عاجل

  • أربعة شهداء بينهم طفل وعدد من الإصابات في قصف الاحتلال منزلاً في الحي السعودي غرب رفح

سيناريوهات مابعد وقف التنسيق الامني مع اسرائيل !

سيناريوهات مابعد وقف التنسيق الامني مع اسرائيل  !
رام الله – خاص دنيا الوطن- من محمود الفروخ

رغم النداءات الكثيرة و المتواصلة التي تصدر هنا أو هناك  للكثير من المواطنين أو الأحزاب الفلسطينية المختلفة وبعض قادتها التي تُطالب بضرورة الوقف الفوري للتنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي إلا أن غالبية الفلسطينيون لايدركون
ماهي طبيعة السيناريوهات المتوقعة سياسيا وأمنيا وعسكريا بعد اللحظة الأولى من اعلان السلطة عن هكذا قراربشكل رسمي واخضاعه نظريا وعمليا , لاسيما فيما يتعلق بقضايا وجود السلطة واجهزتها الامنية على الارض ومصيرهم والطرق المتاحة لاسرائيل لاعادة بسط سيطرتها الامنية على الضفة الغربية بشكل كامل دون شريك معلوماتي واستخباري , اضافة للخيارات السياسية البديلة للسلطة وطرق المقاومة التي ستكون متوفرة لدى الشعب الفلسطيني لمجابهة الاحتلال من جديد بالاضافة الى خلط اوراق القضية الفلسطينية بين حجرات اللاعبين السياسين الاقليميين الجدد  .

 "دنيا الوطن" حاولت رسم سيناريو تقريبي للمشهد القائم الأمني والسياسي الذي سيخيم على الساحة الفلسطينية في حال اتخذت القيادة الفلسطينية قرارا (مستحيلا) بوقف التنسيق الامني , والذي يعني انهاء السلطة واجهزتها وقادتها، وذلك لأن اسرائيل ومنظومتها الامنية والاستراتيجية تعتبر السلطة اداة أمنية تقوم بدور مرسوم لها فهي وُجدت اصلا حسب المعتقدات الامنية لخدمة امن مواطني دولة اسرائيل .

ويؤكد المحلل العسكري والاستراتيجي اللواء واصف عريقات ان هناك أشكال متعددة للتنسيق بين الفلسطينيين والاسرائيليين أهمها التنسيق الأمني والذي يعتبر شديد الحساسية،مضيفا: " وإذا ما كان هو المقصود وقفه فلسطينيا ونصيا، فهذا ما تعتبره اسرائيل استدارة فلسطينية حادة تأخذها بجدية كاملة وربما تكون صادمة للقيادة الإسرائيلية التي تراهن على عدم جدية السلطة في اتخاذ مثل هذا القرار لا سيما وان هذه القيادة متهمة من الداخل الاسرائيلي بالعجز عن تحقيق الأمن والاستقرار للاسرائيليين".

وتابع في حديث خاص لـ "دنيا الوطن" : " اضافة لاخفاقاتها في مجمل مناحي الحياة الاخرى وهو ما يقلل من إمكانيات هذه القيادة ويحد من قدرتها على اتخاذ خطوات تصعيدية كبيرة في مواجهة القرار الفلسطيني لا سيما وانه يأتي تلبية لرغبة الشعب الفلسطيني وفي ظل ممارسات إسرائيلية وصلت ذروتها في القساوة وامتهان الكرامة الفلسطينية"، لافتا إلى أنها ستلجأ لسن مزيد من القوانين والتشريعات ظاهرها هجومي كقانون ضم الضفة الغربية لإسرائيل لكن باطنها تعبير عن عجز وهروب للأمام وهو السيناريو الأول .

وتحدث اللواء عريقات لدنيا الوطن عن السيناريوهات العسكرية المتوقعة في حال وقف التنسيق الامني وبين ان خيارات اسرائيل محدودة لا سيما وأنها خاضت تجربة اعادة احتلال مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية عام ٢٠٠٢ بعد عملية السور الواقي ولم تحقق اي نتائج إيجابية او أهداف استراتيجية 

ويقول: "تقديري ان اسرائيل ستحاول الالتفاف على قرار السلطة بالابتعاد عن تصعيد المواجهة العسكرية وخداع الشعب الفلسطيني ببعض الإجراءات الشكلية لانها تدرك ان مثل هذا القرار اذا ما اتخذ سيكون محل ترحاب من الشعب الفلسطيني الذي ستعزز معنوياته خاصة اذا ما تبعه التوجه نحو الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام .

اما الخبير في الشؤون الاسرائيلية انس ابو عرقوب فيرسم صورة المشهد الاسرائيلي الداخلي التقريبية فيما يتعلق بردة الفعل الاسرائيلية وتأثيراتها الامنية على اسرائيل حيث أكد لـ"دنيا الوطن" : انه بخلاف الاعتقاد السائد لدى البعض فإن اسرائيل لا تعول على احد في منع وقوع هجمات تستهدف جنودها والمستوطنين في الضفة والقدس والداخل ، متابعا:  "هي تنفذ اعتقالات بشكل يومي  و تطبق اجراءات قمعية وتعسفية تحد من حركة الفلسطينين حتى قبل موجة التصعيد الحالية ، الطبيعي أن الجيش الاسرائيلي لديه مخططات سيلجأ لتطبيقها في حال انقطعت الاتصالات بين الطرفين بمبادرة فلسطينية لاسيما في المجال الاهم وهو الامني الذي يعتبر فائدة كبرى لاسرائيل، ليس من السهل توقعها، ولكن توقف الاتصالات سيؤدي الى تفاقم المعاناة الانسانية في ارجاء الضفة الغربية والذي ستلجأ له اسرائيل للضغط على الفلسطينيين وقادتهم للتراجع عن هذا القرار 

وحول صورة المشهد السياسي المتوقعة والخيارات المتاحة لنا كفلسطينيين بعد الاقدام على قطع العلاقة امنيا مع اسرائيل يضيف الدكتور جهاد حرب استاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت  لدنيا الوطن : أن هناك عدة خيارات سياسية للفلسطينيين منها يتعلق بالحراك السياسي داخل الامم المتحدة كقرار ادانة الاستيطان فيه من اجل محاسبة اسرائيل وكذلك الاستمرار بتمسكنا بالمبادرة الفرنسية رغم رفض الاسرائيليين لها باعتبارها جزء من استراتيجية ووطنية فلسطينية سياسية لادماج المجتمع الدولي في عملية السلام والتحلل من الانفراد الامريكي في رعاية المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية المستقبلية بالاضافة تفعيل خيار المقاومة الشعبية الفلسطينية كرد اساسي على ممارسات واعتداءات واتهاكات الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه المتطرفين  اليومية بحق الشعب الفلسطيني وارضه وممتلكاته ومقدساته.

وتابع: " ردات فعل عنيفة ستلجأ اسرائيل الى اتخاذها على الارض من تصعيد يومي وفرض حصار مشدد على كافة القرى والمدن والمخيمات وتكثيف الحواجز العسكرية التي تقطع اوصال المحافظات وزياد وتيرة بناء وتوسيع المستوطنات في كافة الاراضي الفلسطينية دون خجل دولي , اضافة الى تهويد القدس بشكل كامل وفرض اجراءات قمعية وتعسفية في شتى المجالات على الفلسطينيين في كافة المناطق , منها سحب تصاريح العمال داخل اسرائيل ووقف التسهيلات الاقتصادية للتجار و قف التعامل بالجانب الحياتي لاسيما الصحي مع الجانب الفلسطيني وسحب لهويات المقدسيين والتهيأ لفرض سياسة ترانسفير بالقدس والداخل بطريقة اكثر خشونة اضافة لسياسات اشد قسوة ستكون مرتبة ومدروسة بشكل دقيق من قبل اركان النظام في اسرائيلط .

وحول القدس وملامحها بعد لفظ السلطة الفلسطينية لثوب التنسيق الامني قال الكاتب والمحلل السياسي المقدسي يونس العموري:" ان القدس خارج اي حسابات للسلطة الفلسطينية بعكس اسرائيل التي تضعها على سلم اولوياتها وبالتالي فان سلطات الاحتلال قد باشرت باتخاذ اجراءات وخطوات غير مسبوقة باعتقاد منها ووفقا لمخططاتها بان اطباق السيطرة على الحالة المقدسية المتفجرة عموما يخرجها من اي حسابات فلسطينية ، 

واكد العموري لدنيا الوطن :  نلاحظ ان هناك الكثير من الأحاديث التي يتم تداولها هذه الأيام حول مصير القدس، في ظل معطيات المرحلة واشتداد المواجهات في مختلف احياء القدس ومحاولة سلطات الاحتلال حسم قضاياها عبر الكثير من الوسائل والاساليب القمعية وفرض سياسة الامر الواقع، ويضيف: "وبهذا السياق نلاحظ ان ثمة محاولات دولية لإيجاد حلول للخروج من عنق زجاجة المرحلة والتي من خلالها يبدو واضحا ان الافول السياسي وفشل الفعل التسووي قد بات العنوان الابرز للحراك السياسي الدبلوماسي على مختلف الصعد والمستويات. 

وبين العموري ان القدس لن تتأثر بهذا القرار وهو وقف التنسيق الامني ، معللا: " لان اسرائيل اصلا تحتل القدس وماضية في جميع مخططاتها التهويدية والاستيطانية فيها ولكن ربما ستسرع من اتخاذ خطوات اكثر فضاضة في التعامل مع المواطنين المقدسيين كفصل القرى العربية عنها وتهجير الاف المواطنين فيها  ورفع وتيرة هدم البيوت وغيرها من الاجراءات التهويدية والقمعية وفرض سياسة الامر الواقع على معالم القدس العربية والاسلامية والمسيحية من اجل اضفاء الصبغة النهائية على مدينة القدس كعاصمة ابدية لدولة اسرائيل .