فلتسقط المؤامرة

فلتسقط المؤامرة
بقلم : عبد الاله الاتيره

   دفعنا في تاريخ ثورتنا المعاصرة فاتورة كلفتنا آلاف الشهداء ، لا لشيء الا لاجل الحفاظ على القرار الوطني المستقل ، بل ان دولا عربية فاوضتنا من اجل اقتسام هذا القرار على صيغة قوميّة النضال لتحرير فلسطين ، الا ان يقظة القيادة السياسية الفلسطينية ، ومعرفتها لبواطن الامور ، كانت الصخرة الصلبة التي تحطمت عليها كافة تلك المؤامرات المشبوهه ، فدفع شعبنا فاتورة ربما ساوت في بعض الاوقات ما دفعناه من دماء شهداءنا في معاركنا ضد المحتل الاسرائيلي ، دما ورجال قضوا على يد الرجعية العربية ، ذلك لاجل ان يبقى الفلسطيني حرا من كل تبعيه، فكان كل خطاب للشهيد ابو عمار ، لا يخلو بالمطلق من الحديث عن الوحدة والوطنية ويردفها بمصطلح : حماية القرار الوطني المستقل ، تماما كما كان هذا الموقف هاجس الشهيد صلاح خلف الذي دفع الضريبة من دمه ، وقبله وبعده عشرات القادة والسفراء ، حفاظا على وحدانية هذا القرار .

منذ مؤتمر القمة العربي الأول عام 1964 الذي دعا إليه الرئيس الخالد  جمال عبد الناصر والذي بموجبه أنشئت منظمة التحرير الفلسطينية لتعبر عن إرادة شعب فلسطين ولتكون هناك هيئة تطالب بحقوقه وتقرير مصيره ، وهناك محاور تحاول الالتفاف على البيت المعنوي للشعب الفلسطيني ، عبر محاولات للتدخل عن طريق بعض الاحزاب والتيارات السياسية ، او عبر محاولة ابتداء انشقاقات داخل هذا الاطار الممثل الشرعي الاوحد لشعبنا الفلسطيني في الخارج والداخل ، للتدخل بالوضع الفلسطيني ومحاولة احتوى المنظمة لصالح مشاريع واطماع ضيقة ، كانت السياسة الفلسطينية تارة ، وبندقيها تارة اخرى ، تقف لها بالمرصاد .

ولان ما سمي ربيع العرب ، اضعف الكثير من المحاور العربية ، وبالتالي دفع بالقضية الفلسطينية ربما لاسفل اولويات الدول العربية – حيث كل بات منشغلا بهمومه – حيث باتت بعض الانظمة العربية على استعداد ان تفاوض بمواقفها التي كانت ثابتة تجاه القضية الفلسطينية ، عربونا لعدم المساس بها ، فعادت كما يبدو الاطماع الصهيونية لتخرج مشاريعا هزيلة من الادراج وتضعها امام البعض ، ظنا منهم انها الفرصة المواتية لضرب التمثيل الفلسطيني عبر م ت ف وتمرير مخططاتهم المشبوهة بالانقاض على الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا الفلسطيني ، محاولين وصفها بألاطار المعنوي الهزيل الذي ما بات يمثل الشعب الفلسطيني .

هرمت منظمة التحرير الفلسطينية ، نعترف نعم ، ما عادت الاطار الجامع الوحيد للشعب الفلسطيني اذا ما اخذنا دخول الحركات الاسلامية كالجهاد وحماس الى معترك الاحداث ، نعم لرفض هؤلاء دخولها حتى الان ، نختلف مع بعض سياسيات منظمة التحرير احيانا, نعم ، ولكن لا ولن نختلف يوما لا في السابق ولا في الوقت الراهن ولا بالمستقبل ، على ان منظمة التحرير الفلسطينية هي بيت الشعب الفلسطيني الجامع ، هي من يحمل طموحه نحو الاستقلال الكامل وطرد الاحتلال عن وطننا ، فالعالم عرفنا من خلالها ، بل لا تزال عدد الدول التي تعترف بنا عبرها تفوق الدول التي تعترف بدولة اسرائيل ، حتى ان السلطة الوطنية وكل ما خرج عنها بعد اوسلو ، لم ولن يستطع ان يحل مكانها ، لانها كما الجد الحكيم الكبير في العائلة الممتده ، هو من يحكم ويرسم ، هو من يحرك شباب العائلة كلها ، فتبقى كلمته مهما طال به الزمن ، القرار والمرجعية الملزمة .

سنحمي منظمة التحرير ونعض عليها بالنواجذ ، ستبقى الخيمة الوطنية التي نستظل بها الى يوم التحرير الكامل شاء من شاء وابى من ابى ، وبعد قيام الدولة الفلسطينية كاملة السيادة ، تعالوا الى ما يريده شعبنا عبر استفتاء شفاف ، نقرر بعدها الطريق التي نـرتأيها بعيد عن ضغوط الاحتلال وجرائمه التي تريد ان توصلنا لاي حل لمجرد الخلاص  منه ، لان ابسط القواعد هي ان لا يستفتى جائع ، سواء للامن او الاقتصاد ، واي حديث عن اقاليم وحلول مشبوهه ، مرفوضة تماما من ابناء شعبنا ، لان المطلوب حلول سيادية لنا لا حلول ادارية بالمطلق .

كلمة اخيرة : منظمة التحرير الفلسطينية ، لا ولم ولن تكون في يوم من الايام جمعية ، وكل من يبحث عن مصالحه الشخصية ويغلفها بالمصلحة الوطنية ، سنجهض تحركاته بكل الوسائل ، فمنظمة التحرير شرفنا الوطني ، هي بيتنا الاوحد ، هي دماء الشهداء واهات الجرحى ، هي حرية الابطال داخل سجون العدو ، هي فلسطين وفلسطين هي الى يوم الحرية الكبير ، فشعبنا الفلسطيني ليس كشوفات على ورق تنتقل من ادارة لادارة ، ومنظمة التحرير ليست جهة ادارية مؤقتة ، بل نحن اصحاب الارض والزمان والمكان ، نراهن على الديموغرافيا حيث عددنا الان ما بين النهر والبحر بات اكثر من ستة ملايين وربع وسنصبح الأغلبية على ارض فلسطين ولن يستطيعوا ابتلاعنا ، فنحن اللاعب الرئيس على الارض ولن نكون مفعول به ، نحن وان كان الاحتلال بين ظهرانينا اليوم ، الا ان السيادة الكاملة والسيطرة على مواردنا وارضنا الكاملة ، هي عنوان النضال على مر الازمان  ، والا بتنا نخون دماء ياسر عرفات واخوانه ممن سبقونا .