فيديو..الشاب حسام السدودي كسر حاجز الإعاقة فأبدع في المحاماة

فيديو..الشاب حسام السدودي كسر حاجز الإعاقة فأبدع في المحاماة
رام الله –دنيا الوطن- عمر اللوح 
تصوير: محمد الدهشان
مونتاج: خليل علوان

،، تمنى أن يكون عضوا في البرلمان ليدافع عن حقوق المهمشين 

،، تحدى الإعاقة واندفع نحو هدفه المنشود بالحصول على درجة الدكتوراة من أشهر الجامعات

،، استغرب البعض التحاقه بكلية الحقوق لأنها مهنة الأصحاء نظرا لمتاعبها 


لم تحل الإعاقة أمام الشباب حسام السدودي دون تحقيق طموحه بأن يصبح محاميًا ماهرًا ليدافع عن قضايا شعبه في المحافل الدولية حسام وهو طالب في كلية الحقوق مستوى ثالث يدرس في جامعة الأزهر بغزة كافح وتحدى ظروف الحياة ليصل الى حلمه رغم الإعاقة التي يعاني منها نتيجة خلقية أثناء الولادة مما جعلت منه إنسانا عاجزا على الحركة. 

سأدافع عن حقوق المهمشين

ويروي حسام (23 عامًا) الذي يقطن بحي الشجاعية بالقرب من الخط الشرقي شرق مدينة غزة وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة لــ" دنيا الوطن" قائلاً: "لم تندثر أحلامي ولم تتلاش مع مرور  الزمن بل سعيت جاهدًا لتطويرها ويتابع والعزيمة تدب في قلبه: منذ أن وعيت على الدنيا وجدت نفسي أعاني من إعاقة والآخرين يسيرون أمامي، بكامل قوتهم فلم أشعر بالحزن كثيرًا على حالي لأن هذا القدر مكتوب لي وأنا راضية به. 

ويرى حسام بأن البعض استغرب عندما سمع بدراستي بكلية الحقوق لأصبح محاميًا ناجحًا ولم يعرفوا أن السبب الرئيس هو أن أثبت للجميع بأن هذه المهنة التي تحتاج المتاعب الكبيرة لا تقتصر على الأصحاء فحسب لأنني أسعى لأدافع عن قضايا الناس البسيطة والمغلوب على أمره في المجتمع الفلسطيني.

عوائق كثيرة

ورغم كثرة العوائق التي حالت نوعا ما من سرعة وصول حسام لطموحه ولكنه لم يستسلم لليأس بل كانت الإرادة تدفعه للمضي قدما نحو مبتغاه فيقول:" من أكثر العوائق التي تواجهني شخصيا صعوبة الوضع المالي وهو مرتبط بالوضع المأساوي في قطاع غزة وكذلك لا يساعد على التطوير من إمكانياتي، ولكنني أتحدى الصعاب قدر الإمكان.

ويمضي حسام في حديثه لــ" دنيا الوطن" هناك ضعف كبير في دعم الأشخاص الذين يعانون من إعاقة في كافة المجالات الحياتية ولا أدري لماذا هذا التجاهل لنا؟ مشيراً بنبرات حزينة إلى ما كان يدفعه إلى الذهاب للجامعة على كرسيّ المتحرك من بيتي على الخط الشرقي بحي الشجاعية إلى جامعة الأزهر مما يشعرني بالتعب وشدة الإرهاق.

يتوقف حسام لدقائق ثم يعاود الحديث لــ" دنيا الوطن" فيقول: مكثت فترة طويلة في البيت بسبب المرض ولم أستطع حضور المحاضرات ومع ذلك كنت أذاكر في البيت بالإضافة إلى تعطيل الكراسة المتحركة كهربائيا وقصف بيتنا في الحرب الإسرائيلية الأخيرة.

وُلدت العزيمة فاندثر اليأس

ومما لا شك في أن الصعوبات والعوائق التي تقف في وجه الإنسان لا بد لها الا أن تزول أمام العزيمة التي تدب بالقلب لتدفع العقل للتحرك لتنفيذه واقعا عمليا في حياة الإنسان وهنا يضيف حسام استطعت أن أتفوق في دراستي بكلية الحقوق بل استطعت أن اندمج في المجتمع بسرعة كبيرة وأكون علاقات اجتماعية مميزة.

ويكمل وعيونه تبرق أملا بمستقبل مشرق له: وصلت إلى قاعة المحكمة بكل جرأة وشجاعة دون خوف أو ذعر فأصبحت كالذي يخرج من بين ركام الدمار ليشمر عن ساعد الجد ليواصل الطريق نحو المراد ويستدرك بالقول: ورغم انتقال كلية الحقوق إلى منطقة المغراقة ولكني لم أيأس أبدًا فواصلت تعليمي.

حلم المستقبل

وسط ابتسامة عريضة من حسام يقول لــ"دنيا الوطن " أحلم في الحصول على درجة الدكتوراة في القانون المدني من أشهر الجامعات الدولية وسوف أحقق هذا الحلم رغم كافة الصعوبات وبيّن إلى أنه يوجد العديد من الأفكار التي يسعى لتطويرها في حياته خارج نطاق القانون وهي كتابة الشعر حيث إنه انتقل بسرعة من مرحلة إلى أخرى.

وأفاد لـ"دنيا الوطن بالقول أنه من أكبر الانجازات التي حققته هي خطوبة شريكة العمر رغم إعاقتي وزوجتي خريجة لغة عربية وهي من الأصحاء وبين أنه يتمنى في المستقبل القريب أن يصبح عضوا تحت قبة البرلمان ليدافع عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة.