مُحللون وكُتّاب يجمعون على إمكانية "تسخين محسوب" على حدود غزة : ثلاثة خيارات أحدهما مُستبعد !

مُحللون وكُتّاب يجمعون على إمكانية "تسخين محسوب" على حدود غزة : ثلاثة خيارات أحدهما مُستبعد !
خاص دنيا الوطن - من عبير مراد

منذ الهدنة الأخيرة بين المقاومة والاحتلال في غزة بقيت الأمور هادئة دون تصعيد كبير الى أن تصاعدت وتيرة الأحداث منذ يومين على حدود قطاع غزة، فقامت قوات الاحتلال منذ أمس باطلاق عدة قذائف استهدفت مواقع للمقاومة وأخرى للضبط الميداني في غزة فيما ردت المقاومة باطلاقها العديد من القذائف من نوع "الهاون" على مواقع ناحل عوز وصوفا على الحدود مع غزة .

وشهدت الأوضاع توترا كبيرا خلال هذا اليوم خصوصا من قبل الجانب الاسرائيلي الذي رفع حالة التأهب القصوى على الحدود فيما أعلنت مصادر عبرية عن نشر بعض الدبابات خشية تصعيد محتمل .

وجاءت ردود فعل المقاومة في غزة شديدة اللهجة حيث حملت اسرائيل المسؤولية عن خرقها للهدنة وقالت أنها في اجتماع تشاوري مع اجنحتها العسكرية للتشاور للرد على هذا التصعيد .

في هذا الاطار دنيا الوطن توجهت للمحللين في الشان الاسرائيلي الذين استبعدوا مواجهة كبيرة واكتفوا بالقول أن التصعيد ربما سيقتصر على الشكل المتخذ من قبل الجيش الاسرائيلي والمقاومة منذ يومين .

ارهاصات التصعيد واردة
حيث قال المحلل السياسي ابراهيم المدهون لدنيا الوطن"ان اسرائيل بتصعيدها الحالي تسعى الى زيادة قدرة الردع لديها بعد العدوان الأخير على غزة وتريد اسرائيل ارسال رسائل تطمينية لجمهورها مبينا أن الجيش الاسرائيلي يقوم بمجموعة من الاجراءات لتكثيف عمله على حدود غزة من خلال توغله المحدود في المقابل المقاومة ردت على التصعيد بقصف من قبل سلاح الهاون وقد قصدت المقاومة الاشتباك مع قوة اسرائيلية بالامس كانت متوغلة بشكل محدود في غزة تزامنا مع زيارة لنتنياهو .

واكد "الحديث عن حرب واسعة وشاملة غير وارد حاليا لكن الحالة الموجودة في غزة لم تعد تحتمل واي مواجهة وتصعيد وان كان محدود فانه سيفتح الاحتمالات الكثيرة امام توسعه وقد يتدحرج الى مواجهة كبيرة خصوصا ان المقاومة قبل أيام ان استمرار الحصار والتضييق هو نوع من العدوان ينذر بالانفجار .

وأشار المدهون" قصف المقاومة المواقع المحاذفية لغزة بقذائف الهاون يدخل في اطار ارسالها رسائل للاحتلال وانها ستكون جاهزة لمواجهة أي عدوان على القطاع مهما كان حجمه، وهي رسائل ايضا منها "أن اي تجاوز سيكون الرد عليه بمستوى هذا التجاوز .

ونوه "كل التصريحات التي تصدر عن الاحتلال وقادته هدفها الردع النفسي لان الطرفين حتى اللحظة يحاولان تجنب المواجهة والدخول في صدام عنيف وتقديرات الجيش تصب في محاربة الأنفاق ويعتمد فيه على صراع الأدمغة وهو يحاول عدم التورط بمواجهة مع غزة تقود لحرب كبيرة ومع ذلك نحن الان نعيش واقع متفجر ومعادلة خطيرة واي حدث طارىء وغير محسوب من أي جهة سواء المقاومة أو الاحتلال  فربما ندخل حالة المواجهة الحتمية خصوصا لو ترافق مع هذا الحدث وجود قتلى من الجيش أو شهداء من الجانب الفلسطيني .

وختم المدهون"استبعد رد صاروخي من قبل المقاومة على البلدات لكن اذا ما وسع الاحتلال قصفه اعتقد ان المقاومة ستتوسع في ردها كمّا ونوعا ومسافة مشيرا أن المواطن الفلسطيني يعيش حالة من القلق لتجدد التصعيد وخصوصا انه يترافق مع استمرار الحصار واستمرار اغلاق معبر رفح وكل هذه هي ارهاصات لبداية مواجهة جديدة وهو ما لا ترغبه الفصائل والاحتلال .

خيارات ثلاثة أحدها مستبعد :

أما الكاتب والصحفي عامر أبو شباب فقال :"ازمة حماس في غزة بسبب الحصار وانغلاق الأفق العربي والتباين الاقليمي الحاد ومجمل الوضع الفلسطيني المرتبك يدفع حماس للذهاب مرة ثانية نحو دفع الأمر للتصعيد وفق ما يسمى "سياسة حافة الهاوية" التي أعلنتها كتائب القسام "فك  الحصار أو الانفجار" وما يحدث منذ اكتشاف النفق شرق رفح حتى زيارة نتياهو له ترجمة متدحرة للتهديد الحمساوي، وحكومة نتياهو تلجأ لنفس السياسة وهي ترى غزة مقبلة على الانفجار وبعدما تلقت رسالة "حافلة القدس" القوية والمصاحبة لتصريحات "للصبر حدود" وللخروج من ازمة رفض المبادرة الفرنسية اتجهت اسرائيل للتصعيد ولذلك نحن أمام احتمالين وثالث غير مقبول"

وعن تلك الخيارات قال أ بو شباب :"الثالث غير المقبول خيار المراوحة والتسويف -  الخيار الثاني: تصعيد محسوب يخدم المفاوضات التي تقودها تركيا وتشارك فيها قطر لتخفيف الحصار أما الخيار الأول :اندفاع الطرفين لحرب تفتح الخيارات لهما أو تساهم في انجاز اتفاق مؤقت تحت الضغط."

وعن الخيار الأكثر واقعية قال الكاتب أبو شباب :"صراحة التحليل العقلاني يقوم على الحقائق والبيانات التي لا توفرها الأطراف حول المفاوضات غير المباشرة ومدى تقدمها وكل ما يسرب محسوب ومقصود ولا يعتمد عليه-لكن الحركة العسكرية جنوبا واضحة ووصول قادة الاحتلال لرفح يدلل على ان الوضع طارئ ومهم وأولوية لدى حكومة الاحتلال بمعنى على طاولة القرار" مضيفاً :"كل المؤشرات تدل على انسداد , وما تعرضه حكومة اليمين على تركيا وحماس غير مرضي لأن اسرائيل ترى أن الوضع الاقليمي لا يجبرها على تنازلات لكنها تخشى كثيرا من مفاجأت  في الضفة وربما الجولان" .

مواجهة عسكرية رابعة !

بينما أكد الدكتور عمر جعارة المختص في الشان الاسرائيلي في حديث خاص لدنيا الوطن حول تبعات الاحداث المتوترة على حدود غزة"ان نتنياهو وهنية في اخر التصريحات لهم كانت تحمل لهجة التهديد والوعيد وكل التصريحات تؤكد جهوزية المقاومة في غزة لاي مواجهة قد تدخلها مع الاحتلال الاسرائيلي ، في المقابل الاسرائيليون لا يتحملون دخولهم حرب أخرى مع غزة مبينا "ان الخيار المطروح حاليا هو فك الخيار او الانفجار وهو ما يصرح به على الدوام قادة الفصائل .

وتابع"الاسرائيليون منذهلون جدا بالاحداث التي تجري على حدود غزة فهنالك ثلاث حوادث في أقل من 24ساعة وقد اعترف الاعلام باصابة ناقلة اسرائيلية وفضلا عن اطلاق النار هنالك زيارة رسمية كانت لنتنياهو  وجنوده على حدود غزة في الوقت الذي تعرضت المنطقة فيها لقصف من قبل الهاون وبالتالي كل الدلالات تشير لتصعيد لا حرب كبيرة موسعة .

وأضاف جعارة"الحرب القادمة اذا ما تصاعدت الأوضاع فانها ستأخذ شكل التصعيد الصاروخي فقط وربما يصل التصعيد نحو استهداف البيوت مشيرا ان التركيز باطلاق قذائف الهاون على ناحل عوز ربما يعزي الى وجود أنفاق للمقاومة اكتشفتها اسرائيل مؤخرا وتسخدمها المقاومة لانها تدرك ان اسرائيل" ليس لها لديها حل" لتمنع سقوطها .

وختم حديثه لدنيا الوطن"طالما تاخر الاعمار وفك الحصار فالتصعيد وارد وكلما تعزز الحصار فالفرص امام جولة مواجهة رابعة جديدة على غزة ستكون كبيرة.