قاتل يُحاكم .. قاتل آخر..!

قاتل  يُحاكم .. قاتل آخر..!
قاتل يُحاكم .. قاتل آخر..!

بقلم / محمود سلامة سعد الريفي
"عندما يأتي أحد لقتلك اقتله أولاً" شعار رفعه المتطرفين اليهود في المدن والتجمعات الاسرائيلية رداً علي احتجاز القضاء العسكري للجندي الاسرائيلي القاتل" ايلور عزيا" وتوجيه لائحة اتهام تدينه بالقتل الغير مُتعمد للشهيد "الشريف" يوم 24/3/2016م ولم يكتفي هؤلاء بل وجهوا سهامهم نحو رئيس حكومتهم "نتنياهو ووزير دفاعه وقائد الاركان" رفضاً لمواقفهم من حادثة القتل واحتجاز القاتل في قاعدته العسكرية بعد توجيه تهمة القتل علي اعتبار ان ما حدث يمس بصورة الجيش الاسرائيلي ويضر بها علي اعتباره جيشاً اخلاقياً يخضع للرقابة العسكرية , والامر الذي لم يكن مفاجئاً خلال الاعياد اليهودية سُمح للجندي القاتل بالاحتفال مع اسرته وحُمل علي الاكتاف كبطل يرتدي بزته العسكرية وللتو عاد من الجبهة محققاً النصر..! بحقيقته هو مُطلق النار علي جسد انسان يلفظ انفاسه الاخيرة و يأن تحت وطأة الالم ويعكس موقف قادة الاحتلال مدي ضعفهم امام تنامي قوة اليمين المتطرف و انصياعهم لأوامره دون ازعاج والا اصبح مخالفاً للشريعة اليهودية وخائناً يستحق القتل شعار يرفعه هؤلاء في وجه كل من يسير عكس تيارهم الجارف..
توثيق لحظات اطلاق النار علي رأس الشهيد "عبدالفتاح الشريف" التي شاهدها العالم مثلت دليل ادانة دامغ لاستخدام جنود الاحتلال القوة المُفرطة بحق المدنيين الفلسطينيين العُزل ودحضت ادعاءاتهم بتعرض حياتهم للخطر..! والحادثة واحدة من اوضح الحالات التي اظهرت عملية قتل لفلسطيني وهو مصاب وطريح الارض ينزف دون تقديم المساعدة الطبية له , وخلال 7 شهور علي انطلاقة الهبة الشعبية من مدينة القدس وانتشارها في الضفة الغربية سقط ما يُقارب 220 شهيداً والاف الجرحى جميعهم قُتلوا بدم بارد ومن اصيب كان الدافع الحاق الأذى هذا ما اظهرته اماكن الاصابات التي تتركز الاجزاء العُلوية من الجسد ونوعية الطلقات النارية المتفجرة المُحرمة دولياً , وما وُثق اكد بالشاهد صوتاُ وصورة ان دولة الاحتــلال
تضرب بعُرض الحائط كل الانظمة و اللوائح الناظمة للحالات التي تُبيح استخدام القوة واطلاق النار لم تلتزم بضوابطها وعمدت الي استخدام القوة المفرطة بحق الفلسطينيين العزل الذين يقامون احتلالها وينتفضون ضد اجراءاتها القمعية و سياساتها العنصرية بحق وجودهم , ويمثل ذلك خرقاً فاضحاً لنصوص القوانين الدولية ذات العلاقة واتفاقية جنيف الرابعة وكل ما جاء بها فيما يخص حقوق القابعين تحت الاحتلال..
الجندي الاسرائيلي "ايلور عزريا" نموذج يجمع بين المستوطن اليهودي الحاقد والمجند في المؤسسة العسكرية القاتلة و المحكومة بقواعد ونظم عسكرية لجيش احتلال عليه ان ينفذ اوامر اطلاق النار وقتل الفلسطيني بهدف الردع..! دون ان يحقق هذا النهج اهدافه وعلي مدار 7 عقود من مقاومة الاحتلال تخللها الكثير من الاحداث الدموية واستباحة الدم الفلسطيني سقط نتيجتها عشرات الاف من الشهداء والجرحى والاسري والمفقودين اثبت الفلسطيني قوة وتحدي في مواجهة احتلال عنصري فاشي يداهم ويعتقل و يصادر الارض ويقيد الحركة ويدنس المقدسات ويقتل بدم بارد دون ان يثنيه هذا الثمن الباهظ والدم المتدفق يومياً و المعاناة المتواصلة علي التراجع عن مواجهة الاحتلال والسبب بسيط هو ايمان الفلسطيني بعدالة قضيته وحق الثابت في ارضه وحلمه في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وفق قرارات الشرعية الدولية تعمد سياسات دولة الاحتلال الي وضع العراقيل والعقبات منعاً لتحقيقها واقعاً..
قاتل يُحاكم.. قاتل آخر حتماً النتيجة لصالح القاتل, و الواقع يضع دولة الاحتلال بكافة احزابها علي اختلاف انتماءاتها الايدولوجية والفكرية من اقصي اليمين والوسط واليسار المُتهالك والمتراجع ومُؤسساتها ومُفكريها وقُضاتها وحُقوقيها واركان نيابتها العسكرية في خانة القتلة مع اختلاف الدور والامر اشبه بمسرحية كل واحد يُتقن اداء دوره علي اكمل وجه مشهد قتل الفلسطيني وسفك الدماء حاضر فيها وشرب الانخاب والرقص علي جثث الموتى والطرب علي انين الثكالى ايضاً حاضر فيها, وتزوير الوقائع وتغير الحقائق وهذا ما نجده في حادثة قتل "الشريف" واتهامه بحيازة حزام ناسف اثُبت لاحقاً عدم صحته.! والاتهام مجرد تبرير للاستهداف العمد افشلته مشاهد القتل , واكتفاء النيابة العسكرية بإدانة القاتل "ايلور عزريا" بالقتل العمد سُيبرأ ساحتـــه, ويجعل منه بطلاً ونموذجاً للقاتل الذي يَقتل
دفاعاً عن النفس , ونموذجه هو القادر علي حماية امن دولة الاحتلال ومواطنيها ومستوطنيها وشأن ذلك ان يُمثل دعوة صريحة لاستهداف الفلسطيني دون التعرض للإدانة و الاتهام و المحاكمة ونيل العقوبة الرادعة ..
ديما الواوي.. حرة طليقة بعد شهرين ونصف مضيا منذ تم اعتقالها اثناء ذهابها للمدرسة.! وباتت اصغر اسيرة تقبع في سجون الاحتلال وتعايش ظروف الاسر القاهرة وتواجه الاعتقال القسري والظالم كطفلة لم تتعدى 12 ربيعاً , والنيابة العسكرية ..! وجهت تهمة حيازة سكين ومحاولة طعن جنود الاحتلال.! هو بحقيقته اتهام باطل يستهدف البراءة و الطفولة في فلسطين بالقتل و الاعتقال و الاعتداء بالضرب واطلاق النار, وهنا لا بد من حِراك عربي واقليمي ودولي علي كافة المستويات والهيئات والاطر والمؤسسات القانونية والحقوقية المدافعة عن حقوق الانسان في العالم ان تتوقف عند جريمة استشهاد "الشريف" واعتقال الطفلة "ديما الواوي" كحالتين تعكسان الواقع المرير والصعب والتهديد المتواصل باستهداف كل ما هو فلسطيني هو في نظر الاحتلال ارهابياً..! يجب قتله و التخلص منه وهذا سبب رئيس وجوهري يدعو بإصرار لتوفير الحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني بشكل عاجل ومُلح للوقوف علي حقيقة ما يُرتكب يومياً من اعتداءات , وتوثيقها وفضح ومحاكمة قادة الاحتلال امام محكمة الجنايات الدولية علي جرائمهم ومجازرهم وانتهاكاتهم الصارخة في الاراضي الفلسطينية , وانهاء احتلالها..