سفارة فلسطين في المغرب تصدر بيان في ذكرى النكبة

سفارة فلسطين في المغرب تصدر بيان في ذكرى النكبة
رام الله - دنيا الوطن
أصدرت سفارة دولة فلسطين في المغرب صباح اليوم بيان في ذكرى النكبة .

نص البيان كما وصلنا :

تحل الذكرى الثامنة والستون لاغتصاب فلسطين ( نكبة فلسطين )، وما زال شعبنا الفلسطيني يواصل مسيرة كفاحه الوطني من داخل وخارج ارضه دفاعا عن الارض والكرامة والحرية والاستقلال، وبعد سبعة عقود من الزمن مرت على الجريمة النكراء في حق شعبنا  الفلسطيني، والتي قامت بها قوى الاستعمار الامبريالي في القرن العشرين، باقتلاع الشعب الفلسطيني من ارضه في وطنه فلسطين وتشريدة بالقوة والقهر، لافساح المجال للغزاة المستعمرين، استيطان البلاد من خلال استخدام وسائل الارهاب والتقتيل وتنفيذ سياسة الارض المحروقة وافتعال عمليات التزوير بحق التاريخ وسرقة وانتحال التراث والثقافة، من خلال استخدام الدعاية "الصهيونية" التضليلية وفق شعارات كاذبة مخادعة لكسب التعاطف الدولي .

وقد قامت عصابات الاجرام "الصهيونية" وعلى راسها الهاغانا  بقيادة بن غوريون وعصابة ارغون بقيادة بيغن وعصابة شتيرن بقيادة شامير، بارتكاب المجازر الجماعية بحق ابناء شعبنا الفلسطيني في مدنه وقراه في العام 1947 .

إن ضياع فلسطين بعد ان تمكن الاحتلال "الصهيوني" من ضم 80 بالمائة من مساحتها  تحت مسمى دولة اسرائيل، كان بسبب التهاون والتآمر الدولي  وبسبب غياب موقف عربي موحد  في إطار إستراتيجية ذات رؤية قادرة لمواجهة التحديات المصيرية وخاصة تلك التي تعصف بالأمة العربية هذه الأيام ، مما أفسح المجال لقوى الإرهاب والشر  وفي مقدمتها الاحتلال الإسرائيلي لفرض هيمنته بالقوة على فلسطين وبعض محيطها العربي وجعلها في مأمن من المسائلة الأخلاقية والقانونية أمام جرائمها العديدة بحق الشعب الفلسطيني.

وبالرغم من تفاقم الصراع وتبعاته الخطيرة على المشروع الوطني الفلسطيني،  ورغم كل السنوات الاليمة والتي حملت في طياتها تحديات كبيرة دفع خلالها الشعب الفلسطيني ثمنا باهظا من دماء قادته ومناضليه في خندق المواجهة المصيرية عبر ثورته العملاقة المجيدة، والتي اكد من خلالها للعالم اجمع  بانه ليس رقما بائسا لإعداد الخيام المحصية في الانروا، بل انه صاحب حق عادل ومشروع مهما تقادم عليه الايام سيبقى في وجدان وعقول وقلوب الفلسطينيين أينما وجدوا .

ولابد هنا ان نذكر العالم  مرة تلو الأخرى،  بأن قضية الشعب الفلسطيني  رقم صعب  لا يمكن تجاوزه في اي معادلة حل بالمنطقة، لانها تحمل في طياتها تاريخ وثقافة وحقوق شعب له مكانته بين شعوب الارض منذ الاف السنين ، وان عدم جدية القوى الكبرى في ايجاد حل عادل للصراع  سيبقى يتحمل تبعات نتائجه الكارثية، فالتاريخ يؤكد بان مفتاح الحرب يبدأ من فلسطين ومفتاح السلم أيضا يبدأ في فلسطين .

وتأتي هذه الذكرى الأليمة وشعبنا الفلسطيني يواصل كفاحه الوطني باستبسال وعزيمة لا تلين، لانتزاع حقوقه التاريخية وتأكيد إقامة كيانه السياسي على ارضه وتثبيت هويته العربية الفلسطينية في فلسطين  وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة ، وعاصمتها القدس الشريف.

على الرغم من قسوة المعاناة التي عاشها ويعيشها الشعب الفلسطيني على مر العصور، وإيمانا وقناعة بأن أرض فلسطين سلبت من أصحابها بسبب المؤامرة الدولية عليها، إلا أن الشعب الفلسطيني وقياداته قبلت السلام ومدت يدها لصنع السلام على أرض السلام فلسطين، فقد قبلنا المبادرات وقرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات التي تهدف الى إنهاء هذا الصراع ولكن فوجئنا وفوجئ العالم بالرد الإسرائيلي للسلام .

وعليه فان المجتمع الدولي والدول الكبرى مطالبة بتحمل مسؤوليتها والعمل بإلزام اسرائيل على القبول بقرارات الشرعية الدولية والانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة كما وندعو العالم لتحمل مسؤلياته الأخلاقية والسياسية أمام التاريخ لما يحدث لشعبنا الفلسطيني على ايدي قوى الاستعمار وعلى رأسها الاحتلال الإسرائيلي "الصهيوني" البشع، كما نؤكد على ضرورة اطلاق حملات تتضمن فعاليات سياسية وفكرية واعلامية وثقافية في انحاء العالم للتذكير بالظلم والحيف الكبير  الذي لحق بالشعب الفلسطيني نتيجة تآمر قوى الاستعمار الامبريالي،  وتغير مصالح القوى الإقليمية والدولية في المنطقة العربية. كما ندعو قوى العالم الحر في المحافل الدولية المؤثرة للعمل على وضع حد لانتهاكات الاحتلال الاسرائيلي اليومية بحق شعبنا، وتوفير حماية دولية له من آلة القتل والتدمير والعنف الممارس بحقه  في مدنه وقراه ومخيماته، ووقف عمليات  مصادرة الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية،  ووقف عمليات التهجير من اماكن تواجده ، واقامة المستوطنات الغير شرعية،  والتوقف عن ممارسة عمليات القتل اليومية بحق الاطفال والشبان،  كذلك وضع حد للانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان  والمقدسات الاسلامية والمسيحية وخاصة في القدس والخليل وغيرها من مدن فلسطين المحتلة .

كما ان ذكرى يوم النكبة  يدعونا للعمل الجدي على إنهاء الانقسام المؤلم  في جسم شعبنا وتوحيد كلمته ورص صفوفه واستعادة زخمه في اطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، لاستكمال بناء المشروع الوطني الفلسطيني  والذي ضحى لأجله عشرات الآلاف من الشهداء وعلى رأسهم قائد المسيرة الخالد ياسر عرفات ورفاق دربه، ولاقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

وأمام تجلي هيبة قامات امهاتنا واطفالنا وهم يقاومون الاحتلال في ساحات الوغى  وإمام مجد فلسطين التليد،  فاننا نقف احتراما وإجلالا لننحني أمام أرواح شهدائنا البررة والذين سقطوا دفاعا عن فلسطين  ولا ننسى ايضا اسرانا البواسل  خلف حيطان معتقلات الاحتلال وزنازينه  وهم يخوضون معركة الكرامة والصبر  لنيل حرية الوطن وفي مقدمتهم الاطفال والنساء والشيوخ والشبان،  مؤكدين للعالم اجمع  مواصلة مسيرة الكفاح الوطني  لاستعادة الحقوق التاريخية العادلة لشعبنا داخل وخارج ارضه في وطنه فلسطين .

التعليقات