شكراً ليبرمان

شكراً ليبرمان
كتب غازي مرتجى

ما كشفته يديعوت أحرونوت عن إمكانية عقد لقاء ثلاثي بين الرئيس أبو مازن - الرئيس السيسي ونتنياهو في القاهرة قد يكون أكثر واقعية من انتظار المبادرة الفرنسية , لكن الأبعاد السياسية إقليمياً ودولياً للقاء ستكون في غاية الإحراج والصعوبة .

يجب أن نُوجه الشُكر لـ"ليبرمان" لموافقته للانضمام لحكومة نتنياهو ويكفي أن نجمع كل تصريحاته العنصرية التحريضية صوتاً وصورة لإثبات تطرف الحكومة الإسرائيلية  الأعمى .

لم يُبالغ محلل سياسي إسرائيلي عندما صنّف نتنياهو بأنه الأكثر إعتدالاً في الحكومة الاسرائيلية المنوي تشكيلها , ففي حال قياس تصرفات نتنياهو الصبيانية النابعة من عُقدة تاريخية لا أكثر تجده "معتدل" فعلاً - بل ربما في قمة الاعتدال .

هذا هو الداخل الإسرائيلي الذي يحاول الأخ محمد المدني والسيد الهباش التأثير عليه , "اللامنطق" أصبح واقعاً يتحكّم بالسياسية الفلسطينية - فما فائدة اللقاء بأي من الشرائح في الداخل الاسرائيلي والنتائج "عكسية" حتى التزام الجمهور الاسرائيلي اليمين الوسط أصبح من الماضي .

تتحكم في إسرائيل عصابة من المتطرفين والمستوطنين تحكمهم نزوات سادية بعضها عن عقائدية وأخرى عن عُقدة تاريخية , والفلسطينيون للأسف يستخدمون ذات الوسائل بذات الأدوات التي باتت لا تؤتي أكلها وتُكلّف الشعب الفلسطيني المُحاصر مواقف سياسية عدا عن الأموال !

أما الرئيس أبو مازن الذي يعمل ويكّد من أجل حشد الدعم الدولي لحشر إسرائيل في زاوية رفض المبادرة الفرنسية والإجماع الدولي فإنّه سيضطر لقبول اللقاء مع نتنياهو في القاهرة في حال دعا لذلك الرئيس المصري , ذلك أنّ أي تحرك مصري سيكون بدعم عربي , وقد رشحت معلومات  أن الدول العربية تتجه لتعديل مبادرتها للسلام التي أطلقها ملك السعودية المرحوم , لتأتي بمبادرة أقل "كُلفة" على إسرائيل وأكثر تنازلاً وأعلى تراجع في الموقف العربي .