مركز الدراسات النسوية ينفذ برنامجا تفريغياً باستخدام الرسم التعبيري

مركز الدراسات النسوية ينفذ برنامجا تفريغياً باستخدام الرسم التعبيري
رام الله - دنيا الوطن
نفذ مركز الدراسات النسوية وبالتعاون مع المؤسسة السويدية كفينا تل كفينا والمجلس الثقافي البريطاني، برنامجا تفريغيا باستخدام الرسم التعبيري لعدد من فاقدات القدس، يأتي ذلك ضمن برنامج المرأة والاحتلال والفقدان وضمن خطة الدعم الشمولي الذي ينتهجها المركز منذ سنوات بقضايا التأثير النفسي والاجتماعي الناجمة عن سياسات الاحتلال الإسرائيلي والانتهاكات التي تعانيها النساء على المستويات النفسية والاجتماعية.

" أنا ام طه لما بتنهد ما حدا بفهم تنهيدتي وحرقة قلبي غير أم موسى وأم عبد الرحمن لأنهم عايشين وجعي وحاسينه" هذا ما قالته إحدى النساء المقدسيات المشاركات في البرنامج التدريبي، فالألم ووجع الفراق ومرارة الاحتلال هو العامل المشترك الذي جمع فاقدات القدس ليرسمن بريشة الوجع لوحة فنية تجسد معاناتهن من ألم الفقدان وعذاباته، والتأثير النفسي والاجتماعي الناجم عن سياسات الاحتلال الإسرائيلي والانتهاكات التي تعانيها النساء الفلسطينيات كافه.

اللوحة الفنية التي قامت المشاركات برسمها

" نعيش بموت سريري" هذا ما يروينه نساء القدس عن  شعورهن بمرارة  الفقدان المتجسد في صورة استشهاد، اعتقال، إصابة، هدم بيت أو سلب أي نوع من أنواع الحقوق والأملاك والناتجة عن ممارسات الاحتلال، فتقول إحداهن  "نربي أولادنا لكن إحساسنا أنهم ليسوا لنا، رصاصة واحده بثلاث شواقل قادرة أن تخطف ابني مني وهذا إحساسي بكل لحظة"، بينما تقول أخرى "أبحث عن طريقه واحدة تجعلني لا أتعلق بأبنائي، أريد آلية واحده فقط تنهي مصطلح الحب في حياتي، صرت أخاف أحبهم ليروحوا مني".

وعن الهدف من تنفيذ  برنامج الدعم النفسي باعتباره أحد أليات الدعم التي ينتهجها برنامج" المرأة والاحتلال والفقدان في القدس" تقول سهر عمر" أن الجميع يرى وجع النساء الفاقدات لكن لا أحد قادر على أن يشعر به سواهن، فالمرأة  المقدسية الفاقدة تحتاج إلى الدعم النفسي والإجتماعي ولا احد يستطيع تقديم هذا الدعم سوا من مرت بذات الشعور والمعاناة.

المرأه والإحتلال والفقدان، جاء الإهتمام بهذا البرنامج بناء على تجاربنا في العمل مع النساء فقد مثلت مجزرة جنين العام 2002شرارة الإنطلاق في العمل فبعد زيارتنا لمخيم جنين أثناء المجزرة مع فريق من الأطباء الدوليين ولقاؤنا لنساء المخيم أدركنا بإن مهمتنا تحتم علينا الإنطلاق من مرحلة إدراك ما تعانيه الفاقدات إلى العمل من أجلهن وبالذات ممن تعرضن لصدمة الفقدان من خلال تطوير استراتيجيات لتخطي الصدمة بمنهجية فلسطينية خالصة موجهة نحو التغيير من خلال نهج من فاقده إلى فاقده وهي المنهجية التي طورها مركز الدراسات النسوية كمنهجية فلسطينينة أولى واستراتيجيات الدعم الشمولي كذلك، فمن الطبيعي أن تقدم الفاقده المساعده لمثيلاتها من الفاقدات فتجربتهن الشخصية هي الحافز القوي والقوه الدافعه لتقديم الدعم لهن خاصة بفهمهن العميق لباقي الفاقدات باعتبارهن يتشاركن أحساس الفقد.