سيادة المطران عطا الله حنا مستقبلا وفدا من مجلس الكنائس العالمي : " بلادنا هي ارض التجسد والفداء والقيامة والنور وملتقى الاديان "

رام الله - دنيا الوطن
استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس وفدا من مجلس الكنائس العالمي ومقره في مدينة جنيف السويسرية والذين يزورون الاراضي الفلسطينية في هذا الموسم الفصحي المبارك .

وقد رحب بهم سيادة المطران وابرز امامهم اهمية مدينة القدس تاريخيا وروحيا ووطنيا وقال بأننا في هذه الايام المقدسة اذ مررنا بأسبوع الالام وعيد القيامة فإننا نستذكر ما قدمه معلمنا وفادينا ومخلصنا يسوع المسيح للانسانية من اجل تقديسها وافتدائها وخلاصها ، وقال بأن كل الاحداث التي عيدنا لها خلال هذا الموسم الشريف تمت في هذه البقعة المقدسة من العالم ولذلك فإن مدينة القدس في التراث والتاريخي المسيحي هي ليست عنصرا هامشيا بل هي الاساس وهي المركز المسيحي الاول والاهم في العالم دون ان ننتقص من مكانة كافة المراكز المسيحية الاخرى في عالمنا شرقا وغربا .

ان كنيسة القدس هي اقدم واعرق كنيسة في العالم ففي هذه البقعة المقدسة قال السيد وهو معلق على خشبة الصليب " قد تم " ، اي ان كل شيء قد تم هنا ومن هنا انطلقت الرسالة المسيحية بكافة ابعادها الروحية والانسانية والحضارية الى كافة ارجاء العالم .

فلسطين هي ارض التجسد والفداء والنور والقيامة وهي مهد المسيحية وملتقى الاديان التوحيدية.

ان مدينة القدس تتميز عن باقي المدن فهي اقدس مكان في العالم يرتبط بالديانات التوحيدية الثلاث وهي لوحة جميلة تزينها مقدساتنا وتاريخنا وتراثنا وانتماءنا لهذه الارض المقدسة .

اننا نرفض رفضا قاطعا واكيدا ان ينظر الى المسيحيين في بلادنا وكأنهم اقلية بحاجة الى حماية من جهة خارجية واننا نرفض الحديث بلغة الطائفة ، فلسنا اقلية في وطننا ولسنا طائفة ولسنا جالية عابرة سبيل في هذه الديار ، نحن اصيلون في انتماءنا لهذه الارض اصالة المسيحية التي بزغت منها ، ولن نتنازل عن حضورنا وعن انتماءنا وعن جذورنا العميقة في هذه البقعة المقدسة من العالم .

ما ينقسنا هو السلام الذي بدوره يجعل الفلسطينيين مسيحيين ومسلمين يعيشون بطمأنينة وسلام في وطنهم ، ما ينقسنا هو حل القضية الفلسطينية حلا يضمن كرامة الفلسطينيين وحريتهم وعودتهم الى ديارهم وتحقيق امنياتهم وتطلعاتهم الوطنية.

ان حل القضية الفلسطينية هو مفتاح العدالة والسلام والاستقرار في منطقتنا.

اطراف كثيرة في عالمنا تريدنا ان نتنازل عن قضيتنا الوطنية وان نصمت امام هذا الظلم الذي يتعرض له شعبنا .

كيف يمكن لنا كمسيحيين نؤمن بقيم الانجيل ورسالة المسيح في عالمنا ان نكون صامتين متفرجين ومكتوفي الايدي امام هذا الظلم الحاصل بحق شعبنا وقدسنا ومقدساتنا .

يريدوننا ان نتنازل عن انتماءنا لفلسطين لكي نكون اناس صالحين في مفهومهم المغلوط فأصبح كل من يدافع عن القضية الفلسطينية مهددا بأن ينعت بالارهابي او المتطرف او المعادي للسامية الى اخره من التهم التي لا تمت الينا بأي شكل من الاشكال .

هل الدفاع عن الحق وعن العدالة اصبح ارهابا ؟ ! وهل الدفاع عن الشعب المظلوم اصبح تطرفا ؟! وانا اعتقد بأن الذي يجب ان يتغير هو هذا العالم الذي ينحاز للجبابرة والاقوياء على حساب الضعفاء والمهمشين .

أما نحن فلن نتغير ، لم نتغير في الماضي ، ولن يكون هنالك تغيير في الحاضر او في المستقبل ، فمواقفنا واضحة وثابتة وستبقى كذلك وهي لا تتبدل حسب تغيير الظروف المناخية والجهات الممولة وغير ذلك .

نحن لا نتلقى تمويلا من احد لكي نروج لهذا الخطاب السياسي او ذاك فنحن اناس احرار خلقنا كذلك وسنبقى كذلك ، وستبقى فلسطين هي قضيتنا وهي بوصلتنا .

وقال سيادته بأننا نتمنى من مجلس الكنائس العالمي بأن يقوم بدور اكبر في دعم القضية الفلسطينية ومؤازرة الشعب الفلسطيني والوقوف الى جانب المسيحيين الفلسطينيين من اجل بقاءهم وثباتهم وصمودهم في هذه الديار ، انها لكارثة كبرى ان تكون الارض التي شهدت هذه الاحداث الخلاصية ان تكون فارغة من المسيحيين .

ان مسؤولية الحفاظ على الحضور المسيحي في بلادنا هي مسؤوليتنا جميعا والمسيحيون كانوا دوما مدافعين عن وطنهم ولهم حضورهم في الحياة الثقافية والادبية والابداعية وغيرها .

قدم سيادته للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية والرسالة الفصحية التي اعدتها المبادرة المسيحية الفلسطينية ، وقال سيادته بأن القيامة بالنسبة الينا هي مصدر قوة وتعزية في هذه الظروف التي نمر بها .

تحدث سيادته عن سوريا وآلامها واحزانها ومعاناتها مؤكدا بأننا نتمنى ونصلي من اجل ان تبقى سوريا موحدة قوية محافظة على تاريخها وتراثها وهويتها ، وطالب سيادته مجلس الكنائس العالمي بأن يقوم بدور هادف لتوضيح حقيقة ما يحدث في سوريا في ظل هذا التضليل الاعلامي الذي نلحظه في عالمنا .

وقال سيادته بأننا نتمنى مساهمتكم في الافراج عن المطارنة المخطوفين وفي مؤازرة النازحين والمهجرين الذين تركوا اوطانهم بسبب العنف .

واضاف سيادته يؤسفنا ويحزننا ما يحدث في منطقتنا العربية من دمار وخراب وارهاب طال البشر والحجر والاماكن التاريخية والدينية ، ونتمنى ان يتوقف هذا وان تسود قيم الحوار والتآخي والمحبة والتلاقي بين الجميع لأننا في النهاية ننتمي الى اسرة بشرية واحدة خلقها الله.

وقد تجول الوفد في كنيسة القيامة حيث قدم لهم سيادة المطران بعض التذكارات المقدسية من وحي التراث الفلسطيني ، كما اجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات ومن ثم انطلق الوفد في جولة في البلدة القديمة من القدس .