أحمد داوود أوغلو من سياسة "صفر مشاكل" إلى مواجهة "أعقد المشاكل"

أحمد داوود أوغلو من سياسة "صفر مشاكل" إلى مواجهة "أعقد المشاكل"
رام الله - دنيا الوطن - وكالات 
يعتقد على نطاق واسع أن الانباء التى ترددت عن اعتزام رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو تقديم استقالته في المؤتمر العام الطارئ لحزب العدالة والتنمية الحاكم المقبل خلال أسبوعين أنباء مفاجئة.

ويعود هذا الاعتقاد إلى فترة الخدمة الطويلة التي قضاها داوود أوغلو مع الرئيس رجب طيب إردوغان، التي شملت عدة مناصب في حكومة إردوغان. فضلا عن أن الأخير اعتبره الخيار الاول له شخصيا وللحزب عندما انتهت فترتي ولايته في منصب رئاسة الوزراء وهو المنصب الأقوى في البلاد ليخلفه.

وكان المعارضون لسياسة حزب العدالة والتنمية الإسلامي يصفون أوغلو بأنه دمية في يدي إردوغان. لكن أوغلو (57 عاما) دخل مؤخرا على مايبدو في خلاف مع إردوغان حول تعديل دستور البلاد ليصبح دستورا رئاسيا بدلا عن عن النظام البرلماني.

وقد جرد أوغلو مؤخراً من سلطته في تعيين مسؤولي حزب العدالة والتنمية في الأقاليم التركية.

ولد داود أوغلو عام 1959 في مدينة كونيا وسط تركيا، وأتم الدراسة في المرحلة الثانوية في إسطنبول، ليلتحق بجامعة البوسفور ويحصل منها على درجة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية عام 1983.

وبعد ذلك بعدة سنوات حصل داوود اوغلو على درجة الماجستير في الإدارة العامة ثم الدكتوراه في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من الجامعة ذاتها.

وعام 1990 التحق بالعمل في الجامعة الإسلامية الدولية في ماليزيا، وأسس قسم العلوم السياسية بعد ذلك بثلاثة أعوام. وأصبح أول رئيس للقسم ثم انتقل إلى تركيا ليعمل في عدة جامعات فيها حتى عام 2002.

لداود أوغلو كتب والمقالات في السياسة الخارجية، وترجم عدد من مؤلفاته ومقالاته إلى اللغات العربية واليابانية والبرتغالية والروسية والفارسية والألبانية.

نشاط سياسي ودبلوماسيوفي عام 2002 فاز حزب العدالة والتنمية بالانتخابات العامة ليلتحق داوود اوغلو بالحكومة في منصب كبير مستشاري رئيس الوزراء ثم كسفير متجول لبلاده في العام التالي.

وعام 2009 كان داوود اوغلو مع مرحلة بزوغ نجمه، في منصب وزير الخارجية ليبدأ مرحلة جديدة من الدبلوماسية التركية التي وضع لها هدفا سماه "صفر مشاكل" مع الدول المجاورة للتفرغ لعملية البناء الاقتصادي.

في عام 2014 وبسبب الدستور القائم اضطر إردوغان إلى ترك منصبه كزعيم لحزب العدالة والتنمية وكرئيس لوزراء البلاد ورشح داوود اوغلو ليتولى المنصب الذي استمر به حتى الآن.

لكن التطورات الأخيرة تأتي في وقت يتزايد فيه عدم الاستقرار في تركيا، التي تواجه صراعا متصاعدا مع المتمردين في حزب العمال الكردستاني، وهجمات من قبل مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية"، وعلاقات يشوبها التوتر مع الجوار، إضافة إلى الأفواج الكبيرة من المهاجرين واللاجئين.

 

التعليقات