سيرة ذاتية بالفشل.. لطلب الوظيفة

سيرة ذاتية بالفشل.. لطلب الوظيفة
رام الله - دنيا الوطن
تخيل عزيزي القارئ أنك ذهبت إلى جهة من أجل التقدم لطلب وظيفة، وعوضا عن تقديم سيرتك الذاتية التقليدية التي تسرد فيها خبراتك ونجاحاتك، تقدمت بسيرة ذاتية مليئة بالأمور الفاشلة في الدراسة والعمل؟

هل تعتقد أن الجهة المعنية ستقبل بك وتوظفك لديها بناء على تلك التجارب الفاشلة في حياتك؟ أعتقد أنك تدرك الجواب مسبقا.

الأستاذ في جامعة برينستون يوهان هاوشوفر، قام بعمل مذهل في هذا الإطار وقام بنشر سيرة ذاتية مليئة بالفشل ونشرها على الإنترنت.

الأمر المفاجئ كان في ردود الفعل الإيجابية الهائلة التي تلقاها بعد نشرها، واعتبرها البعض "من أجمل الأمور التي شاهدها"بينما اعتبرها البعض "فكرة محببة ورائعة".

وقال الأستاذ هاوشوفر في مقدمة سيرته الذاتية للفشل إن معظم ما حاول القيام به اصطدم بالفشل وأن الناس لا يرون إلا النجاح الذي "في بعض الأحيان يعطي الآخرين انطباعا بأن أي شيء أقوم به يمكنني النجاح في القيام به".

ومن بين الأمور التي فشل فيها الأستاذ الجامعي "عدم تمكنه من إنجاز برنامجي الدراسات العليا في جامعتي كامبريدج وستانفورد" وعدم حصوله على درجة الأستاذية من جامعة هارفارد وفشله في تأمين منحة فولبرايت.

كما شملت بنودا مثل "برامج دراسية لم ألتحق بها" و"مراكز أكاديمية ومنح لم أحصل عليها" و"تمويل أبحاث لم أتمكن من الحصول عليها"، إلى جانب بنود أخرى.

على أي حال، ردود الفعل الإيجابية التي تلقاها الأستاذ "الفاشل" لقيت صدى بين الأوساط الأكاديمية وفي وسائل التواصل الاجتماعي، لكن لا ندري إن كان يمكنه أن يحصل من خلالها على وظيفة، مع العلم أنه يعمل أستاذا لعلم النفس في الجامعة، غير أنه على ما يظهر حاول أن يقدم "سيرة ذاتية واقعية" ويقول من خلالها "إن الإخفاق والفشل يوازيان النجاح من حيث الأهمية".

ويبدو أن يوهان هاوشوفر استلهم مقالة نشرتها في مجلة نيتشر عام 2010 المحاضرة في كلية علوم الطب الحيوي في جامعة إدينبرة ميلاني ستيفان.

فقد قالت ستيفان إن الاحتفاظ بسجل مرئي للفشل يمكن أن يساعد في التعامل مع الإخفاقات المستقبلية.

وفي قت لاحق، قال هاوشوفر إن سيرته الذاتية الخاصة بالفشل أعيد نشرها آلاف المرات على موقعي فيسبوك وتويتر حيث انتشر وسم "سي في أوف فيلير".