعوب افريقيا لكي تنعم بالحرية في وطنها .

نحن نسعى من اجل الحرية ولن نستسلم للاحتلال والاستعمار والمؤامرات الهادفة لتصفية قضيتنا الفلسطينية.

لا تظنوا ان شعبنا الفلسطيني سيتنازل عن حقوقه في يوم من الايام تحت اية ضغوطات او ابتزازات ، فمهما طال الزمان سيزداد شعبنا ثباتا وتمسكا بقدسه ومقدساته وحق عودته الى وطنه .

كان بعض القادة الاسرائيليين يقولون بأن الكبار يموتون والصغار ينسون ، طبعا الكبار يموتون وهذا امر طبيعي ولكن من قال ان الصغار ينسون وانا اود ان اقول لكم ان الجيل الفلسطيني الطالع من شبابنا وشاباتنا ليسوا اقل حماسة من ابائهم واجدادهم في الانتماء لهذه الارض والدفاع عنها .

هؤلاء الصغار هم قادة المستقبل وهم املنا ونحن نراهن على شبابنا وشاباتنا انهم سيواصلون مسيرة العطاء والنضال حتى تحقيق امنيات وتطلعات شعبنا الفلسطيني .

الكبار الذين رحلوا عنا تركوا امانة لابناءهم وهي فلسطين والصغار مطالبون بأن يحافظوا على هذه الامانة وان تبقى هذه القضية قضية حية لشعب حي يدافع عن حريته وكرامته واستقلاله .

لن نستسلم للاحتلال وعنصريته مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات ، كما ونود ان نقول لكم بأن الغالبية الساحقة من ابناء شعبنا تتحلى بالثقافة والمعرفة والقيم هذا الشعب يتحلى بثقافة العيش المشترك والوحدة الوطنية والاخاء الديني ، ففي فلسطين لا يوجد هنالك تطرف طائفي ولا يوجد هنالك تحريض مذهبي ، في فلسطين هنالك طائفة واحدة اسمها الشعب العربي الفلسطيني ، واذا ما كانت هنالك اصوات نشاز نسمعها بين الفينة والاخرى تحرض وتكفر وتعمل على اثارة الفتن في مجتمعنا فإن هذه الاصوات مشبوهة ودخيلة ومرتبطة بأجندات غريبة عن ثقافة شعبنا .

ان كل من يحرض على الكراهية والعنصرية لا يخدم شعبنا وقضية وطنه العادلة وانما يخدم اجندات غريبة مشبوهة ممولة من جهات خارجية هدفها الاساءة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة .

وفي سعينا نحو الحرية علينا ان نتحلى بالوعي والحكمة وان نزيل الانقسامات والتصدعات القائمة في مجتمعنا والتي لا يستفيد منها الا اعداءنا .

انتم سفراء فلسطين في كل مكان تذهبون اليه وانتم دعاة سلام واخوة ومحبة وتلاق بين الديانات والشعوب ، فأهلا وسهلا بكم في القدس العاصمة الروحية والوطنية للشعب الفلسطيني، واهلا وسهلا بكل اصدقاء الشعب الفلسطيني ، فمن يأتي الينا من اصدقاءنا هو ليس ضيفا وانما هو في بيته ، فالقدس بيت لك شرفاء العالم ولكل محبي الشعب الفلسطيني وهي مكان نرفع فيه الدعاء الى الله من اجل سلام مبني على العدالة فلا نريد حروبا او موتا او قتلا او امتهانا للكرامة الانسانية ، فكافانا ما حل بنا من نكبات ونكسات وآن لنا ان نعيش بسلام في وطننا .

نلتفت الى سوريا الجريحة التي تنزف دما فنقول بأن نزيف سوريا هو نزيفنا جميعا ودماء السوريين هي دمائنا جميعا وما يحدث  في هذ ا البلد من استهداف وتآمر انما هي وصمة عار في جبين الانسانية التي تتغنى بقيم حقوق الانسان وفي نفس الوقت تتآمر على سوريا ومن يتآمر على سوريا يتآمر على فلسطين وعلى كل شعوبنا واقطارنا العربية .

نثمن حكمتكم ودرايتكم ومعرفتكم بما يحدث في ظل ما يشهده عالمنا من تضليل اعلامي يحول القاتل الى ضحية والضحية الى ارهابي .

وزع سيادته على الوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية ، كما اجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات .