طالبة من تربية شمال غزة تبتكر سخاناً للمياه يتحدى الحصار والكهرباء

طالبة من تربية شمال غزة تبتكر سخاناً للمياه يتحدى الحصار والكهرباء
رام الله - دنيا الوطن
"الحاجة أم الاختراع"، هكذا قال الأوّلون، و هذا ما ترجمه اللاحقون و في المقدمة منهم الغزيون، كيف لا و هم يكابدون بالليل و النهار لتدبير ما أمكن من أمور حياتهم التي يلفها الحصار و الفقر و الحرمان...

ففي ظل الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي و الذي بات ملازماً لأهالي القطاع المحاصر، و في ظل قلة ذات اليد التي باتت السمة الأغلب للغزيين بفعل الحصار و تداعياته من بطالة ومحدودية فرص العمل، كان لابد للعقول المبدعة أن تفجّر مكنوناتها لوضع حلول إبداعية لتجاوز ما تمر به من أزمات لا تنتهي.

و من بين تلك الإبداعات، ما تفتّق عنه عقل الطالبة هبة منذر عبد الهادي ابنة الصف العاشر الأساسي من مدرسة عوني الحرتاني الثانوية للبنات بمديرية التربية و التعليم في شمال غزة، و سطّرته يداها، و الذي كان عبارة عن جهاز تسخين للمياه عن طريق الطاقة الشمسية بإمكانات بسيطة و متواضعة.

تغلّب على الحصار

و عن فكرة عمل الجهاز تقول الطالبة المبدعة عبد الهادي، إنها تقوم على الاستفادة القصوى من أشعة الشمس - التي لا تغيب إلا أياما معدودات طوال العام - في تسخين المياه للاستخدام المنزلي، خاصة مع غياب التيار الكهربائي لفترات لا تنتهي، و صعوبة اقتناء السخانات المتوفرة في الأسواق لارتفاع ثمنها مقارنة مع الأوضاع الاقتصادية للسواد الأعظم من الغزيين.

و أشارت إلى أن درجة حرارة الماء القصوى التي يوفرها السخان تصل إلى (87 مئوية)، فيما يكفي الناتج الذي يوفره السخّان نحو (15) شخصاً.

تكرار الحروب و الاعتداءات على قطاع غزة، و ما يرافقها من انتشار للكرافانات المتنقلة عوضاً عن أوضاع أهل القطاع الاقتصادية المتردية، و غير ذلك من أسباب، لا تغيب عنها أزمة الكهرباء المستعصية عن الحل، كانت جميعها الدافع وراء التفكير جديا في هذا المشروع الذي لا تتعدى تكلفته المالية الـ(150) شيكلا فقط؛ كما قالت الطالبة عبد الهادي.

و يتكون الجهاز من نحو 40 متراً من خراطيم المياه سوداء اللون، و لوح زجاجي بمساحة 1متر مربع، و لوح خشبي، و بضعة مسامير، دون أي استخدام لمواسير النحاس مرتفعة الثمن.

دور المدرسة

الإبداع لا يأتي من العدم .. و هذا ما أكدته الطالبة عبد الهادي حين أشارت إلى الدور الكبير الذي لعبته مديرة المدرسة أ. سهام حميد و معلماتها في تشجيعها و رعايتها و تحفيزها للإبداع و التميز و تحقيق ما تصبو إليه من آمال و تطلعات، بما يخدم المجتمع و يساهم في نهضته.

و لفتت إلى أنها تنوي مواصلة مشوارها الأكاديمي بطريقة غير تقليدية من خلال التوجه إلى تخصصات غير تقليدية أيضا لتضع لها بصمة في هذه الحياة الدنيا، لتؤكد على جدارة الفتاة الفلسطينية بالتميز و الإبداع و في كافة الميادين.

أما مديرة المدرسة أ. حميد فأعربت عن فخرها و اعتزازها بالطالبة المبدعة عبد الهادي، مشيدة بدور المديرية و من خلفها الوزارة في تبني الأفكار الإبداعية و المشاريع الطموحة التي من شأنها تحقيق رفعة الوطن و المواطن.