جبهة التحرير في يوم العمال: تتواصل فصول المأساة الفلسطينية وتزداد معاناة آلام شعبنا

جبهة التحرير في يوم العمال: تتواصل فصول المأساة الفلسطينية وتزداد معاناة آلام شعبنا
رام الله - دنيا الوطن
حذرت جبهة التحرير الفلسطينية من تدهور الأوضاع الاجتماعية والحياتية في قطاع غزة ، لافتة الى ان نسبة البطالة في القطاع ارتفعت إلى 65% من مجموع اليد العاملة مما ينذر بكارثة سياسية وطنية واجتماعية، مما يتطلب التحرك الجاد من اجل رفع  الحصار الظالم عن القطاع، واعادة إعمار ما هدمه العدوان وفتح للشباب أفقاً جديداً للحياة، وتوفر للمرأة المزيد من الفرص للانخراط في الحياة الاجتماعية.

جاء ذلك في بيان صحفي اصدرته الجبهة والذي جاء فيه..

يا ابناء الطبقة العاملة

تحتفل الطبقة العاملة الفلسطينية والعربية في الأول من أيار مع الكادحين في أنحاء الأرض بعيد العمال العالمي، المضرج بعرق ودماء عمال شيكاغو الذين خرجوا في مثل هذا اليوم من العام 1886 للاحتجاج على الظلم والاستغلال وللمطالبة بحقوقهم، فكان الرد من الآلة البوليسية الأمريكية بمذبحة وحشية ارتُكبت بحقهم،  لكن هذه الدماء لم تذهب هدراً، فلقد تحول الأول من أيار إلى منارة عظيمة لكفاح العمال ونضالهم من أجل العدالة والمساواة والتقدم الاجتماعي.

ان جبهة التحرير الفلسطينية تعتبر الاول من ايار مناسبة لتجديد العهد والتمسك بالإنجازات الكبيرة التي ما كانت الطبقة العاملة في كل مكان لتتمتع بها اليوم لولا البطولات العظيمة التي سطرها العمال في معارك الدفاع عن الكرامة والحقوق والسلام، وفي سبيل عالم أفضل للبشرية.. والتضحيات الباهظة التي قُدمت على هذا الدرب الطويل عبر عشرات السنين.

يا ابناء الطبقة العاملة

يأتي احتفال هذا العام فيما يستمر الهجوم الإمبريالي الشامل ، حيث تتواصل الحملات الشرسة لتجريد العمال من مكتسباتهم عبر تبني سياسات رجعية تناسب رأس المال وتخلق له أفضل الظروف ليزيد استغلاله للكادحين ويستولي على ثروات الكوكب بأبخس الأسعار.. كذلك تتابع الإمبريالية الأمريكية عدوانها الواسع لكسر إرادة الشعوب المناضلة في سبيل حريتها وتقدمها، مُفرغاً الشرعية الدولية من مضمونها سواء بالتنكر لمبادئها ومواثيقها، أو عبر جعل مؤسساتها ملحقة بالسياسة الأمريكية.

إن العالم اليوم يعيش مرحلة انتقالية تعج بمختلف أنواع التناقضات والصراعات والحروب والاضطهاد والاستغلال والتمييز العنصري، وهذا ما يفسر تنامي قوة الحركات الاجتماعية المناهضة للعولمة الوحشية وشرورها، والمتضامنة، مع الشعوب التي تتعرض للهجمة الامبريالية الصهيونية الارهابية في المنطقة.

في الأول من أيار تتواصل فصول المأساة الفلسطينية وتزداد معاناة آلام شعبنا الذي يتعرض لاضطهاد قومي قل نظيره حتى في ظل أسوأ أنظمة التمييز العنصري البائدة.. وتستمر سياسة الاغتيالات وقتل المدنيين بدم بارد، وهدم البيوت وقلع الأشجار ومصادرة الأراضي وبناء سور العزل العنصري،واستباحة االمقدسات الاسلامية والمسيحية  والهدف من كل هذا تسميم حياة شعبنا ودفعه لترك أرض آبائه وأجداده أو عزله في بانتوستانات يتحكم الاحتلال في بواباتها.

ورغم كل هذه الظروف القاسية، تواصل جماهيرنا صمودها وكفاحها في سبيل حقوقها المشروعة وأبرزها حقها في حياة كريمة، وعبرانتفاضتها الباسلة التي ترسم بدماء الشهداء خارطة الوطن ، وفي طليعة النضال تقف الطبقة العاملة الباسلة التي تتعرض لاضطهاد مزدوج قومي وطبقي.

يا ابناء الطبقة العاملة

أن طبقتنا العمالية المناضلة تواجه أوضاعا اقتصادية واجتماعية صعبة في ظل ما يواجه شعبنا وقضيتنا الوطنية من مخاطر وتحديات جسيمة خاصة في هذه المرحلة الصعبة والمعقدة، بسبب سياسات الاحتلال العدوانية المتواصلة، وما تمارسه حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة وجيشها ومستوطنيها الاستعماريين على الأرض الفلسطينية من إجراءات فاشية وعنصرية وتشديد الحصار على شعبنا عبر تشيد جدران الفصل العنصري، وشق طرق المستوطنات الالتفافية، وإقامة الحواجز العسكرية، وغيرها من الإجراءات العدوانية التي تزيد الخناق على شعبنا وتعيق حركته بين مدنه وقراه، وتمنع العمال من الوصول إلى أماكن عملهم، والمزارعين من الوصول إلى أراضيهم الزراعية، مثلما تمنع الطلبة من الوصول إلى مدارسهم ومراكزهم التعليمية.

ان جبهة التحرير الفلسطينية تحذر من تدهور الأوضاع الاجتماعية والحياتية في قطاع غزة ، حيث ارتفعت نسبة البطالة في القطاع إلى 65% من مجموع اليد العاملة مما ينذر بكارثة سياسية وطنية واجتماعية، مما يتطلب التحرك الجاد من اجل رفع  الحصار الظالم عن القطاع، واعادة إعمار ما هدمه العدوان وفتح للشباب أفقاً جديداً للحياة، وتوفر للمرأة المزيد من الفرص للانخراط في الحياة الاجتماعية.

أن استمرار وجود الاحتلال على أرضنا، وتصعيده المتواصل لسياساته الإجرامية ضد شعبنا وعمالنا ونهبه لمقدراتنا وسطوه على ثرواتنا الوطنية، شكل العائق الأساسي أمام تحرر ونهوض وتقدم مجتمعنا الفلسطيني، وبالتالي هو يعتبر السبب والعامل الأساسي لانعدام توفير فرص العمل وتشغيل الأيدي العاملة الفلسطينية، الأمر الذي ساهم باضطراد في زيادة نسبة الفقر، واتساع مساحة البؤس الاجتماعي في فلسطين.

يا ابناء الطبقة العاملة

في عيد العمال العالمي نتوجه بالتحية للطبقة العاملة الفلسطينية ،ونجدد دعوتنا لإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية ضمن اطار منظمة التحرير الفلسطينية ورسم استراتيجية وطنية تستند لكافة اشكال النضال وحماية الانتفاضة وتدويل القضية الفلسطينية ،ووضع قضايا عمالنا على سلم اولويات الجهات الرسمية  من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية .

في ذكرى الأول من أيار تؤكد جبهة التحرير الفلسطينية التزامها المطلق بحقوق ومصالح الطبقة العاملة الفلسطينية وعموم الشعب الفلسطيني المكافح في سبيل حريته واستقلاله وحقه بالعودة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.