المطران حنا يستقبل وفدا اكاديميا بولنديا

رام الله - دنيا الوطن
استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس وفدا اكاديميا بولنديا ضم عددا من اساتذة الجامعات البولندية الذين يزورون مدينة القدس والاراضي الفلسطينية في زيارة تحمل الطابع الاكاديمي والعلمي وبهدف اطلاق مبادرات تعاون مع عدد من الجامعات والمؤسسات التعليمية الفلسطينية ، وقد تجول الوفد في البلدة القديمة من القدس وزاروا كنيسة القيامة والمسجد الاقصى المبارك وعدد من المؤسسات التعليمية والاهلية في المدينة المقدسة .

وقد القى سيادة المطران عطا الله حنا محاضرة امام الوفد حيث وضعهم في صورة ما يحدث في المدينة المقدسة من سياسات اسرائيلية مخططة ومبرمجة هادفة لتغيير الطابع التراثي والديني والوطني لمدينة القدس ، وهنالك استهداف لكل ما هو فلسطيني في المدينة المقدسة ولا يستثنى من ذلك المؤسسات والمقدسات الفلسطينية في مدينة القدس .

وقد رحب سيادته بزيارة هذا الوفد الاكاديمي البولندي الذي يحمل رسالة سلمية انسانية حضارية وهدفهم الاساسي هو التضامن مع شعبنا والتعرف عن كثب على ما يحدث في هذه البقعة المقدسة من العالم من انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان تستهدف الوجود العربي الفلسطيني الاصيل في هذه الديار .

وقال سيادته بأن المسيحيين الفلسطينيين متمسكون بانتمائهم الوطني ودفاعهم عن قضية شعبهم فهم ليسوا طائفة معزولة عن محيطهم العربي الفلسطيني ، بل هم في قلب هذه الامة وفي قلب هذا الشعب وهم مطالبون لكي يكونوا دوما ملحا وخميرة لهذه الارض .

المسيحيون الفلسطينيون لن تنحرف بوصلتهم وستبقى دائما هذه البوصلة مسيحية بامتياز ووطنية عربية فلسطينية تنادي بالعدالة والحرية والكرامة لشعبنا الفلسطيني.

القضية الفلسطينية هي قضية مسيحية كما انها قضية اسلامية وقضية تخص كافة احرار العالم من كافة الديانات والقوميات والثقافات .

المسيحي في فلسطين هو في وطنه وهو يعيش في بقعة انطلقت منها المسيحية الى مشارق الارض ومغاربها ولذلك فإننا متعلقون ايمانيا وتاريخيا وحضاريا ووطنيا بهذه الارض المباركة التي اسمها فلسطين .

نحن دعاة اخوة ومحبة وسلام وسعينا دائم من اجل الحفاظ على قيم التلاقي الاسلامي المسيحي والعيش المشترك بين ابناء الشعب الفلسطيني الواحد خدمة لشعبنا وقضيتنا الوطنية وتكريسا للقيم الانسانية والاخلاقية المشتركة التي توحدنا جميعا كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد الذي لا يقبل القسمة على اثنين .

ردنا على هذه الهجمة الهمجية الشرسة التي فيها يستغل الدين لاغراض غير انسانية وغير حضارية ردنا يجب ان يكون من خلال تكريس لغة الحوار والتفاهم والمودة والتلاقي وقد كان لقاء قداسة البابا فرنسيس وفضيلة شيخ الازهر رسالة انسانية حضارية بامتياز لكل دعاة التطرف والتخلف في منطقتنا وفي عالمنا .

في وطننا العربي المسيحيون والمسلمون يعيشون معا منذ قرون طويلة واليوم الايادي المشبوهة والمتآمرة والمعادية تسعى لتشويه صورة مشرقنا الحضارية والانسانية والروحية، اعداء الانسانية يريدون تدمير كل ما هو جميل في منطقتنا فهنالك دول غربية متواطئة وممولة ومخططة لهذا التدمير الممنهج الذي يستهدف منطقتنا .

ان الدول الغربية المنحازة لاسرائيل والتي تدعمها اقتصاديا وسياسيا وتبرر افعالها وسياساتها هي ذاتها التي تدمر في سوريا وفي العراق وفي غيرها من الاماكن .

لا يمكننا امام هذا المشهد الدموي ان نبقى صامتين ولا يمكننا ان نتجاهل الدمار والتشريد والخراب والضحايا نتيجة هذا الاستهداف لاقطارنا العربية .

في الوقت الذي فيه ننادي بالعدالة لفلسطين نقول للمتآمرين على وطننا العربي ارفعوا ايديكم عن سوريا وعن شعبها ومقدساتها وتاريخها وتراثها وحضارتها .

ونحن في فلسطين وان كنا نعيش احزاننا والامنا بفعل الاحتلال وعنصريته الا اننا ايضا نعيش آلام سوريا واحزانها وما تعرضت له خلال السنوات الاخيرة هو وصمة عار في جبين الانسانية التي تنادي بالدفاع عن حقوق الانسان من جهة ومن جهة اخرى تبعث بالدمار والخراب والارهاب الذي يستهدف منطقتنا وشعوبنا .

تحدث سيادته عن وثيقة الكايروس الفلسطينية وطالب الاكاديميين البولنديين بتبني هذه الوثيقة وقال لهم كونوا سفراء لاعدل قضية انسانية عرفها التاريخ الانساني الحديث الا وهي قضية الشعب الفلسطيني ، ودافعوا عن مشرقنا العربي مهد الحضارات والثقافات والاديان ودافعوا عن سوريا لان من يدافع عن فلسطين وعن سوريا انما يدافع عن الانسانية وعن القيم الاخلاقية والروحية في عالمنا .